النفط يتجه صوب أعلى مستوى خلال عام
السوق تترقب اجتماع ترامب لتقييم الضربة
اشتعلت أسعار النفط في أعقاب الضربة الاميركية لأهداف نووية في إيران، لتقفز إلى أعلى مستوياته خلال العام الجاري، بالقرب من أعلى مستوى منذ ما يقرب من العام تقريباً، وسط تزايد المخاوف من إغلاق مضيق هرمز.
في غضون ذلك قلصت أسعار النفط بعضاً من مكاسبها الواسعة اليوم، في انتظار اجتماع ترامب مع فريقه للأمن القومي في الواحدة ظهرا اليوم الاثنين لمناقشة نتائج الهجوم على إيران.
◄ ازدادت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أغسطس 1.92 دولار أو ما يعادل 2.49 % لتبلغ مستويات 78.93 دولار للبرميل، بحلول الساعة 01:17 بتوقيت غرينتش، بعد أن لامست في وقت سابق من التعاملات مستويات 81.4 دولار للبرميل.
◄ ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يوليو بمقدار 1.89 دولار في البرميل أو ما يعادل 2.56% لتصل إلى مستويات 75.73 دولار للبرميل، بعد أن لامست في وقت سابق من تعاملات اليوم مستويات 78.4 دولار في البرميل.
◄ قفز كلا الخامين بأكثر من 5% في وقت سابق من الجلسة، وهو أعلى مستوى يبلغانه في خمسة أشهر، قبل أن يتخليا عن بعض المكاسب، في ترقب لتقيم نتائج الضربة الأميركية.
جاء ارتفاع الأسعار بعد أن قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه محا المواقع النووية الإيرانية الرئيسة في ضربات مطلع الأسبوع، لينضم إلى هجوم إسرائيلي في تصعيد للصراع في الشرق الأوسط مع تعهد طهران بالدفاع عن نفسها.
في الوقت ذاته لا يزال الهجوم المتبادل بين إيران وإسرائيل مستمرا بعد أن دخل يومه الحادي عشر على التوالي؛ ما فاقم المخاوف من انقطاع سلاسل الإمدادات من أكبر منطقة مصدرة للنفط في العالم.
◄ انخفضت أسعار النفط في نهاية تعاملات يوم الجمعة 20 يونيو، للمرة الأولى في 4 جلسات، وسط آمال بخفض وتيرة التصعيد في الشرق الأوسط، بعد أن أرجأ البيت الأبيض قراراً بشأن تورط الولايات المتحدة في الصراع الإسرائيلي الإيراني.
◄ ارتفع خام برنت القياسي 13% منذ بدء الصراع في 13 يونيو، في حين ارتفع خام غرب تكساس الأميركي الوسيط بنحو 10%.
صوت البرلمان الإيراني على مبدأ إغلاق مضيق هرمز، الممر البحري الذي تنقل عبره نحو 20% من نفط وغاز العالم، وأُعلن أن القرار النهائي مرهون بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
في المقابل حذّر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إيران، من محاولة إغلاق مضيق هرمز، ودعا الصين إلى حث إيران على عدم إغلاق الممر المائي.
ويتدفق عبر المضيق خُمس إمدادات الخام العالمية تقريبا، او نحو 18 مليون إلى 21 مليون برميل يومياً من الخام والمنتجات النفطية على طول الساحل الجنوبي لإيران، ويتزايد القلق من أن يؤدي القتال إلى تعطيل التدفقات التجارية في ضربة للإمدادات.
كتب محللون لدى «آي إن جي بنك» الهولندي في مذكرة: «الخوف الأكبر بالنسبة لسوق النفط هو إغلاق مضيق هرمز؛ إذ يتحرك ما يقرب من ثلث تجارة النفط العالمية المنقولة بحراً عبر هذا المضيق، ومن شأن حدوث اضطراب أن يدفع الأسعار إلى 120 دولاراً للبرميل».
في حين كتب أولي هانسن المحلل لدى «ساكسو بنك» في مذكرة : «تشعر السوق بقلق كبير إزاء الاضطراب في مضيق هرمز، لكن خطر حدوث ذلك ضئيل جدا».
هانسن قال في المذكرة: «لا توجد رغبة في إغلاق المضيق؛ لأن إيران ستخسر ما يعود عليها من إيرادات، في الوقت ذاته الولايات المتحدة تريد نزول أسعار النفط وخفض التضخم».
في مذكرة خلال الأسبوع الجاري، قدر خبراء بنك «جيه بي مورغان» أن أسعار النفط قد ترتفع إلى ما بين 120 و130 دولاراً للبرميل في أسوأ السيناريوهات التي تتضمن توسع الصراع في المنطقة، بما يشمل إغلاق مضيق هرمز.
خبراء «جيه.بي مورغان» لفتوا إلى أن الصراع بين إيران وإسرائيل أثار المخاوف إزاء احتمال تعطل الإمدادات في الشرق الأوسط؛ ما دفع أسعار الخام إلى الارتفاع مع تقييم المتعاملين لتزايد المخاطر الجيوسياسية.
وإيران ثالث أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، إذ تنتج نحو 3.3 مليون برميل يومياً من النفط الخام، في حين تصدر ما يقرب من 2.2 مليون برميل
كتبت جون جو، كبيرة المحللين لدى شركة «سبارتا كوموديتيز» في مذكرة: «مخاطر تضرر البنية التحتية النفطية تفاقمت مع انزلاق الولايات المتحدة للصراع الدائر في المنقطة».
قالت جو إنه على الرغم من وجود طرق بديلة عبر خطوط الأنابيب خارج المنطقة، فستظل هناك كمية من النفط الخام لا يمكن تصديرها بالكامل إذا أغلق مضيق هرمز، مشيرة إلى أنه سيتزايد بقاء شركات الشحن بعيدا عن المنطقة.
بينما قال بنك «غولدمان ساكس» في تقرير صدر أمس الأحد إن خام برنت قد يصل إلى ذروته لفترة وجيزة عند 110 دولارات للبرميل إذا انخفضت تدفقات النفط عبر الممر المائي الحيوي إلى النصف لمدة شهر، وإذا ظلت منخفضة بنسبة 10% خلال 11 شهراً التالية.