يواصل «تشات جي بي تي» (ChatGPT) ترسيخ مكانته في أسواق الشرق الأوسط باعتباره أكثر روبوتات المحادثة بالذكاء الاصطناعي انتشاراً على مستوى العالم.
ووفقاً لبيانات شركة التحليلات «ستاتكاونتر» (Statcounter) لشهر يوليو، التي نقلها موقع AGBI، يستحوذ نموذج «تشات جي بي تي» من «أوبن إيه آي» (OpenAI) على 91% من الاستخدام في السعودية ومصر، و89% في الإمارات، متقدماً على حصته العالمية البالغة 82%.
وكانت «أوبن إيه آي» قد أطلقت مطلع أغسطس الجاري نسختها الأحدث «جي بي تي-5» (GPT-5)، لكن ردود الفعل جاءت متباينة، إذ رأى بعض المستخدمين أن التطوير مقارنة بالنسخة السابقة «جي بي تي-4o» لم يكن بالمستوى المتوقع.
ومع ذلك، تُظهر بيانات «ستاتكاونتر» أن معدلات الاستخدام في الشرق الأوسط ظلت مستقرة، وهو ما يعكس قوة الحضور الإقليمي للنموذج.
أما المنافسون، فلا يظهر حضور ملموس سوى لأداة «كوبايلوت» (Copilot) من «مايكروسوفت» (Microsoft) المخصصة لمجال الأعمال، بحصة تقارب 5%.
ومع ذلك، فإن هذا الوجود يرتبط مباشرة بـ«أوبن إيه آي»، إذ تتيح استثمارات «مايكروسوفت» لها دمج نماذج الشركة في «كوبايلوت»، حيث تعتمد بعض وظائفه بالفعل على تقنيات «تشات جي بي تي».
وقال المدير العام لشركة «إندافا» (Endava) في الإمارات والسعودية، ديفيد بوست، في تصريح لموقع (AGBI): «نجحت الشركة في إبرام الشراكات الصحيحة التي جعلت من تقنياتها عنصراً أساسياً في مسيرة التحوّل الرقمي بالمنطقة».
وتعمل «أوبن إيه آي» على تعزيز وجودها الإقليمي من خلال شراكات مع الحكومات والشركات، أبرزها مشروع «ستارغيت» (Stargate) في الإمارات، حيث تستثمر في مراكز بيانات بالتعاون مع مجموعة «جي 42» (G42).
كما أوضح بوست أن «إندافا» نفسها ترتبط ببرنامج شراكة مع «أوبن إيه آي» يتيح دمج أدوات «تشات جي بي تي» في عمليات عملائها.
في المقابل، تشهد المنطقة جهوداً متزايدة لتطوير بدائل محلية، فقد أطلق «معهد الابتكار التكنولوجي» في أبوظبي نموذج «فالكون» (Falcon)، وهو روبوت محادثة مفتوح المصدر يقدّم خدمات متقدمة مجاناً.
وفي السعودية، تعمل شركة «هيوماين» (Humain) على تطوير روبوت محادثة جديد يعتمد على نموذج محلي، مع تركيز خاص على تعزيز القدرات باللغة العربية.
وصرح نائب رئيس منطقة الشرق الأوسط في شركة «داتايكو» (Dataiku) المتخصصة في تقنيات التعلّم الآلي، سيد بهاتيا، لموقع (AGBI): «قد نشهد تحولاً في موازين السوق إذا استطاع بديل محلي أن يقدّم مزيجاً مقنعاً من القدرات التقنية المتقدمة، والطلاقة في اللغة العربية، والتوافق مع الخصوصية الثقافية، وسهولة الوصول».
لكن بهاتيا أكد أن هذه المزايا لم تصل بعد إلى مستوى كفيل بتقويض هيمنة «أوبن إيه آي»، موضحاً: «المنصات التي تمتلك قاعدة مستخدمين عالمية واسعة غالباً ما تستفيد من دورات تطوير أسرع، ومنظومات بيئية أكثر تنوعاً، وقوة أكبر للعلامة التجارية».
وأضاف: «مع استمرار تطوّر التكنولوجيا وتزايد الابتكار من جانب اللاعبين المحليين، قد يشهد السوق الإقليمي تغيراً ملموساً في ميزان المنافسة خلال السنوات المقبلة».