أعلنت وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية، اليوم الثلاثاء، عن تشكيل غرفة عمليات للترويج السياحي خلال القمة العربية التي ستحتضنها بعداد يوم 17 مايو الجاري.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الثقافة والسياحة العراقية، أحمد العلياوي: إن «العراق يشهد تحضيرات مكثفة لانعقاد القمة العربية المرتقبة في بغداد»، مشيراً إلى أن هذه القمة تمثل محطة استثنائية في ظل التحديات التي تواجه المنطقة العربية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء العراقية.
وأوضح العلياوي أن العراق يعمل منذ فترة على تهيئة كل مستلزمات نجاح هذه القمة، وقد أُنيطت بوزارة الثقافة مجموعة من المهام، من بينها تشكيل غرفة عمليات بالتنسيق مع باقي الوزارات، إلى جانب غرفة خاصة لمتابعة المهام المرتبطة مباشرة بالوزارة، وفق وكالة الأنباء العراقية.
وأضاف أن من أبرز المخرجات المتوقعة للقمة هو الترويج والتسويق السياحي للعراق لاسيما من خلال الوفود المشاركة، والتي تضم قادة وزعماء ووزراء وكوادر فنية، إلى جانب التغطية الإعلامية الواسعة من قبل وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية.
وبيّن المتحدث الرسمي باسم وزارة الثقافة أن «الفعاليات والجولات والاجتماعات المرافقة للقمة ستوفر فرصة مهمة لنقل صورة جميلة عن بغداد، وتسليط الضوء على معالمها السياحية، بما يسهم في تعزيز موقعها على خارطة السياحة العربية».
ولفت إلى أن هذه القمة تمثل أيضاً رسالة طمأنة مهمة للسائحين من داخل وخارج العالم العربي، وتعكس استقرار العراق أمنياً واجتماعياً واقتصادياً، خصوصاً في العاصمة بغداد، مما يعزز ثقة الزائرين ويعطي صورة حقيقية وآمنة عن الواقع.
وتابع العلياوي أن اجتماعاً عقد برئاسة وزير الثقافة والسياحة والآثار، أحمد فكاك البدراني، مع لجنة بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025، أكد على الاستمرار في تنفيذ الخطط الثقافية بالتزامن مع أعمال القمة، بما يدعم الصورة الحضارية للعراق، مشيراً إلى أن هذه القمة تحمل الرسائل الإيجابية التي تُعد من أبرز دلالات استضافة العراق لاجتماعات كبرى على مستوى القادة، وتسهم في ربط الزائرين بالبلاد على أسس من الثقة والاطمئنان.
وكان مدير العلاقات الدولية في هيئة السياحة العراقية، علي ياسين، قال قبل أسبوعين إنه سيتم قريبًا افتتاح فندق موفنبيك، فضلًا عن مشاريع فندقية أخرى تسهم في ازدهار القطاع السياحي بالعراق، بعد غياب المنشآت الفندقية بمستوى عالٍ لأكثر من 40 عامًا.
وأضاف ياسين، أن إدراج شركة ريكسوس العالمية العاصمة بغداد ضمن خارطة استثماراتها جاء بعد توفير الأمن وتحسين جودة الخدمة السياحية في العراق، وفق وكالة الأنباء العراقية.
ساهم قطاع السياحة والسفر في العراق عام 2022 بحوالي 9.8 مليار دولار في الاقتصاد، أي ما يعادل 4.9% فقط من الناتج المحلي الإجمالي.
وشهد إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي نمواً ملحوظاً في السياحة، إذ ارتفع عدد السياح بنسبة 70% عام 2012، وتم اختيار أربيل كعاصمة السياحة العربية لعام 2014، ولكن ظهور تنظيم «داعش» في 2014 أثر سلباً على العراق، لا سيما في كردستان، ما أدى إلى تراجع كبير في أعداد الزوار.
ورغم أن هذه الأرقام تعكس نشاطاً نسبياً، إلا أنها لا تُقارن بما تحققه دول الجوار مثل الأردن، حيث تسهم السياحة بحوالي 15% من الناتج المحلي الإجمالي.
ويتمتع العراق بمواقع تراث عالمية مندرجة تحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بما في ذلك مدينة آشور القديمة وقلعة أربيل، لكنها لا تزال غير مستغلة بشكل كافٍ؛ بسبب ضعف الترويج والاستثمار.