logo
سيارات

«نيسان» على مفترق طرق.. هل تكفي الثورة الكهربائية لإنقاذها؟

«نيسان» على مفترق طرق.. هل تكفي الثورة الكهربائية لإنقاذها؟
شعار شركة نيسان في معرض بانكوك الدولي للسيارات السادس والأربعين في بانكوك – تايلاندالمصدر: رويترز
تاريخ النشر:28 مايو 2025, 05:17 م

تمر شركة نيسان اليابانية بمرحلة دقيقة في تاريخها، بعد أن سجلت خسائر مالية تجاوزت 4.5 مليار دولار خلال سنة مالية واحدة. هذا الرقم لا يعكس أزمة طارئة، بل يشير إلى خلل عميق ومستمر يهدد مكانة إحدى أقدم شركات صناعة السيارات في العالم.

جذور الأزمة: تأخر في مواكبة التغيير

رغم تاريخها الطويل في الابتكار، لم تتمكن نيسان من مواكبة التحول السريع نحو السيارات الكهربائية. طرازاتها التقليدية لم تعد تلبي توقعات الأسواق الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين، فقد باتت المنافسة تحتدم مع علامات مثل تويوتا، هيونداي، وتسلا.

وزاد الطين بلة الإرث الإداري المعقد الذي خلّفه كارلوس غصن، الرئيس التنفيذي السابق، الذي قاد استراتيجية توسع عالمي غير متوازنة؛ فبدلاً من الاستثمار في التطوير والهندسة، ركزت نيسان على الانتشار، ما أدى إلى تضخم التكاليف من دون مردود ربحي حقيقي.

نقاط الإخفاق: عندما لا يكفي السبق

1.  بطء في التحوّل الكهربائي

رغم أنها كانت من أوائل الشركات التي طرحت سيارة كهربائية شعبية (Leaf)، توقفت نيسان عن الابتكار لاحقاً، مما جعلها تتخلف عن الركب في أهم معركة مستقبلية للقطاع.

2.  تصاميم بلا هوية مميزة

افتقرت الطرازات الأخيرة إلى الجاذبية البصرية والتميّز، ما أضعف صورتها في الأسواق، خاصة أمام طوفان من السيارات التي تجمع بين الأداء والتصميم العصري.

3.  تراجع ثقة العملاء والمستثمرين

القرارات الإدارية المرتبكة، والتسريبات المتكررة حول مشاكل داخلية، أثرت سلباً في سمعة الشركة، ما انعكس مباشرة على مبيعاتها وقيمتها السوقية.

سيارة نيسان Qashqai الرياضية متعددة الاستخدامات والمزودة بتقنية e-Power الهجينة
سيارة نيسان Qashqai الرياضية متعددة الاستخدامات والمزودة بتقنية e-Power الهجينة المصدر: رويترز

خطة الإنقاذ: تحوّل قيد التنفيذ

لم تقف نيسان مكتوفة الأيدي؛ فقد أعلنت خطة إعادة هيكلة جذرية تهدف إلى خفض التكاليف وتحقيق الربحية بحلول 2026. وتشمل الخطة:

  • إغلاق 7  مصانع حول العالم.
  • تسريح حوالي 20,000  موظف.
  • تأمين تمويلات جديدة بقيمة 7 مليارات دولار.
  • الحصول على قرض حكومي بريطاني بقيمة مليار جنيه إسترليني.
  • إطلاق أكثر من 10  طرازات جديدة في السوق الأميركية.
  • إعادة تقديم طراز "ميكرا" في أوروبا بحلة حديثة.
  • كما تسعى نيسان إلى تعزيز تحالفاتها مع رينو، ميتسوبيشي، وشركة دونغفنغ الصينية لتقوية سلاسل التوريد، وتقليل الاعتماد على الأسواق المتقلبة.

ما الذي لا يزال يعمل لصالح نيسان؟

رغم التحديات، تمتلك نيسان مقومات قد تساعدها على النهوض من جديد:

  • إرث تقني قوي

كانت من أوائل الشركات التي طوّرت أنظمة متقدمة مثل الدفع الرباعي الذكي  (AWD)، وقدّمت مبكراً حلولاً في مجال الأمان والقيادة الذاتية.

  • تحالفات استراتيجية مرنة

شراكتها مع رينو وميتسوبيشي توفّر لها قدرة على مشاركة الموارد، وخفض التكاليف، وتوسيع النفوذ التكنولوجي من دون مغامرات استثمارية ضخمة.

  • شبكة إنتاج عالمية

الانتشار الجغرافي لمصانعها يمنحها ميزة تنافسية في التكيّف مع اضطرابات السوق والطلب الإقليمي.

هل تنجح نيسان في العودة؟

الإجابة مرهونة بقدرتها على استعادة ثقة الأسواق وتقديم طرازات تلبي تطلعات الجيل القادم من المشترين، خصوصاً في قطاع السيارات الكهربائية. لا تزال لديها أوراق رابحة، لكن الوقت ينفد. السنوات الثلاث المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت نيسان ستنجح في صناعة التغيير، أم تكتفي بمراقبته من الصفوف الخلفية.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC