وول ستريت
وول ستريت

حروب المواهب في الذكاء الاصطناعي.. حزم مليونية للخبراء

تقدم شركات التكنولوجيا حزم تعويضات، تصل حتى مليون دولار سنوياً، وعروضاً قوية وامتيازات ضخمة، لاستقطاب ذوي الخبرة والتجربة في الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يعمل على تشغيل أدوات مثل "شات جي بي تي" ChatGPT، وغيره من الروبوتات الشبيهة بالبشر، وتمتد المنافسة على هذه المواهب إلى الشركات الناشئة، التي تطمح مستقبلاً لامتلاك "نقطة القوة" لتجاوز العمالقة في هذا المجال.

وفي الوقت الذي يبرز فيه النقص الحالي في مواهب الذكاء الاصطناعي، تستمر عمليات تسريح العمال في مجالات أخرى من التكنولوجيا، مع قيام الشركات بإعادة تخصيص الموارد لاستثمار المزيد، في تغطية التكلفة الهائلة لتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

وفي هذا الشأن يقول نافين راو، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي التوليدي، في شركة Databricks: "هناك تحول طويل الأمد في المواهب التي نسعى وراءها"، "لدينا وفرة من الناس من جهة، ونقص من جهة أخرى."

ولا تواجه شركة Databricks، وهي شركة ناشئة لتخزين البيانات وإدارتها، مشكلة في العثور على مهندسي البرمجيات، ولكن عندما يتعلق الأمر بالمرشحين، الذين يدربون نماذج لغوية كبيرة، أو LLMs، من الصفر أو يمكنهم المساعدة في حل معضلات الذكاء الاصطناعي مثل "الهلوسة"، يقول راو إنه قد يكون هناك بضع مئات فقط من الأشخاص المؤهلين.

ويمكن لبعض هؤلاء المرشحين، الذين يصعب العثور عليهم، الحصول بسهولة على حزم تعويضات إجمالية تبلغ مليون دولار سنوياً أو أكثر.

فئة أخرى مطلوبة ويصعب الحصول عليها، وهي مسؤولو المبيعات والتسويق في مجال الذكاء الاصطناعي، فالبيع في بداية التحول التكنولوجي، عندما تتغير الأمور بسرعة يتطلب مجموعة مختلفة من المهارات وعمقاً في المعرفة. ويحصل المرشحون الذين يتمتعون بهذه المهارات على ضعف ما يحققه مندوب مبيعات البرمجيات.

وبالنسبة للأدوار الإدارية في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، تراوحت الزيادات في الأجر الأساسي من 5% إلى 11%، من أبريل 2022 إلى أبريل 2023، وفقاً لمسح أجرته شركة WTW لأكثر من 1500 من أصحاب الأعمال، وتراوحت الزيادات في الأجر الأساسي للأدوار غير الإدارية، من 13% إلى 19% خلال نفس الفترة.

ويضيف زهير موسى، المؤسس المشارك لموقع Levels.fyi، إن متوسط الراتب لستة مرشحين بشأن عروض العمل المقدمة من شركة "أوبن إيه آي"، كان 925 ألف دولار، بما في ذلك المكافآت والأسهم. وأضاف أن متوسط التعويضات لـ 344 من مهندسي التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي في شركة "ميتا"، ممن كشفوا عن رواتبهم لموقع Levels.fyi قارب الـ 400 ألف دولار سنوياً بما في ذلك المكافآت والأسهم.

ويهدف سكوت تشيثام، الرئيس التنفيذي لشركة Faro Health، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدة شركات الأدوية على تصميم تجارب دوائية أكثر كفاءة، إلى إبقاء الرواتب أعلى بـ25% مما تدفعه الشركات في هذا المجال. وخلال عام 2023، كان من الصعب القيام بذلك، لكنه يرى الآن علامات تغير هذا العام، ويضيف تشيثام: "الوقت مبكر، لكنه ليس بالسوء الذي كان عليه من قبل".

وكانت شركة تشيثام تبحث مؤخراً عن مرشحة، من إحدى أكبر الشركات الاستشارية وقدمت لها عرضاً، لكن الشركة قامت بمضاعفة راتب الموظفة رداً على هذا العرض. وأخبرته المرشحة أنها منزعجة، لأن شركتها عرضت مضاعفة راتبها فقط عندما عرضت عليها وظيفة منافسة.

وللحفاظ على موهبته الخاصة، خصص تشيثام المزيد من حوافز الأسهم لكبار موظفيه، المجموعة الأولى من أسهمهم في الشركة تستحق على مدى أربع سنوات، ولكن عند مرور عامين يحصلون على منحة أخرى من الأسهم، التي تبدأ في الاستحقاق عند خمس سنوات.

