تعتزم ألمانيا إلغاء الدعم المالي للجمعيات الخيرية التي تنقذ المهاجرين المعرضين لخطر الغرق في البحر المتوسط، قائلة إنها ستعيد توجيه الموارد لمعالجة الظروف التي تدفع المهاجرين إلى مغادرة البلدان التي يتوافدون منها.
وقال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، في مؤتمر صحفي إن ألمانيا ملتزمة بالعمل الإنساني، وإنها ستقدم المساعدة «حيثما يعاني الناس، لكنني لا أعتقد أن مهمة وزارة الخارجية هي تمويل هذا النوع من الإنقاذ البحري»، وفق وكالة «رويترز».
أضاف «نحن بحاجة إلى أن ننشط حيث تكون الحاجة أكبر»، مشيراً إلى حالة الطوارئ الإنسانية في السودان الذي مزقته الحرب.
في عهد الحكومة السابقة المنتمية إلى تيار اليسار، بدأت ألمانيا في دفع حوالي مليوني يورو (2.34 مليون دولار) سنوياً للمنظمات غير الحكومية التي تقوم بعمليات إنقاذ القوارب المحملة بالمهاجرين التي تواجه مشكلات في البحر.
كان ذلك مصدر تمويل رئيساً للجمعيات الخيرية، وتلقت منظمة (سي-آي) الألمانية حوالي 10% من إجمالي دخلها البالغ حوالي 3.2 مليون يورو من الحكومة الألمانية، وتقول المنظمة إن جمعيات الإنقاذ الخيرية أنقذت حياة 175 ألف شخص منذ عام 2015.
يقول العديد من الخبراء إن مستويات الهجرة مدفوعة في الأساس بحالات الطوارئ الاقتصادية والإنسانية في بلدان المصدر، ولم يكن للتجاهل الرسمي في البلدان التي يقصدها المهاجرون تأثير يذكر في ردع المهاجرين.
على مدى عقود، يعبر مهاجرون هرباً من الحرب والفقر في رحلات محفوفة بالمخاطر للوصول إلى الحدود الجنوبية لأوروبا، وتشير التقديرات إلى أن آلافاً يموتون كل عام في محاولتهم للوصول إلى قارة يزداد عداؤها للهجرة.