رفع الإمارات حظر السفر إلى لبنان ينعش الموسم السياحي
وزارة السياحة اللبنانية تستهدف مد الموسم ليصبح طوال العام
فيما كان قطاع السياحة اللبناني من أبرز ضحايا الحرب، يسابق المسؤولون اللبنانيون حالياً الزمن لإنقاذ الموسم السياحي المقبل مع تضرر العاملين في هذا المجال الحيوي، بعدما كان لبنان وجهة مفضلة لكثير من محبي السفر حول العالم.
«اشتقنا إلى إخواننا من السياح العرب» هذا ما حرصت وزيرة السياحة اللبنانية، لورا الخازن لحود، على التأكيد عليه في حوارها مع «إرم بزنس»، فيما وجهت دعوة إلى كل الباحثين عن الجمال، والضيافة، والثقافة، والدفء، لزيارة لبنان المتنوع.
وفي رسالة مطمئنة للسياح، أشارت الوزيرة إلى تولي الجيش زمام الأمور، مع تسلمه السيطرة الأمنية على كامل الأراضي اللبنانية، مبدية تفاؤلها بموسم حافل زاخر بأعداد كبيرة من السياح الخليجيين والعرب وصولاً إلى أوروبا، إلى جانب المغتربين اللبنانيين.
كما رحبت لحود بقرار دولة الإمارات رفع الحظر عن سفر مواطنيها إلى لبنان أخيراً؛ ما يفتح الباب واسعاً أمام المواطنين الإماراتيين للعودة إلى زيارة لبنان على مدار السنة، مبشرة بأن المباحثات على قدم وساق مع كل الجهات والقطاع الخاص لضبط الأسعار.
كيف ستعيد الدولة اللبنانية الطمأنينة والثقة للسياح لزيارة البلاد مرة أخرى؟ وما خطة إنعاش الموسم السياحي؟ وما هي أبرز التحديات؟.. تساؤلات ساقتها «إرم بزنس» إلى الوزيرة لحود، المسؤولة الأولى عن هذا الملف، التي أكدت أن أولوية الحكومة الجديدة في لبنان، إعادة الثقة ببلادها، مشيرةً إلى أن الحكومة تعمل بعزيمة وجدية لإعادة الزخم إلى القطاع المتضرر، وإعادة فتح الأبواب أمام الزوار، لا سيما الزوار العرب الذين اعتبرتهم «جزءاً من العائلة اللبنانية»، بحسب وصفها.
وفي ما يلي نص الحوار:
من أبرز أولويات لبنان إعادةُ الثقة وتنشيطُ القطاع السياحي. ونطمئن جميع الزوار، ولا سيّما الأشقاء العرب، بأنّ لبنان ما زال كما يعرفونه ويحبونه، وسيكون بإمكانهم الاستمتاع بزيارته واكتشاف هذا البلد الجميل كما اعتادوا. ونحن نعمل بجدٍّ لضمان أن تكون تجربتهم لدينا سلسة، مريحة، ومليئة بالإيجابية، منذ لحظة الوصول وحتى المغادرة.
لبنان بلد جميل في كل فصول السنة، والحكومة تعمل على تنفيذ كل الإصلاحات اللازمة، وتوقيع الاتفاقات الضرورية، واتخاذ القرارات التي تعيد ثقة السياح على مختلف المستويات.
الوضع الأمني آخذ في التحسّن، كما استعاد الجيش السيطرة على كامل الأراضي اللبنانية؛ ما يعزّز الشعور بالأمان والاطمئنان، سواء لدى السكان أو الزوار، وقد رأينا دولاً عدة بدأت فعلاً رفع حظر السفر إلى لبنان تدريجياً.
سعداء جداً برفع الإمارات حظر سفر مواطنيها إلى لبنان، ونأمل أن تحذو باقي دول الخليج حذوها في القريب العاجل، وهذا القرار سيسهم في إنعاش الموسم السياحي.
نعتبر إخواننا في الخليج أهلاً لنا، وعلاقتنا بهم عميقة ومبنية على المحبة والاحترام المتبادل، أصبحنا عائلة واحدة بعد سنوات من التواصل والعمل والعيش المشترك، ونكن لهم كل المحبة والتقدير، ونعلم أنهم يبادلوننا المشاعر نفسها، واشتقنا إليهم كما اشتاقوا هم إلينا.
التحديات ليست بسيطة، فلبنان مر بسنوات طويلة من الحروب والأزمات الاقتصادية والأمنية، وندرك تماماً صعوبة إصلاح كل شيء خلال أشهر قليلة، لكننا نمتلك النية الصادقة والعزم الحقيقي على العمل، وتسير مؤسسات الدولة كلها على الطريق الصحيح، بروح التعاون والفريق الواحد.
بدأت التحسينات في تفاصيل كثيرة، بدءاً من طريق المطار وصولاً إلى الخدمات داخله، وكذلك الأمور التنظيمية، ونعمل على ضبط الأسعار بالتعاون مع القطاع الخاص، مع الحرص على أن تكون الأسعار شفافة، عادلة، وموحدة، حتى لا يشعر أي سائح بالتمييز أو الاستغلال.
تشجع وزارة السياحة في لبنان جميع المبادرات السياحية، ولا سيما من القطاع الخاص، كما ندعم افتتاح بيوت الضيافة والمطاعم الجديدة، ونسعى لتسهيل أعمالهم، ونسارع للوقوف بجانبهم عندما يواجهون صعوبات، ليتمكنوا من الاستفادة من الموسم السياحي وتقديم أفضل الخدمات.
ما زال لبنان ينعم بروح الابتكار، والمطاعم الجديدة تفتح أبوابها رغم الظروف، فيما تعج بالروّاد، وهذا يعكس روح التجدّد لدى اللبنانيين. كما أن المطبخ اللبناني من الأبرز عالمياً، ويقصده كثير من الزوار فقط لتذوق أطباقه، والطهاة اللبنانيون يُعدون من الأفضل في العالم، كما اللبنانيون مشهورون بحسن الاستقبال وكرم الضيافة، وهذه من سماتنا الأصيلة التي لم ولن تتغير.
الوزارة تستعد لاستقبالهم بكل طاقتها، نحن بانتظار إخوتنا العرب الذين ابتعدوا في السنوات الماضية بسبب الأوضاع، ونقول لهم إن لبنان يشتاق إليكم، وهناك الكثير من اللبنانيين الذين يعيشون في الإمارات ودول الخليج، وأصبحنا عائلة واحدة، نحن على أتم الاستعداد لاستقبالهم، وكل شيء سيكون مجهزاً من أجل راحتهم.
الوزارة تتوقع أعداداً كبيرة من السياح هذا الصيف، والزوار سيأتون من دول الخليج وأوروبا، وكذلك الجاليات اللبنانية بالخارج.
السياحة لن تظل حكراً على الصيف أو الأعياد، ونعمل على أن تمتد السياحة على مدار السنة، في جميع المناطق اللبنانية، حيث إن لبنان بلد متنوع سياحياً، لدينا الطبيعة الخلابة، السياحة البيئية، السياحة الدينية، السياحة العلاجية، والسياحة الثقافية والفنية، إضافة إلى بحر وجبال وتزلج ورياضة، كما نقيم مهرجانات موسيقية وفنية على مدار السنة، في مختلف المناطق، من الموسيقى الشرقية إلى الكلاسيكية، ومن المعارض الثقافية إلى العروض الفنية، كل سائح سيجد ما يناسب ذوقه.
ليس لدينا أرقام محددة، ولكن ندعو السياح ليبدؤوا بالحجز من الآن، واختيار الفنادق التي يرغبون بها؛ لأننا نتوقّع موسماً حافلاً، وأعداداً كبيرة من الزوار، وندعم كل المؤسسات التي أغلقت بسبب الأزمات، كما نسعى لتنشيطها وتشجيعها على البدء من جديد.
نحن ندعم المؤسسات المتضررة وإعادة تشغيلها ضمن خطة شاملة للتعافي السياحي، وسعداء جداً بالزخم الجديد الذي تشهده البلاد، ونعتز بالحكومة الجديدة، التي تعمل بجدية وشفافية.
صحيح أن لبنان بلد صغير، لكنه منفتح على العالم، ويحتضن كل الثقافات، ويستقبل الجميع بمحبة، نحن واعون تماماً للصعوبات، لكننا بدأنا العمل الجاد من المطار إلى الطرقات، وحتى أدق التفاصيل. كل من زارنا أخيراً لاحظ التغيير.
ندعو الجميع لزيارة لبنان، البلد الجميل، الذي يرحب بكم اليوم، وغداً، وفي كل وقت، لبنان يستحق أن يُزار مرة واثنتين وأكثر، المغتربون اللبنانيون سيعودون هذا الصيف؛ لأن لبنان لا يغيب عن قلوبهم.
نحن في الحكومة الجديدة نعد بأن نعمل بكل جهد لتجاوز كل العقبات وتحقيق الأفضل، ليكون لبنان وجهة كل من يبحث عن الجمال، والضيافة، والثقافة، والدفء.