logo
اقتصاد

أزمة جوع تعصف بغزة وتهدد المؤسسات الصحية مع استمرار الحصار الإسرائيلي

أزمة جوع تعصف بغزة وتهدد المؤسسات الصحية مع استمرار الحصار الإسرائيلي
أطفال فلسطينيون ينتظرون الحصول على طعام مطبوخ في مطبخ خيري وسط نقص في الإمدادات الغذائية في رفح، جنوبي قطاع غزة، 5 مارس .2024المصدر: رويترز
تاريخ النشر:7 مايو 2025, 11:30 ص

بينما يحتاج الملايين في غزة إلى الغذاء والدواء، لا تزال الحدود مغلقة والمساعدات نادرة، ما يفاقم سوء أوضاع أطفال القطاع المتدهورة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع، بسبب حصار إسرائيلي شامل ترى وكالات الإغاثة أنه يهدد صحة السكان جميعهم.

وفي شمال غزة، توفيت الرضيعة الفلسطينية جنان السكافي، يوم السبت، بعد 4 أشهر من مولدها، متأثرة بسوء التغذية ومشكلات في الجهاز الهضمي، قال طبيبها إن علاجها غير ممكن، إذ تحتاج إلى حليب صناعي للأطفال الأكثر حساسية، وهو منتج شائع لحديثي الولادة، لكنه غير متوفر حاليا في غزة.

ووفقا لطبيبها راغب ورش آغا، من مستشفى الرنتيسي شمال غزة، كان الهدف من حصولها على الحليب الصناعي هو مساعدتها على علاج إسهال مزمن أدى إلى سوء التغذية وجعلها ضعيفة لدرجة لا تستطيع معها مقاومة العدوى، وفق ما نقلت وكالة رويترز.

أخبار ذات صلة

تقرير دولي: إعادة إعمار غزة تتطلب 53 مليار دولار

تقرير دولي: إعادة إعمار غزة تتطلب 53 مليار دولار

وقطعت إسرائيل معظم الإمدادات عن غزة عندما اندلعت الحرب في السابع أكتوبر 2023 بعد هجوم قادته حركة حماس. وسمحت إسرائيل بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع مع بدء سريان اتفاق وقف لإطلاق النار في يناير الماضي، لكنها فرضت حصارا شاملا مع عودة العمليات العسكرية في شهر مارس.

وأعلنت إسرائيل أنها تخطط لتوسيع حملتها، مما يتسبب في تفاقم معاناة النازحين في غزة.

ومع عدم قدرة المدنيين على الوصول إلى الأراضي الزراعية في غزة وإغلاق بحرها أمام الصيادين، يعتمد القطاع بشكل شبه كامل على الغذاء من الخارج، لكن آخر شحنة سمحت بها إسرائيل كانت في الثاني من مارس، وهو اليوم الأخير في وقف إطلاق النار.

تحذيرات أممية

وتحذر الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية من كارثة وشيكة. وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن أكثر من مليوني شخص، يشكلون معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، يواجهون نقصا حادا في الغذاء.

وذكرت عدة وكالات أن سوء التغذية يؤثر بشدة على الأطفال والنساء الحوامل والمصابين بأمراض مزمنة، ويؤخر أيضا تعافي المرضى المصابين بجروح حرب خطيرة، بينما تقترب مخزونات المساعدات من النفاد.

وقال جوناثان كريكس، رئيس قسم العلاقات العامة في منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»: «الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم. لدينا ما بين تسعة إلى عشرة آلاف طفل يتلقون العلاج من سوء التغذية».

مشكلات صحية متزايدة

والجوع مشكلة استثنائية كونه يضعف الجهاز المناعي للأطفال بخلاف عرقلة النمو المعرفي والجسدي. وأصبح جميع سكان غزة تقريبا بلا مأوى؛ بسبب الدمار الذي سببته الحملة العسكرية الإسرائيلية.

وقال كريكس: «قد تجد كومة كبيرة من القمامة والأطفال فوقها يبحثون عن القليل من الطعام. الأمر مقلق للغاية؛ لأنه سيزيد بالتأكيد من عدد الأطفال الذين يموتون من أمراض يمكن الوقاية منها».

وقالت وزارة الصحة في غزة أن ما لا يقل عن 65 ألف طفل ظهرت عليهم أعراض سوء التغذية، بينما ذكر مكتب الإعلام الحكومي في القطاع أن 57 شخصا على الأقل، معظمهم من الأطفال، لقوا حتفهم نتيجة سوء التغذية منذ أن أغلقت إسرائيل المعابر في الثاني من مارس.

وشهد مستشفى تابعا لأطباء بلا حدود في مدينة غزة أيضا زيادة في عدد المرضى الذين يأتون للعلاج من إصابات خطيرة، وتفاقمت حالتهم بسبب نقص الغذاء والمياه النظيفة.

وقالت جولي فوكون المنسقة الطبية في منظمة أطباء بلا حدود: «نضطر إلى إبقاء حالات لشهور في المستشفى، بينما في الوضع الطبيعي يمكن علاجها في غضون أسابيع قليلة».

ووفقا لبيانات للأمم المتحدة، هناك 350 ألف مريض يعانون أمراضاً مزمنة في غزة، بما في ذلك السرطان والسكري.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وهي الذراع المحلية للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إنه لم يتبق لديها أدوية لأمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم أو السكري، ولا يوجد مخزون من المكملات الغذائية أو حليب الأطفال.

أخبار ذات صلة

«الفاو»: الحرب على غزة دمرت 75% من الزراعة ومياه الري في القطاع

«الفاو»: الحرب على غزة دمرت 75% من الزراعة ومياه الري في القطاع

سوء التغذية

لا يفاقم الجوع المشكلات الصحية للأطفال فحسب، إذ قالت منظمة أطباء بلا حدود إنها رصدت زيادة في عدد ذوي الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم الذين يصلون إلى المستشفيات بسبب الافتقار لما يكفي من الطعام أو للغذاء الذي يحتوي على ما يكفي من البروتين والعناصر المغذية والفيتامينات.

وذكرت منظمة الصحة العالمية في أبريل أن ما يتراوح من 10% إلى 20% من إجمالي نحو 4500 امرأة حامل ومرضع شملهن المسح يعانين سوء التغذية. وتواجه الحوامل اللاتي يعانين سوء التغذية مشكلات من بينها فقر الدم والإرهاق والولادة المبكرة.

وقالت فوكون: «لا يحصلن على ما يكفي من السعرات الحرارية في اليوم، ولا يتوفر لديهن الحليب. ومن الصعب جدا في الوقت ذاته العثور على حليب الأطفال للرضع».

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC