تقارير
تقاريررويترز- الرقائق الأميركية والصينية

حرب الرقائق بين واشنطن وبكين تُجبر الكبار على طلب الإذن

خوفًا من أن تطالها شظايا الحرب المحتدمة، وفي ظل المنافسة المشتعلة بين واشنطن وبكين في قطاع أشباه الموصلات، تقدمت أكبر شركة لتصنيع الرقائق بالعالم بطلب لواشنطن للحصول على إذن للعمل الدائم في الصين.

ومع اشتعال المنافسة بين واشنطن وبكين وعودة الحمائية التجارية بين أكبر اقتصاديين في العالم، أصدرت الولايات المتحدة الأميركية في وقت سابق قرارًا يمنع على الشركات العالمية التي تعمل في تصنيع الرقائق استخدام المنتجات الأميركية داخل الصين.

وفي غضون ذلك أعلنت تي أس أم سي التايوانية العملاقة لأشباه الموصلات منذ ساعات أنها طلبت تصريحًا أميركيًا دائمًا لتزويد مصانعها في الصين بمعدات أميركية لتصنيع رقائق بتقنية عالية.

شركة TSMC حصلت على موافقات من الولايات المتحدة لتزويد مصنع الشركة في الصين بالمعدات الأميركية
وانغ مي هوا
بانتظار الموافقة

وفي غضون ذلك قال وزير الاقتصاد التايواني وانغ مي هوا : "إن شركة TSMC حصلت على موافقات من الولايات المتحدة لتزويد مصنع الشركة في الصين بالمعدات الأميركية".

وأدى تحرك الصين لتقييد صادرات بعض المعادن شائعة الاستخدام في إنتاج أشباه الموصلات والسيارات الكهربائية والصناعات المتقدمة تقنيا إلى تصعيد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة وهو ما تسبب في تفاقم الاضطرابات في سلاسل التوريد العالمية.

اقرا أيضًا- السعودية.. إيرادات قطاع الأعمال تقفز لـ 1.4 تريليون دولار
موافقة دائمة

وقالت شركة TSMC التايوانية: "إنها تتوقع الحصول على إذن من الولايات المتحدة لتزويد مصنعها في الصين بأدوات صناعة الرقائق الأميركية إلى أجل غير مسمى".

وتأمل شركة تي أس أم سي التايوانية في تخفيف القيود التي تفرضها واشنطن على صانعي الرقائق الأجانب العاملين في الصين.

وأوضحت الشركة التايوانية في بيان أنها تتوقع الحصول على موافقة أميركية دائمة لتزويد مصنعها الصيني بأدوات الرقائق.

وقالت الشركة في بيان لها إن مكتب الصناعة والأمن التابع لوزارة التجارة الأميركية (BIS) نصح شركة TSMC بالتقدم بطلب للحصول على برنامج "المستخدم النهائي المعتمد" (VEU)، والذي سيسمح لشركة تصنيع الرقائق بتلقي الصادرات دون موافقات منفصلة.

نتوقع الحصول على إذن من الولايات المتحدة لتزويد مصنعنا في الصين بأدوات صناعة الرقائق الأميركية إلى أجل غير مسمى
TSMC
قرار واشنطن

وفي وقت سابق نشرت إدارة بايدن مجموعة شاملة من ضوابط التصدير، بما في ذلك إجراء لمنع الصين من الحصول على بعض رقائق أشباه الموصلات المصنوعة في أي مكان في العالم بأدوات أمريكية.

وهو ما أدى إلى توسيع نطاق محاولة إبطاء التقدم التكنولوجي والعسكري لبكين بشكل كبير.

وأعلنت السلطات في كوريا الجنوبية هذا الأسبوع إنه سيتم السماح لشركة Samsung Electronics وSK Hynix بتوريد معدات الرقائق الأميركية لمصانعها في الصين إلى أجل غير مسمى دون الحصول على موافقات متكررة.

وأعلنت شركة TSMC، أكبر شركة لتصنيع الرقائق التعاقدية في العالم، العام الماضي إنها حصلت على ترخيص لمدة عام واحد من قبل الولايات المتحدة يغطي مصنعها في نانجينغ، الصين.

