مخاوف كبيرة تخيم على الشرق الأوسط مع اشتعال الحرب الإيرانية الإسرائيلية، ودخول الولايات المتحدة على الخط بقصف المفاعلات الإيرانية، واحتمال إغلاق إيران لمضيق هرمز؛ ما يؤدي لارتفاع أسعار النفط، بجانب خسائر اقتصادية أخرى على المنطقة حتى دون إغلاق المضايق.
في مقابلة مع «إرم بزنس»، حذر ريتشارد غودشتاين، مستشار الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، من النتائج الكارثية اقتصادياً للحرب مع إيران على منطقة الشرق الأوسط والولايات المتحدة والعالم.
يتحدث غودشتاين من واقع خبرته باعتباره مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط سابقاً والمسؤول عن خلق فرص اقتصادية في الشرق الأوسط بتكليف الرئيس كلينتون ونائبه آل غور في فترة التسعينيات، ولكونه رئيساً تنفيذياً حالياً لمؤسسة غودشتاين وشركائه، التي تمثل كبار العملاء في قطاعات الغاز والكيماويات والتكنولوجيا والطاقة وغيرها.
وأكد أن الحرب مع إيران، سواء كانت من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل، تضر في نهاية المطاف بالمنطقة وبالاقتصاد العالمي.
واستبعد مستشار الرئيس الأميركي السابق أن ترغب إسرائيل في خوض ما وصفه بهذه «المغامرة» لوقت طويل، رغم مخاوفها الكبيرة من امتلاك إيران لقدرة نووية.
شدد غودشتاين على أن تأثير استمرار الحرب في الولايات المتحدة والاقتصاد العالمي، سيكون سلبياً للغاية، فأسعار النفط ترتفع بشكلٍ هائل، وتزداد مخاطر التجارة في الخليج والبحر الأحمر، وسيزداد التضخم، وسيشهد العالم اهتزازات كبرى لا يدرك أحد مداها.
ودلل على ذلك بأن ارتفاع أسعار النفط، يتعارض مع سياسة الولايات المتحدة التي تكافح من أجل الإبقاء على سعر النفط منخفضاً، لتقليل سعر البنزين، حتى لو كان ذلك يعني استفادة الصين، بوصفها مستورداً كبيراً للنفط.
وأكد أن الرئيس دونالد ترامب أو أي رئيس للولايات المتحدة لا يريد رفع أسعار النفط، فهناك دافع قوي - كما يضيف - لجعل أسعار النفط في الولايات المتحدة، منخفضة؛ ما يُحفز تطوير المزيد من موارد النفط والغاز.
عن الأداء الاقتصادي للإدارة الأميركية الجديدة وتداعيات الخلاف بين الرئيس ترامب ومستشاره السابق إيلون ماسك، يرى غودشتاين، أن الصدام بينهما كان أمراً حتمياً وقد تنبأ به كثيرون منذ البداية، لأن كليهما يعاني نوعًا من الغرور ويعتقد أنه أكثر نفوذاً مما هو عليه في الواقع، بحسب وصفه.
وأردف: «كل منهما يظن أنه يفهم عمل الآخر أفضل من صاحبه، لا أنحاز إلى أي منهما حقاً؛ أعتقد أن كليهما يسعى لتحقيق سياسات تضر بالولايات المتحدة، ترامب من خلال تعريفاته الجمركية وبرنامجه الاقتصادي العام، وماسك من خلال طرد الموظفين عشوائياً ممن يحاولون القيام بعمل مهم كعلاج السرطان أو الزهايمر».
وعن أسباب اعتبار إدارة ترامب تضر بالاقتصاد الأميركي، قال غودشتاين إن التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب اعتبرتها المحاكم غير قانونية حتى الآن، لأنه لا يمتلك السلطة القانونية لفرضها إذ إن فرض الرسوم الجمركية عموماً من صلاحيات الكونغرس.
وأكمل: «سنرى ما إذا كانت المحكمة العليا ستتفق في النهاية مع ترامب حول ما إذا كان يملك السلطة القانونية».
قال غودشتاين إن تأثير الرسوم الجمركية في الولايات المتحدة، سلبياً فهي تؤدي إلى التضخم، وربما إلى ركود اقتصادي، كما ستُقلل من حجم التجارة العالمية والتنمية الاقتصادية، وكل ذلك اعتبره أمراً مؤسفاً وغير ضروري.