تقارير
تقارير

أسطورة الرقائق تواصل التحليق.. إنفيديا تتحدى قيود الصين

فرضت الولايات المتحدة قيودا على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي عالية الأداء للصين، لتضع ضغوطا كبيرة على كاهل أبرز الشركات النشطة في هذا السوق، لكن لا يزال هناك هامشا للمناورة لدى هذه الشركات، كي تحافظ على تدفق الإنتاج واستمرار معدلات الأرباح.

شركة إنفيديا "عملاق الرقائق"، تقود مسار المناورة لتجاوز أي ضرر متوقع على الأرباح نتيجة القيود، حيث تحقق الشركة أرباحا قياسية أكثر من المتوقع، وبلغت نسبة زيادة العوائد نحو 206% في الربع الثالث من 2023.

ونمت إيرادات "إنفيديا"، في الربع الثالث من عام 2023، بنسبة 206% على أساس سنوي لتصل إلى 18.12 مليار دولار أميركي، مع استمرارها في تلبية الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي عالية الأداء.

وبلغت إيرادات أجهزة مراكز البيانات نحو 14.5 مليار دولار في الربع الثالث، بزيادة 279% عن العام الماضي، فيما يتسابق أكبر عملائها، بما في ذلك جوجل وأمازون وميكروسوفت، لبناء قدرات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم.

ووفقا لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية، فإن قطاع الألعاب ساهم بمبلغ 2.86 مليار دولار في أرباح الشركة، بزيادة قدرها 81%. كما ارتفع صافي دخل هذا القطاع إلى 9.24 مليار دولار بزيادة 49% عن الربع السابق، و588% على أساس سنوي، وفقا لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

وتضاعف سعر سهم الشركة أكثر من ثلاثة أضعاف على مدار العام الماضي، مما يجعلها واحدة من أفضل الأسهم أداءً في وول ستريت، فيما ارتفعت قيمتها السوقية إلى ما يزيد عن 1.2 تريليون دولار.

ووفقا لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية، ارتفع سهم إنفيديا بنسبة 241% حتى الآن هذا العام، متفوقًا بشكل كبير على مؤشر ستاندارد آند بورز 500، الذي ارتفع بنسبة 18% خلال نفس الفترة. كما تتوقع الشركة أن ترتفع إيرادات الربع الحالي إلى 20 مليار دولار، وهو نمو ضمني بنسبة 231%.

عقبة الصين

وحذرت المديرة المالية للشركة، كوليت كريس، من أن العقوبات الأميركية على صادرات الرقائق عالية الأداء، ستتسبب في انخفاض المبيعات إلى الصين بشكل كبير.

لكن الشركة توقعت أن يعوض النمو القوي للمبيعات في معظم المناطق الانخفاض "الكبير" في المبيعات إلى الصين بسبب قواعد شرائح الذكاء الاصطناعي المشددة مؤخرًا، وفقا لـ"فايننشال تايمز".

وكشفت شركة "إنفيديا" أن ما يصل إلى ربع إيرادات مراكز البيانات يأتي من مبيعاتها للصين، مما يجعل الشركة عرضة للتأثر بسبب المنافسات الجيوسياسية، حيث تسعى واشنطن لاحتواء تطوير الذكاء الاصطناعي في بكين.

وفيما يتعلق بخطوات الشركة للمناورة بعد القيود الأميركية على الصادرات للصين، قالت كوليت كريس: "على الرغم من أن الرقائق الجديدة المتوافقة مع القواعد التنظيمية قد تصبح متاحة في الأشهر المقبلة، إلا أننا لا نتوقع أن تكون مساهمتها المادية كبيرة في الربع الرابع". واعترفت كريس بأن التوقعات للربع الحالي كان من الممكن أن تكون "أعلى قليلاً" بدون القيود الجديدة.

وكانت وزارة التجارة الأميركية قد أعلنت، الشهر الماضي، عن قيود جديدة على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة إلى الصين، مما أثر على معالجات Nvidia A800 وH800، ودفع ذلك الشركة إلى تصميم شرائح ذكاء اصطناعي جديدة تتوافق مع ضوابط التصدير، على الرغم من أنها لم تعلن عنها رسميًا بعد.

وقالت كريس إن إنفيديا لا تزال تعمل على خطتها لزيادة العرض طوال العام المقبل، وفقا لـ"سي إن بي سي".

منجم ذهب

منذ عامين مضت، كانت مبيعات وحدات معالجة الرسوميات (GPU) لتشغيل ألعاب الفيديو على أجهزة الكمبيوتر الشخصية هي أكبر مصدر لإيرادات إنفيديا، لكن مؤخرا ارتفعت أهمية خوادم البيانات، لتصبح المسؤولة عن جلب معظم إيرادات الشركة.

وبسبب شعبية روبوتات الذكاء الاصطناعي العام الماضي، مثل شات جي بي تي، بدأت العديد من الشركات بالبحث عن طرق لإضافة قدرات ذكاء اصطناعي توليدية مماثلة إلى برامجها، وهو ما عزز الطلب على وحدات معالجة الرسومات من إنفيديا.

وأكد الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، جنسن هوانغ، أن انفجار منتجات الذكاء الاصطناعي لا يزال في مراحله الأولى، موضحا أن شركات البرمجيات أدركت أنها "تجلس على منجم ذهب" من المعلومات التي يمكن تطويرها إلى منتجات ذكاء اصطناعي خاصة بها.

وتابع هوانغ: "أعتقد أننا في بداية التحول الصناعي - بشكل أساسي في جميع المجالات - إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي، وإلى الحوسبة المتسارعة".

وأضاف "مع وصول موجات الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى ما هو أبعد من عالم الشركات الناشئة لتغمر الاقتصاد العالمي، سيجلب ذلك عملاء جدد إلى إنفيديا".

وتُستخدم شرائح إنفيديا في نماذج تدريب الذكاء الاصطناعي التوليدية، وتمارس الشركة احتكارًا افتراضيًا لها، حيث تتسابق شركات مثل مايكروسوفت وإنتل و"إي إم دي" للحاق بها.

وكشفت إنفيديا، مؤخرا، عن معالجها H200، وهو ترقية لرقائق H100 الخاصة بها، والتي قالت إنها توفر أداء وقدرات ذاكرة "تغير قواعد اللعبة".

أرباح متوقعة

وفي حديث لـ"إرم الاقتصادية"، قال الباحث النمساوي في تكنولوجيا المعلومات، ليون أوراني، إنه "على مدار السنوات السابقة، كانت إنفيديا إحدى الشركات الرائدة في إنتاج المعالجات".

وأضاف أن "تلك المعالجات شملت الحواسيب الآلية المستهدف قيامها بأعمال رسومية والجرافيك، كما أنتجت شرائح المعالجة الخاصة بأنظمة ألعاب الفيديو الكبرى عالميًا، مثل البلاي ستيشن والاكس بوكس وغيرها".

وتابع: "كذلك تصمم الشركة المعالجات الخاصة بأجهزة الاستقبال الرقمي وأجهزة التلفزيون الذكية، وغيرها من الأجهزة الإلكترونية التي تحتاج إلى معالجات". وأردف أوراني "نحن نتحدث عن شركة تضع يدين وساقين في سوق التكنولوجيا العالمي، وبالتالي تزايد الأرباح أمر واقعي".

وأكمل: "بعد ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي بأنواعها، فتحت معطيات السوق بابا كبيرا آخرا لإنفيديا يتوقع أن يدر أرباحا كبيرة للشركة العملاقة".

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com