الإدارة الأميركية تنفي احتمال تعيين رئيس ظل للفيدرالي
في خطوة تُعدّ الأوضح حتى الآن، لمّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى احتمال تعيين رجله الموثوق وزير الخزانة سكوت بيسنت، بديلاً لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي «البنك المركزي الأميركي» جيروم باول، الذي تنتهي ولايته خلال أقل من عام.
ترامب وصف بيسنت، خلال لقاء صحافي، بـ«الخيار القريب جداً» لقيادة الفيدرالي؛ ما يمثل تضييق خناق جديد على رئيس الفيدرالي الحالي جيروم باول الذي تزداد علاقته مع البيت الأبيض توتراً يوماً بعد يوم.
وكان بيسنت أعلن رسمياً أن ترامب أعطى الضوء الأخضر للشروع في اختيار بديل محتمل لرئيس الفيدرالي، مضيفاً أن قرار التسمية النهائية يظل «حقاً حصرياً للرئيس».
ويضع الرئيس الأميركي ثقة كبيرة في وزير خزانته، الذي سبق أن لعب دوراً محورياً في التفاوض مع الصين بشأن اتفاق تجاري معقّد، كما أوفده ترامب مؤخراً إلى لندن لإنقاذ اتفاق تجاري كان مهدداً بالفشل.
قال ترامب في ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء، إن بيسنت خيار مطروح لخلافة باول، الذي يواجه ضغوطاً متزايدة وانتقادات لاذعة من الإدارة الاميركية.
وفي تصريحات أدلى بها للصحفيين عقب هبوطه في قاعدة «آندروز»، سُئل ترامب عمّا إذا كان بيسنت مرشحاً محتملاً لخلافة باول، فأجاب: «إنه خيار مطروح، وهو جيد جداً، لكنني أحب العمل الذي يقوم به في وزارة الخزانة».
وبعد هبوطه بالطائرة الرئاسية في قاعدة «آندروز العسكرية»، سُئل ترامب عما إذا كان بيسنت خياراً مطروحاً ليحل محل باول، الذي تنتهي ولايته العام المقبل، ورد ترامب على الصحفيين قائلاً «إنه خيار مطروح، وهو جيد جداً ، لكن أنا أحب العمل الذي يقوم به، في الخزانة».
وكرر ترامب هجومه على باول قائلاً: «لدينا رئيس بنك احتياطي فيدرالي سيئ حقاً، حاولت أن أكون لطيفاً معه، لكن من دون جدوى، إنه أحمق وغبي».
قال وزير الخزانة سكوت بيسنت في إحاطة صحفية، إن العملية الرسمية لإيجاد خليفة لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بدأت بالفعل.
وأضاف: «هناك العديد من المرشحين المتميزين، وسنرى مدى سرعة تطور الأمور، القرار قرار الرئيس ترامب، وسيسير وفق رغبته» في إشارة إلى الضغوط المكثفة وسعي ترامب وإداراته إلى الضغط على باول للرحيل قبل نهاية مدته.
وبيسنت، الذي ورد أنه مدرج على القائمة المختصرة للبدائل المحتملة يقف إلى جانب محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي السابق كيفن وارش، ومدير المجلس الاقتصادي الوطني كيفن هاسيت.
أكد وزير الخزانة أن الرئيس ترامب لا يسعى إلى إنشاء رئيس ظل لبنك الاحتياطي الفيدرالي قبل انتهاء ولاية باول في مايو المقبل.
جاء ذلك بعد ورود أنباء عن سعي ترامب للضغط على باول من خلال تسمية مبكرة لرئيس الفيدرالي، ربما في سبتمبر أو أكتوبر.
وأكد بيسنت أن البيت الأبيض لا يتطلع إلى إقالة باول، رغم هجمات ترامب عليه لعدم خفض أسعار الفائدة من نطاقها الحالي البالغ 4.25% و 4.5%.
رفض بيسنت تساؤلات حول ما إذا كان يتم النظر في ترشيحه لمنصب مزدوج لإدارة البنك المركزي ووزارة الخزانة في آن واحد.
وقال: «أعتقد أنني أتمتع بأفضل وظيفة حالياً.. سأفعل ما يريده الرئيس ترامب».
ويحظى بيسنت بثقة الرئيس الأميركي، ووفقاً للسوابق التاريخية بين الرجلين، ونظراً للثقة الكبيرة التي يمنحها ترامب لوزير خزانته، كان بيسنت هو من أقنع ترامب بتعليق الرسوم الجمركية مؤقتاً في أبريل.
كما أجّل ترامب موعد تطبيق الرسوم الجمركية من التاسع من يوليو إلى الأول من أغسطس بناء على توصية وزير الخزانة بالتوقف مؤقتاً من أجل التوصل إلى صفقات تجارية أفضل.
هذا الأسبوع، دعا ترامب باول مجدداً إلى خفض أسعار الفائدة، مشيراً إلى انخفاض التضخم «قبل صدرو بيانات أمس»، وقال ترامب إن أسعار الفائدة يجب أن تكون أقل من 1%.
إلى جانب خفض الفائدة، ركزت الإدارة على الدعوات إلى إجراء تحقيق في الكونغرس بشأن ما إذا كان باول قد كذب على لجنة في مجلس الشيوخ بشأن التجديد الباذخ الذي بلغت تكلفته 2.5 مليار دولار في مقر بنك الاحتياطي الفيدرالي.