سوق النفط.. التقلب سيد الموقف

هبوط وصعود.. الشد والجذب يستمر بين محركات الأسعار
تقارير
تقاريربراميا نفط- شاتر ستوك
أسبوع جديد من التقلبات تعيشه أسعار النفط، حيث محت تراجعات الأسبوع الماضي ارتفاعات الأسبوع قبل الماضي، تزامنًا واستمرار الشد والجذب بين محفزات الأسعار والرياح العكسية التي تكبح محاولات الصعود، وفي غضون ذلك لا تزال الأسواق في قبضة موعد خفض أسعار الفائدة، وتوقف أو استمرار حرب غزة جنبًا إلى جنب وهجمات الحوثيين التي تفاقم من توترات المنطقة، وفي الوقت ذاته يخيم عدم اليقين على آفاق تعافي الطلب على النفط.

وتبددت مكاسب النفط التي سجلها في الأسبوع الماضي، والتي جاء أغلبها بفضل توقعات الأسواق لبدأ تحول السياسة النقدية التي ينتهجها الفيدرالي الأميركي والبنوك الكبرى ما يعزز ارتفاع الطلب على النفط، بيد أن النفط عاد من جديد ليقع فريسة لتوقعات استمرار أسعار الفائدة مقيدة عند مستويات مرتفعة لفترة أطول ما يرفع تكلفة شراء ونقل وتأمين النفط المسعر بالدولار.

وفي الوقت ذاته نزلت أسعار النفط بعد أنباء موافقة إسرائيل على إيفاد مفاوضين إلى باريس للمشاركة في محادثات تهدف للتوصل لهدنة في غزة، وعمق من تراجع الأسعار ارتفاع مخزونات النفط الأميركية تزامنًا وتوقف العديد من منصات الحفر والتنقيب للدخول في أعمال الصيانة الدورية.

التوترات الجيوسياسية قدمت الدعم، ومع ذلك، يمكن احتواء المكاسب إلى حد ما في الوقت الحالي، نظرًا إلى زيادة مخزونات النفط الأميركية
ييب جون رونغ
النفط الآن

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي خلال الاسبوع الماضي بنسبة 2% لتصل إلى مستوى 81.62 دولار للبرميل عند التسوية.

و هبطت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بأكثر من 3%، ليصل إلى مستوى 76.49 دولار.

وفي الأسبوع الماضي ارتفع خام برنت القياسي بحوالي 1.6% بينما صعد الخام الأميركي بنحو 3%.

اقرأ أيضًا- تسرب نفطي ضخم بالقرب من باب المندب
ما يقود السوق

قال محلل الأسواق في "آي جي" (IG) ييب جون رونغ: "لا تزال أسعار النفط ضحية التقلبات والشد والجذب بين محفزات الأسعار من جانب ومثبطات الصعود من الجانب الآخر، حيث تسود حالة من عدم اليقين بشأن القضايا الرئيسة على غرار استمرار أو توقف الحرب، إضافة إلى توجهات الفيدرالي وبدأ حملة التيسير، جنبًا إلى جنب وأفاق تعافي الطلب على النفط"

وأضاف المحلل لدى آي جي: "أسعار النفط ما زالت مرنة حتى الآن، ويبدو أن المشاركين في السوق يتطلعون إلى إعادة اختبار أعلى مستوى لها منذ عام، بعد ارتفاعها في فبراير".

وتابع رونغ: "التوترات الجيوسياسية قدمت الدعم، ومع ذلك، يمكن احتواء المكاسب إلى حد ما في الوقت الحالي، نظرًا إلى أن زيادة مخزونات النفط الأميركية تدفع البعض إلى الانتظار والترقب".

ولفت رونغ إلى تأثر الأسعار باتجاه الأحداث في الشرق الأوسط في إشارة الى موازنة الأسواق بين أنباء المفاوضات في باريس واجتياح رفح الذي تعتزم إسرائيل القيام به.

ما يقوم به الحوثيون في البحر الأحمر وما حوله تجاه السفن التجارية من شأنه أن يؤدي إلى استمرار ارتفاع العلاوة الخاصة بالمخاطر الجيوسياسية
تاماس فارجا
توترات مستمرة

يرى تاماس فارجا من بي.في.إم أويل أن ما يقوم به الحوثيون في البحر الأحمر وما حوله تجاه السفن التجارية من شأنه أن يؤدي إلى استمرار ارتفاع العلاوة الخاصة بالمخاطر الجيوسياسية.

وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية وشركة أمبري للأمن البحري: "إن سفينة تعرضت لهجوم بصاروخين إلى الجنوب الشرقي من مدينة عدن اليمنية أول أمس الخميس وهو ما تسبب في اندلاع حريق على سطحها".

وقال زعيم جماعة الحوثي: "إن الجماعة ستصعد هجماتها على السفن في البحر الأحمر ومياه أخرى وأدخلت "سلاح الغواصات" في عملياتها التي تشنها تضامنا مع الفلسطينيين في غزة".

أسعار متقلبة

وأوضحت رئيس مؤسسة فاندا إنسايتس لأبحاث السوق فاندانا هاري، أن أسعار العقود الآجلة باتت محددة نوعًا ما، وتتحرك في نطاق لا يقل عن 6-7 دولارات للبرميل من علاوة المخاطر المضمنة في المستويات الحالية.

وقالت فاندانا هاري: "الأسعار قد تظل مقيدة حتى نقطة التحول التالية في أزمة غزة، سواء كان ذلك بوقف التصعيد من خلال وقف إطلاق النار، أو تفاقم الهجوم الإسرائيلي في رفح".

وكتب محللو إيه.إن.زد في مذكرة: "اتسعت علاوة الأسعار الفورية مقارنة بالعقود الآجلة القريبة خلال الأسابيع الماضية، مما يشير إلى توقعات قوية للطلب على المدى القريب".

ولفت محللو إيه.إن.زد إلى أن الأسعار ارتفعت أكثر من 1% منصف الأسبوع الماضي حيث سجلت عقود النفط المرتبطة بالتسليم على المدى القريب أعلى علاوة لها منذ أشهر.

الأسعار قد تظل مقيدة حتى نقطة التحول التالية في أزمة غزة، سواء بوقف إطلاق النار، أو تفاقم الهجوم الإسرائيلي في رفح
فاندانا هاري
ارتفاع المخزونات

وعمق من تراجع الأسعار ارتفاع مخزونات الخام الأميركية بسبب أعمال صيانة وتعطل بعدد من المصافي حد من تحقيق مزيد من المكاسب في الأسعار.

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية: " إن مخزونات النفط الخام ارتفعت في الأسبوع الماضي 3.5 مليون برميل إلى 442.9 مليون".

وفي المقابل انخفضت مخزونات البنزين بمقدار 300 ألف برميل، فيما تراجع مخزون المقطرات - يشمل الديزل وزيت التدفئة- بنحو 4 ملايين برميل، وهو ما يعطي إشارات إيجابية على تحسن الطلب.

اقرأ أيضًا- شهادة على التقدم.. الإمارات خارج قائمة"فاتف" الرمادية

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com