ومع اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، سعت أوروبا للتخلص من اعتمادها المثير للقلق على ورادات الغاز والنفط الروسي، وذلك عبر مجموعة من قرارات الحظر التي دخلت حيز التنفيذ منذ أكثر من عام.
وأطلقت أوروبا وأميركا جولة جديدة من العقوبات ضد الكيانات الروسية عشية الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا والتي بدأت في 24 فبراير 2022.
الشركة الفرنسية ستواصل استقبال الغاز الطبيعي المسال من روسيا طالما لا توجد عقوباتباتريك بويان
وحتى الآن لم تنجح الجهود الهولندية لإنهاء استيراد الغاز الطبيعي المسال الروسي، والتي تعرقلها صفقة طويلة الأجلة لاستيراد الغاز من شركة يامال الروسية.
و أصبح عقد الغاز الطبيعي المسال طويل الأجل بين شركة TotalEnergies SE والمورد الروسي (يامال) عقبة غير مريحة أمام تعهد الحكومة الهولندية بإنهاء واردات الوقود من روسيا.
وتوقفت هولندا عن توقيع عقود جديدة لواردات الغاز الطبيعي المسال الروسي العام الماضي، مع سعيها لإنهاء اتفاقيات التوريد.
ومع ذلك فإن هولندا لا تزال تستقبل واردات الغاز الروسية، حيث أن القانون الهولندي لا يتيح للحكومة الحق في إنهاء التعاقدات بين الشركات الخاصة.
وتسلط هذه المعضلة الضوء على الصعوبة التي تواجهها أوروبا في القضاء بنحو كامل على اعتمادها على موسكو في مجال الطاقة منذ بدءِ الحرب في أوكرانيا.
وفي حين حققت المنطقة تقدماً هائلاً في إيجاد البدائل، تظل روسيا من بين أكبر موردي أوروبا للوقود فائق التبريد وسط التزامات تعاقدية طويلة الأجل على غرار الصفقة الهولندية.
وبموجب العقد الذي بدأ في عام 2018، تحصل توتال في هولندا على الشحنات الروسية من شركة يامال للغاز الطبيعي المسال، مشغل مصنع المعالجة في شمال غرب سيبيريا.
وتمثل الصفقة حوالي 10% من واردات هولندا من الوقود، وتستقبل هولندا عادةً شحنة واحدة شهريًا من روسيا، وفقًا لبيانات تتبع السفن.
أوروبا لن تتمكن من الوصول إلى حظر كامل لكافة واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي قبل عام 2025 أو 2026باتريك بويان
وقال الرئيس التنفيذي لتوتال- هولندا باتريك بويان: "إن الشركة الفرنسية ستواصل استقبال الغاز الطبيعي المسال من روسيا طالما لا توجد عقوبات".
وكشف بويان أن أوروبا لن تتمكن من الوصول إلى حظر كامل لكافة واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي قبل عام 2032.
وتمتلك شركة TotalEnergies عقدًا طويل الأجل لشراء الغاز الطبيعي المسال من يامال، حيث تحصل على 4 ملايين طن سنويًا حتى عام 2032.
وتسيطر شركة نوفاتيك بي جي إس سي الروسية على أغلبية شركة يامال للغاز الطبيعي المسال، بينما تمتلك شركة توتال وشركة البترول الوطنية الصينية حصص أقلية.
كما فرضت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، قيودا تجارية جديدة على عشرات الكيانات في كل من روسيا والصين ودول أخرى.
و بلغ عدد الكيانات التي طالتها العقوبات 93 كياناً من روسيا والصين وتركيا وقرغيزستان والهند وكوريا الجنوبية، وذلك بزعم "دعمها المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا".
وفي الأسبوع الماضي وافق الاتحاد الأوروبي على الحزمة الـ 13 من العقوبات ضد روسيا، والتي تحظر ما يقرب من 200 كيان وفرد متهمين بمساعدة موسكو.
وأعلنت الولايات المتحدة أنها ستفرض عقوبات أخرى على أكثر من 500 هدف بسبب الحرب ومقتل زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني.