logo
سيارات

البطاريات الصلبة تدخل الإنتاج.. هل تُغيّر مستقبل السيارات الكهربائية؟

البطاريات الصلبة تدخل الإنتاج.. هل تُغيّر مستقبل السيارات الكهربائية؟
بطارية سيارة كهربائية معروضة داخل جناح شركة تصنيع البطاريات (CATL) في أحد المعارضالمصدر: رويترز
تاريخ النشر:18 مايو 2025, 03:57 م

في الوقت الذي تشتعل فيه المنافسة في عالم السيارات الكهربائية حول الأداء والسعر والتصميم، هناك سباق آخر أكثر هدوءاً، لكنه أكثر حسماً: سباق البطاريات.
لعل أهم جولة في هذا السباق وأكثرها جرأة، والتي بدأت للتو، تتمثل في دخول بطاريات الحالة الصلبة (Solid-State Batteries) مرحلة الإنتاج الأولي لدى شركات مثل «تويوتا» و«كوانتوم سكايب» (QuantumScape)، بعد سنوات من الأبحاث والتجارب المكثفة.

هذه التقنية لا تعد فقط تحسيناً تدريجياً على بطاريات الليثيوم-أيون، بل تمثل قفزة نوعية على مستوى الكثافة الطاقية، الأمان، وسرعة الشحن.

ما هي بطاريات الحالة الصلبة؟ ولماذا تختلف جذرياً؟

على العكس من البطاريات التقليدية التي تعتمد على إلكتروليت سائل لنقل الأيونات بين القطبين، تعتمد البطاريات الصلبة على مادة صلبة موصلة، ما يفتح المجال أمام تغييرات جذرية في البنية والسلامة والكفاءة.

عرض نموذج لبطارية الحالة الصلبة بالكامل في إحدى المقاطعات الصينية
عرض نموذج لبطارية الحالة الصلبة بالكامل في إحدى المقاطعات الصينية المصدر: رويترز

الفروقات الجوهرية:

  • كثافة طاقية أعلى بنسبة 50 – 100%، ما يعني مدى أطول للسيارات بنفس حجم البطارية.
  • شحن أسرع شحن من 0 إلى 80% في أقل من 10 دقائق (نظرياً)
  • أمان أعلى: مقاومة أفضل للاشتعال والانفجار مقارنة بالبطاريات السائلة.
  • عمر افتراضي أطول: عدد دورات شحن أكبر من دون فقد كبير في الكفاءة.

الشركات الرائدة في السباق

تويوتا:

أعلنت شركة «تويوتا» اليابانية أنها بدأت الإنتاج الأولي لبطاريات الحالة الصلبة في منتصف 2025، مع خطط لتضمينها في طرازات محدودة خلال عام 2027.
تقول «تويوتا» إن تقنيتها تتيح مدى قيادة يتجاوز 1000 كيلومتر في شحنة واحدة، مع زمن شحن أقل من 10 دقائق، وهو ما قد يعيد تعريف توقعات العملاء في سوق السيارات الكهربائية.

QuantumScape:

الشركة المدعومة من «فولكسفاغن» أكدت أنها دخلت المرحلة «ب» (B) من الإنتاج، أي الاختبارات الفعلية مع شركائها من شركات السيارات.
ورغم بعض التأخيرات في السنوات الماضية، فإنها تُعد من أوائل اللاعبين الذين قدّموا خلايا بحجم عملي وقابل للاستخدام الفعلي.

«بي إم دبليو» - «هيونداي» - «نيسان»

هذه الشركات الثلاث تعمل على مشاريع موازية، سواء عبر شراكات أو مختبرات داخلية. والاتجاه العام يشير إلى نضوج تقني حقيقي في هذا القطاع، وليس مجرّد وعود مستقبلية كما كان الحال قبل خمس سنوات.

بطارية ليثيوم معدنية صلبة عالية الكثافة من إنتاج «فوكسكون» معروضة في تايوان
بطارية ليثيوم معدنية صلبة عالية الكثافة من إنتاج «فوكسكون» معروضة في تايوان المصدر: رويترز

التأثير الاقتصادي على الصناعة

إن دخول هذه البطاريات مرحلة الإنتاج لا يعني فقط تحسين الأداء، بل يفتح أيضاً الباب أمام:

  • خفض تكاليف الإنتاج على المدى المتوسط، خصوصاً مع تقليل الاعتماد على أنظمة التبريد والسلامة المعقدة.
  • تصميم سيارات أخف وزناً وأكثر مرونة في التوزيع الداخلي.
  • تقليل الحاجة إلى المعادن النادرة مثل الكوبالت والنيكل.
  • إعادة رسم سلاسل الإمداد، حيث ستحتاج المصانع إلى إعادة تأهيل خطوط الإنتاج القديمة لتتناسب مع التقنية الجديدة.

لكن في المقابل، فإن تكاليف التصنيع الحالية لا تزال مرتفعة نسبياً، والنجاح التجاري مرهون بسرعة توسيع الإنتاج وخفض الكلفة تدريجياً.

هل تمثل خطراً على شركات مثل «تسلا»؟

ليس بالضرورة في المدى القصير.
تمتلك «تسلا» تكنولوجيا بطاريات متمرسة وسلاسل توريد راسخة، وتُركز حالياً على تحسين خلايا 4680 الخاصة بها. لكنها إن لم تواكب هذه القفزة خلال ثلاث إلى خمس سنوات، فقد تجد نفسها في موقف دفاعي أمام شركات مثل «تويوتا» التي تملك سجلاً طويلاً من الاعتمادية والدقة في الابتكار الهادئ.

خلاصة: البداية الحقيقية للتغيير

بين الضجة الإعلامية والاختبارات الميدانية، يبدو أن بطاريات الحالة الصلبة لم تعد حلماً بعيداً، بل أصبحت جزءاً من خطط الإنتاج الفعلية لأكبر شركات السيارات في العالم.

إنها ليست مجرد ترقية تقنية، بل محرك تغيير اقتصادي وصناعي سيعيد تشكيل موازين القوة في سوق السيارات الكهربائية.
والسؤال الآن لم يعد «هل ستنجح؟»، بل: «متى تصل إلى الجميع؟».

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC