افتتحت مصر، اليوم الأحد، مقر الوكالة الفضائية الأفريقية داخل مدينة الفضاء المصرية، في خطوة تعكس التزام الدولة بدعم جهود التكامل العلمي والتكنولوجي في القارة، وتعزيز قدراتها في استكشاف وتوظيف علوم الفضاء لخدمة التنمية المستدامة.
جاء الافتتاح تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين المصريين، إلى جانب وزراء وممثلي دول أفريقية من أنغولا، وكوت ديفوار، وأعضاء المجلس الأفريقي للفضاء.
وخلال الافتتاح، أكد الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية شريف صدقي، أنّ تدشين المقر يمثل لحظة فارقة في مسيرة القارة نحو امتلاك أدوات المستقبل، مشيراً إلى أنّ استضافة مصر للمقر يجسد إيمانها العميق بضرورة تعزيز العمل الأفريقي المشترك في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء.
وأوضح صدقي أنّ الوكالة ستقود تنفيذ إستراتيجيات الفضاء في القارة، بما يتماشى مع أجندة أفريقيا 2063، مؤكداً أنّ مصر قدمت دعماً مالياً بقيمة 20 مليون دولار لتأهيل البنية التحتية، وضمان انطلاق أنشطة الوكالة على أسس علمية متطورة.
كما استعرض المبادرات التي أطلقتها مصر لدعم قطاع الفضاء الأفريقي، وفي مقدمتها البرنامج التدريبي الأفريقي الذي خرّج حتى الآن 71 مهندساً وعالماً من 34 دولة أفريقية، ومشروع القمر الصناعي الأفريقي للتنمية الذي يسهم في مواجهة التغير المناخي عبر توفير بيانات فضائية دقيقة تدعم خطط التنمية بالقارة.
فيما أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري، أيمن عاشور، أنّ افتتاح المقر يمثل تتويجاً للجهود التي بذلتها مصر لتعزيز العمل الأفريقي المشترك، مشيراً إلى أنّ الدولة تولي أهمية خاصة لدعم مبادرات التنمية العلمية في أفريقيا.
فيما وصف وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج بدر عبد العاطي، افتتاح المقر بأنه نقلة نوعية في امتلاك القارة لأدوات المعرفة والابتكار، مشيداً بدور مصر في إنجاح هذا المشروع.
وأكد عبد العاطي أنّ الوكالة ستكون منصة قارية لبناء القدرات، وتبادل الخبرات في الاستخدامات السلمية للفضاء، مع التزام مصر الكامل بتوفير الدعم الفني واللوجيستي اللازم لنمو أنشطة الوكالة وانفتاحها على الشراكات العلمية الدولية.
كما وجّه الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية الشكر إلى القوات المسلحة المصرية، ممثلة في الهيئة الهندسية وإدارة الأشغال العسكرية، على الدعم الكبير في تنفيذ منشآت مدينة الفضاء، وعلى رأسها مبنى الوكالة الفضائية الأفريقية، الذي يمثل صرحاً علمياً جديداً يُضاف إلى إنجازات مصر في مجالات العلوم والتكنولوجيا.