ويقول: "علينا أن نواصل تحفيز الموظفين".

وفي حين أن التعويض الأساسي، يميل إلى أن يكون أقل في الشركات الناشئة منه في شركات التكنولوجيا الكبرى، فإن بعض الموظفين الذين لديهم مواهب في ريادة الأعمال، يراهنون على أنهم يستطيعون تحقيق تأثير أكبر من خلال العمل بمفردهم. وترك آرثر مينش، الموظف السابق في "غوغل"، الشركة لإطلاق الشركة الناشئة "ميسترال إيه آي"، والتي يبلغ عمرها أقل من عام، وتقدر قيمتها بما يزيد قليلاً على 2 مليار دولار.

ويقول أحد الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي لدى غوغل، إن مسؤولي التوظيف تواصلوا معه بشكل منتظم على مدى السنوات الخمس الماضية، ولكن كان هناك ارتفاع ملحوظ في الآونة الأخيرة.

ويقول الباحث إنه لم تغره الفرص المتاحة مع الشركات الناشئة، لأن القليل منها لديه التمويل اللازم لتدريب نماذج LLM، وهي خوارزميات التعلم الآلي المدربة على كميات ضخمة من النصوص، التي تدعم برامج الذكاء الاصطناعي. ويقول الباحث إن غوغل لديها الموارد التي يحتاجها، وفوق كل ذلك، هو يهتم بأن يكون العمل نفسه مثيرًا للاهتمام ويعزز الذكاء الاصطناعي من أجل الفائدة. ويقول إنه، على عكس العديد من زملائه في العمل، حصل مؤخراً على أسهم إضافية كمكافأة.

ويقول جاستن كينزي، رئيس شركة SBT Industries، وهي شركة توظيف في مجال أشباه الموصلات، إنه يمكن كسب المرشحين من خلال عوامل مختلفة، سواء من خلال التعويض أو الثقة أيضاً بالشركة الناشئة والاستقلالية في عملهم.

وقال إنه قام مؤخراً بتعيين مدير هندسي لشركة ناشئة لأجهزة الذكاء الاصطناعي من "مايكروسوفت، وقال كينزي إن المرشح خسر أكثر من مليون دولار من المكافآت وأسهم مايكروسوفت، وحصل على خصم قدره 100 ألف دولار من الراتب الأساسي، للانضمام إلى الشركة الناشئة، لأن المرشح كان لديه ثقة هائلة في الرئيس التنفيذي، وفي غضون خمس إلى سبع سنوات، من المتوقع أنه سيحصل على 40 مليون دولار من السهم وحده، كما يقول كينزي.

إن السباق لبناء الرقائق - الأجهزة اللازمة لتدريب نماذج اللغات الكبيرة - شديد للغاية لدرجة أن كينزي كان لديه أربعة عملاء في العام الماضي، يطلبون منه استقطاب فرق هندسية كاملة من المنافسين، لتقليل الوقت الذي يستغرقه فريق جديد متعاون فيما بينه.

ويقول: "لقد طُلب منا المساعدة في جلب الفريق بكامله". "يمكنهم العمل والانسجام، دون الحاجة للتعليم."

ويتطلع العاملون في مجال التكنولوجيا ممن لا يملكون خبرة في الذكاء الاصطناعي، إلى إضافتها إلى سيرتهم الذاتية. وعندما عقدت كلية وارتون لإدارة الأعمال بجامعة بنسلفانيا مؤخراً، برنامجاً تعليمياً تنفيذياً مدته أربعة أيام في سان فرانسيسكو بعنوان "الذكاء الاصطناعي التوليدي وتحويل الأعمال"، بتكلفة 12 ألف دولار، امتلأت الأماكن الخمسين المتاحة بسرعة كبيرة، كما تقول كارولين بينارتز، المتحدثة باسم وارتون.

ويقول ألكسيس روكورت، الذي عمل سابقاً في شركة "ميتا" ويعمل حالياً كمستشار، إن العديد من أصدقائه العاملين في مجال التكنولوجيا، يلاحظون العدد المتزايد من الوظائف التي تتطلب معرفة بالذكاء الاصطناعي. ويعمل العديد من الموظفين الذين يعرفهم على تحسين مهاراتهم، لمواكبة اتجاهات الذكاء الاصطناعي وبناء سيرتهم الذاتية.

يقول: "وأنا من ضمنهم". "أنا حالياً أتبع دورة في الذكاء الاصطناعي."

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com