اقرأ أيضًا- بعد التفوق على أميركا.. بيانات قوية جديدة تنعش آمال بكين
صراع محتدم

وفي الأشهر الماضية تأزمت العلاقة بين أكبر اقتصادين في العالم، الولايات المتحدة والصين، في وقت تشتد فيه المنافسة بين القوتين العظميين في مجال التكنولوجيا.

وفي غضون ذلك اتخذ كل طرف إجراءات لمنع الآخر من الهيمنة، وهو ما بات يعرف بـحرب الرقائق.

القيود التي تفرضها الصين جاءت مع اتجاه واشنطن فرض قيود على تصدير الرقائق الدقيقة المتقدمة تقنيا إلى بكين
بيتر آركيل
هجوم أميركي

وفرضت إدارة الرئيس بايدن قيودا على تصدير أشباه الموصلات الأميركية ومكونات التكنولوجيا إلى الصين.

وقبل هذا القرار أبقت الولايات المتحدة الأميركية على رسوم جمركية فرضها ترامب على منتجات تصدرها الصين إلى الولايات المتحدة.

وقررت الولايات المتحدة وهولندا فرض قيودا أخرى على بيع معدات إنتاج الرقائق لشركات تصنيع الرقائق الصينية ضمن جهود تهدف إلى منع استخدام الجيش الصيني لتقنيتهما.

اقرأ أيضًا- العالم يخسر 123 مليار دولار في العام الواحد بسبب الكوارث
رد صيني

وأعلنت وزارة التجارة الصينية إنها ستسيطر اعتبارا من أول أغسطس الماضي على صادرات ثمانية منتجات من الجاليوم وستة منتجات من الجرمانيوم لحماية أمنها القومي ومصالحها.

وفي رد آخر من بكين على الضغط الأميركي على الرقائق منعت بعض القطاعات المحلية من شراء منتجات من شركة ميكرون الأميركية لتصنيع رقائق الذاكرة.

وهى الخطوة التي اعتبرها محللون ردا على جهود واشنطن المتصاعدة للحد من التقدم التكنولوجي للصين.

سيتم السماح لشركة Samsung Electronics وSK Hynix بتوريد معدات الرقائق الأميركية لمصانعها في الصين إلى أجل غير مسمى دون الحصول على موافقات متكررة
الحكومة الكورية
المعادن النفسية

وقال بيتر آركيل، رئيس اتحاد الصين العالمي للتعدين: "ضربت الصين قيود التجارة الأميركية في موضع مؤلم".

وأوضح رئيس اتحاد الصين العالمي للتعدين أن الجاليوم والجرمانيوم مهمة جدا في تصنيع الرقائق والسيارات الكهربائية والصين هي المنتج المهيمن لمعظم هذه المعادن.

ويستخدم كلا المعدنين لإنتاج أشباه الموصلات المستخدمة في الاتصالات والمركبات الكهربائية لتحسين سرعة نقل التيار الكهربائي وكفاءته.

ولفت آركيل إلى أن القيود التي تفرضها الصين جاءت مع اتجاه واشنطن فرض قيود جديدة على تصدير الرقائق الدقيقة المتقدمة تقنيا إلى الصين، بعد سلسلة من القيود الأميركية في السنوات القليلة الماضية.

مخاوف عالمية

وتتزايد المخاوف من زيادة القيود على الصادرات الاستراتيجية، بما في ذلك العناصر الأرضية النادرة، التي تتحكم فيها الصين، خاصة بعد تأكيد بكين في يوليو الماضي على أن إن القيود المفروضة على الغاليوم والجرمانيوم هي مجرد بداية.

وتأمل الولايات المتحدة ودول أخرى أيضاً في تأمين سلسلة توريد الموارد الضرورية للتصنيع المتقدم، في الوقت الذي تهمين فيه الصين على معظم سوق معالجة المعادن وتكريرها مثل الكوبالت والليثيوم وغيرها من العناصر الأرضية النادرة.

اقرأ أيضًا- الصراع في الشرق الأوسط يهدد العالم بأكبر خطر منذ عقود

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com