تسارع شركة «غلوبال فارما» (Globalpharma) المتخصصة في الصناعات الدوائية، والتابعة لـ«دبي للاستثمار» (DIC)، خطواتها لإنتاج نسخ جنيسة (بديلة) من الأدوية المعتمدة على مادتي «سيماغلوتيد» (Semaglutide) و«تيرزيباتيد» (Tirzepatide)، في محاولة لاستباق انتهاء صلاحيات براءات الاختراع والاستفادة من التغيرات التنظيمية المتسارعة في سوق أدوية السمنة والسكري حول العالم.
وتستعد الشركة، التي تمتلك شركة «دبي للاستثمار» حصة 11.5% منها، لتصنيع بدائل قابلة للحقن لأدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» التابعين لشركة «نوفو نورديسك» (Novo Nordisk)، و«مونجاروو» من «إيلي ليلي» (Eli Lilly). وتندرج هذه العلاجات ضمن فئة «محفزات مستقبلات الببتيد الشبيه بالجلوكاغون-1» (GLP-1)، التي أثبتت فعالية كبيرة في ضبط نسبة السكر في الدم والتحكم في الشهية، وأحدثت تحولاً نوعياً في علاج السكري من النوع الثاني والسمنة.
وأكد المدير العام لـ«غلوبال فارما»، الدكتور باسم البراهمة، في تصريحات لموقع AGBI، أن الشركة تتعاون حالياً مع شريك دولي لاستيراد المواد الخام التي انتهت براءة اختراعها، كما تستثمر في تطوير قدرتها على تصنيع الأدوية المعتمدة على الببتيدات. وأضاف: «المادة الأولية لهذه المنتجات، مثل «أوزمبيك»، لم تعد محمية ببراءة اختراع، ونحن نعمل مع شركة دولية لجلب هذه المادة الخام، وسنعمل في المستقبل القريب على تطوير الببتيدات».
ويتماشى التوسع الذي تقوده «غلوبال فارما» في مجال الحقن المعقدة مع استراتيجية أوسع في الإمارات تهدف إلى توطين الصناعات الدوائية وتقليص الاعتماد على الاستيراد. وتنتج الشركة حالياً أكثر من 120 صنفاً دوائياً، وتصدر منتجاتها إلى أكثر من 12 سوقاً في إفريقيا ودول مجلس التعاون الخليجي وأوروبا الشرقية وآسيا.
ورغم أن «غلوبال فارما» لا تفصح عن بياناتها المالية، أشار البراهمة إلى أن مبيعاتها تضاعفت أكثر من مرتين منذ عام 2019، وهو العام الذي أصبحت فيه الشركة مملوكة بالكامل محلياً، مضيفاً أن الإيرادات مرشحة لأن تتضاعف ثلاث مرات هذا العام، لتتجاوز حاجز 150 مليون دولار. وتدير الشركة مصنعين في الإمارات، وتنتج نحو 40 مليون عبوة دوائية سنوياً، تشمل الأدوية العامة والمضادات الحيوية من فئة البنسلين.
وتخطط الشركة للمضي قدماً في إنتاج نسخ جنيسة من أدوية (GLP-1) بمجرد أن تسمح ظروف براءات الاختراع والتنظيمات المحلية بذلك. وقال البراهمة: «نعمل على تطوير قدراتنا في التصنيع والتحليل والتطوير، وبالطبع الشركات الكبيرة في المنطقة مثلنا مهتمة بإنتاج هذه الأدوية لأنها أصبحت من الأكثر مبيعاً».
وتشهد أدوية «أوزمبيك» ونظيراتها ارتفاعاً كبيراً في الطلب على مستوى العالم والمنطقة. ففي عام 2023، أعرب مادس بو لارسن، نائب رئيس «نوفو نورديسك» في الإمارات العربية المتحدة، عن قلقه من نقص «أوزمبيك» في السوق المحلية، بسبب ارتفاع الإقبال عليه لأغراض فقدان الوزن. وأوضح: «ثلث سكان الإمارات يعانون من زيادة الوزن، وثلث يعانون من السمنة، وثلث يتمتعون بوزن صحي. على مستوى العالم، يعاني مليار شخص من السمنة، وتلبية هذا الطلب أمر صعب».
وفي الوقت الذي تحتدم فيه المنافسة العالمية على دخول سوق النسخ الجنيسة لأدوية (GLP-1)، تستعد شركات عديدة لذلك، لاسيما في الصين، حيث تنتهي براءة اختراع «سيماغلوتيد» في عام 2026، وقد دخلت 11 شركة محلية على الأقل مراحل متقدمة من التجارب السريرية. كما أعلنت شركة «هايپرا فارما» (Hypera Pharma) البرازيلية عن خطط لإطلاق نسختها الجنيسة في نفس العام.
أما في الأسواق الكبرى مثل الولايات المتحدة واليابان وأوروبا، فلا تزال براءة اختراع «سيماغلوتيد» سارية حتى أوائل ثلاثينيات هذا القرن، إلا أن تنامي الطلب والمخاوف من ارتفاع الأسعار والضغوط القانونية فتحت نقاشات مبكرة حول تسهيل الوصول إلى النسخ الجنيسة، خاصة في الأسواق الناشئة. ولم تُنشر بعد تفاصيل براءة الاختراع الخاصة بـ«سيماغلوتيد» في الإمارات أو منطقة الخليج.
وأضاف البراهمة: «حتى منظمة الصحة العالمية تحدثت مؤخراً عن أهمية زيادة الوصول إلى هذه الأدوية، وربما، كما حدث في لقاحات كوفيد، يُسمح للدول النامية بإنتاج نسخها الجنيسة».
وكان الرئيس التنفيذي لـ«دبي للاستثمار»، خالد بن كلبان، قد صرح في أبريل الماضي بأن المجموعة تعتزم إدراج أربع من شركاتها التابعة في البورصة، وربما تدرج إحداها قبل نهاية العام.
وفي إطار تعزيز محفظتها المستقبلية، أبرمت «غلوبال فارما» أربع اتفاقيات دولية هذا العام، من بينها شراكة في مجال الأدوية البيولوجية المشابهة مع شركة «فارما برايمز» (PharmaPrimes) الأردنية، واتفاقية ترخيص مع شركة «بيوسينت فارما» (BioSyent Pharma) الكندية لتوفير مكمل الحديد الفموي (FeraMAX) في السوق الإماراتي. كما وقعت الشركة اتفاقيتين مع شركتي «نرهادو» (Nerhadou) المصرية و«أورا هيلث» (Aora Health) الإسبانية لتوسيع الوصول إلى المكملات الغذائية الوظيفية.