logo
اقتصاد

واشنطن تعترف بتعثر الهدنة.. هل ينقذ الزعيمان «ترامب وشي» ما تبقى؟

واشنطن تعترف بتعثر الهدنة.. هل ينقذ الزعيمان «ترامب وشي» ما تبقى؟
صورة تجمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينج ضمن قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا، اليابان، يوم 29 يونيو 2019.المصدر: رويترز
تاريخ النشر:30 مايو 2025, 04:33 ص

اعترفت الولايات المتحدة للمرة الأولى وبشكلٍ علني، بتعثر المفاوضات بين واشنطن وبكين حول بنود الهدنة التي كان يعول عليها للوصول إلى اتفاق تجاري يرضي القطبين الاقتصاديين، ويرح العالم من تداعيات حرب عالمية للرسوم والتعريفات.

منذ ساعات قليلة قال وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، إن المحادثات بين الولايات المتحدة والصين متوقفة بعض الشيء وتحتاج إلى تدخل الرئيسين دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ.

مزيد من المحادثات

قال وزير الخزانة الأميركي: «أعتقد أننا سنجري المزيد من المحادثات مع الجانب الصيني في الأسابيع القليلة المقبلة».

أضاف: «قد يكون هناك اتصال بين زعيمي البلدين في مرحلة ما، لدفع عجلة المفاوضات وتمرير الصعوبات التي قد تؤجل التوصل إلى اتفاق».

أخبار ذات صلة

«حرب الرقائق» تشتعل.. هل تلفظ «الهدنة الهشة» أنفاسها الأخيرة؟

«حرب الرقائق» تشتعل.. هل تلفظ «الهدنة الهشة» أنفاسها الأخيرة؟

اتفاق هش

تأتي تصريحات بيسنت بعد تصعيد سريع في التوترات التجارية الشهر الماضي. وساعد بيسنت أكبر اقتصادين في العالم على التوصل إلى اتفاق حاسم في سويسرا في 12 مايو. 

اتفقت الدولتان على إلغاء زيادات التعريفات الجمركية الأخيرة التي تجاوزت 100% لمدة 90 يومًا، أو حتى منتصف أغسطس، وتم خفض الرسوم المتبادلة بمقدار 115% .

مع ذلك، واصلت الولايات المتحدة فرض القيود التكنولوجية على بكين، مما أثار غضبها، في حين لم تخفف الصين القيود المفروضة على المعادن النادرة بشكل كبير حتى الآن، على عكس توقعات واشنطن.

ترامب وشي

قال بيسنت: «أعتقد أنه بالنظر إلى حجم المحادثات وتعقيدها، سيتطلب هذا الأمر من الزعيمين الأميركي والصيني إبداء رأيهما في مسألة أي اتفاق تجاري».

أضاف بيسنت: «تربط علاقة جيدة جدًا بين الرئيس ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ، وأنا واثق من أن الصينيين سيقبلون على طاولة المفاوضات عندما يُعلن الرئيس دونالد ترامب عن خياراته».

في الأسابيع القليلة الماضية، أكد الرئيس الأميركي رغبته في التحدث مع شي والجلوس معه على طاولة مفاوضات واحدة، إلا أن الصين لم تكن ترفض وفي الوقت ذاته كانت تشترط أن تبدي واشنطن حسن نيتها أولاً فيما يتعلق بإلغاء التعريفات. 

العصى والجزرة

في حين قال المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية هي يونغتشيان للصحفيين في إفادة صحفية دورية إن الصين حافظت على التواصل مع الولايات المتحدة منذ الاتفاق في سويسرا في 12 من مايو الحالي.

أضاف المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية: «فيما يتعلق بضوابط تصدير الرقائق، فإن الصين تحث الولايات المتحدة مرة أخرى على تصحيح ممارساتها الخاطئة على الفور، والعمل معًا على حماية الإجماع الذي تم التوصل إليه في المحادثات رفيعة المستوى في جنيف».

أخبار ذات صلة

ترامب يهدد بنسف الهدنة.. هل ترد بكين أو تكتفي بـ«حكم إبطال التعريفات»؟

ترامب يهدد بنسف الهدنة.. هل ترد بكين أو تكتفي بـ«حكم إبطال التعريفات»؟

مسمار في النعش

في خطوة عمقت من الأزمة بين بكين وواشنطن، أعلن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، في بيان عبر حسابه على منصة «إكس» أن الولايات المتحدة ستلغي تأشيرات الطلاب الصينيين بشكل حازم، بما في ذلك أولئك الذين لديهم ارتباطات بالحزب الشيوعي الصيني، أو يدرسون في مجالات حيوية.

أوضح روبيو أن إدارة الرئيس دونالد ترمب ستُراجع معايير التأشيرات لتشديد التدقيق على جميع الطلبات المستقبلية من الصين، بما في ذلك هونغ كونغ، ولم يُحدد بيان روبيو الموجز الذي أعلن فيه تشديد إجراءات التأشيرات مجالات الدراسة الحيوية، في إشارة إلى البحث في العلوم الفيزيائية.

في المقابل أعلنت الخارجية الصينية، معارضتها الشديدة لخطة الولايات المتحدة لإلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين، وحثت منافستها الغربية على اتخاذ موقف بناء أكثر تجاه استقرار العلاقات الثنائية، إذ قدمت الصين احتجاجاً على إعلان روبيو عن هذه الخطوة.

وقال الناطق باسم الخارجية الصينية، ماو نينغ: «الولايات المتحدة استخدمت الأيديولوجية والأمن القومي ذريعة لقرارها، ما يضر بالحقوق والمصالح المشروعة للطلاب، وهو غير مبرر على الإطلاق، إنهم يتخذ من الأيديولوجية والأمن القومي ذريعة».

الأزمة الأكبر

كشف تقارير أميركية أن الولايات المتحدة علقت بعض مبيعات التقنيات الأميركية المهمة للصين، بما في ذلك تلك المتعلقة بمحركات الطائرات لشركة «كوماك» الصينية المملوكة للدولة والمصنعة للطائرات.

قالت وزارة التجارة الأميركية في بيان إنها تراجع الصادرات ذات الأهمية الاستراتيجية إلى الصين،  وأضافت: «في بعض الحالات، علقت الوزارة تراخيص التصدير الحالية أو فرضت متطلبات ترخيص إضافية بينما لا تزال المراجعة جارية».

وفي خطوة تُصعّد جهود واشنطن لعرقلة طموحات بكين في مجال أشباه الموصلات، أصدرت إدارة ترامب توجيهاتٍ لشركات برمجيات تصميم الرقائق الأميركية الكبرى، بما في ذلك «سينوبسيس»، و«كادنس ديزاين سيستمز»، و«سيمنز إي دي إيه»، بوقف مبيعاتها للعملاء الصينيين.

تهديدات متبادلة

مع حظر الولايات المتحدة بيع شرائح H20 من شركة «إنفيديا» المخصصة للصين، أطلقت «هواوي» معالج آسيند (Ascend 910c) الذي ينطر إليه على أنه الأقوى الآن كخيار أكثر جاذبية في السوق الصينية.

في المقابل هددت الولايات المتحدة بتوقيع عقوبات جنائية على الكيانات التي تستخدم هذه الرقائق، لأن الأمر يُعد في وجهة نظرها انتهاكاً لضوابط الصادرات الأميركية، وقال مكتب الصناعة والأمن :«من المرجح أن هذه الرقائق تم تطويرها أو إنتاجها في انتهاك لضوابط التصدير الأميركية».

دفع التهديد الأميركي وزارة التجارة الصينية إلى التحذير من أن أي منظمة أو فرد ينفذ أو يساعد في تنفيذ مثل هذه التدابير" قد يكون منتهكا للقانون الصيني، وقالت الوزارة في بيان: «هذه الإجراءات تضر بشكل خطير بالحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية وتعرض مصالح التنمية الصينية للخطر».

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC