أكبر 3 شركات أميركية توقف المبيعات إلى الصين
أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ ساعات هجوماً جديداً في الحرب التكنولوجية مع الصين، إذ أمر شركات البرمجيات الأميركية الكبرى بوقف مبيعاتها إلى الصين، مهدداً بخرق هدنة التعريفات الجمركية الهشة في جنيف.
اتخذت إدارة ترامب نهجاً عدوانياً تجاه المنافسة من الصين، حيث هددت بفرض رسوم جمركية ضخمة على المنتجات الصينية وسط تقارير عن فرض قيود أقوى تهدف إلى إعاقة قدرتها على تصنيع أكثر شرائح الذكاء الاصطناعي تطوراً.
لم يخفف حدة وقسوة هذا القرار وتحجيم انعكاسه على الأسواق، سوى الحكم القضائي الصادر عن محكمة فيدرالية أميركية صباح اليوم الخميس بعدم قانونية فرض تعريفات جمركية، إلا أن إدارة ترامب تحركت على الفور بالطعن على هذا القرار.
ومع رغبة كلا الجانبين في الحفاظ على قوته وخيوط اللعبة في قبضته، يتزايد خطر انهيار وقف إطلاق النار التجاري وحرب الرسوم المتبادلة بين أكبر اقتصادين في العالم، حتى خلال فترة التوقف التي تم الاتفاق عليها.
في خطوة تُصعّد جهود واشنطن لعرقلة طموحات بكين في مجال أشباه الموصلات، أصدرت إدارة ترامب توجيهاتٍ لشركات برمجيات تصميم الرقائق الأميركية الكبرى، بما في ذلك «سينوبسيس»، و«كادنس ديزاين سيستمز»، و«سيمنز إي دي إيه»، بوقف مبيعاتها للعملاء الصينيين.
وقال متحدث باسم وزارة التجارة إن الوزارة تراجع الصادرات ذات الأهمية الاستراتيجية إلى الصين، مشيراً إلى أنه في بعض الحالات، علقت وزارة التجارة تراخيص التصدير الحالية أو فرضت متطلبات ترخيص إضافية أثناء انتظار المراجعة.
أصدر مكتب الصناعة والأمن الأميركي التوجيه للشركات، وقال مسؤول في وزارة التجارة إن القواعد التي تقيد تصدير أدوات برمجيات «إي دي إيه» (EDA) إلى الصين كانت قيد الدراسة منذ إدارة ترامب الأولى، لكن تم استبعادها باعتبارها عدوانية للغاية.
أفادت تقارير أميركية أخرى بأن الولايات المتحدة علقت بعض مبيعات التكنولوجيات الأميركية المهمة إلى الصين، بما في ذلك تلك المتعلقة بمحركات الطائرات وأشباه الموصلات وبعض المواد الكيميائية.
وفقاً لتقارير أميركية، يمثل هذا التوجيه، الصادر عبر رسائل من مكتب الصناعة والأمن (BIS)، تشديداً كبيراً لضوابط تصدير التكنولوجيا الأساسية لتصميم الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي والرقائق المتقدمة.
رغم أن برمجيات «إي دي إيه» (EDA) تشكل شريحة صغيرة من سلسلة توريد أشباه الموصلات، فإن أهميتها كبيرة للغاية، حيث تمكن مصنعي الرقائق من محاكاة وتصميم وتحسين الرقائق عالية الأداء.
وتسيطر الشركات الأميركية الثلاث «سينوبسيس»، و«كادنس ديزاين سيستمز»، و«سيمنز إي دي إيه» على ما يقرب من 80% من سوق شرائح «إي دي إيه» (EDA) في الصين.
سبق أن أدرجت إدارة ترامب العديد من شركات تصنيع الرقائق الصينية في القائمة السوداء، وحظرت تصدير أدوات وبرامج الرقائق المتطورة، في أبريل، فرضت واشنطن قيوداً على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي من شركة «إنفيديا» المخصصة للصين.
هذه ليست أول حملة من واشنطن على برمجيات تصميم الرقائق . ففي عام 2022، فرضت إدارة بايدن قيوداً على تصدير أدوات «إي دي إيه» (EDA) الأكثر تطوراً إلى الصين.
تراجعت أسهم الشركتين على إثر هذا أنباء تقييد الصادرات إلى الصين، إذ تعتمد الشركات على الأسواق الصينية كونها أكبر مستهلك للرقائق في العالم.
◄ بلغت مبيعات «سينوبسيس» في الصين ما يقارب مليار دولار في السنة المالية 2024، أي ما يعادل نحو 16% من إجمالي الإيرادات.
◄ استمدت «كادنس ديزاين سيستمز» نحو 12% من إجمالي إيراداتها من الصين وحدها.
◄ انخفضت أسهم شركة «سينوبسيس» بنسبة 10%، وتراجعت «كادنس ديزاين سيستمز» بنسبة 11%.
تأتي هذه الخطوة في ظل توقف لمدة 90 يوماً في الرسوم الجمركية المتبادلة التي تم الاتفاق عليها خلال محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين في جنيف، بعدما تم الاتفاق على تعطيل 115% من إجمالي التعريفات المفروضة.
إلا أنه حتى مع الهدنة استغلت بكين هيمنتها على المعادن النادرة لكسب النفوذ وفرضت رسوماً إضافية بأكثر من 35% في إطار ما وصفته بالتحقيق القانوني، في المقابل فإن إجراءات واشنطن المضادة تهدف إلى تذكير الصين بقدرات الولايات المتحدة الخانقة في مجال التكنولوجيا المتقدمة.
تشير ضوابط التصدير الجديدة والقرارات المبتادلة بين كلا القطبين، إلى هشاشة هدنة الرسوم الجمركية التي تم التوصل إليها في جنيف، والتي بُدئ تنفيذها منتصف الشهر الجاري.