نشاط القطاع غير الصناعي جاء مخيباً للآمال في أبريل
انخفاض حاد في الطلبات الخارجية عقب التعريفات
تلقى الاقتصاد الصيني ضربة موجعة في ظل تصاعد حرب التعريفات الجمركية، ظهرت جلية على أحد أهم محركات النمو في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، إذ أظهرت البيانات انكماشاً يفوق التوقعات في نشاط التصنيع خلال أبريل.
أظهرت بيانات حكومية اليوم الأربعاء انكماش نشاط التصنيع في الصين أكثر من المتوقع في أبريل، حيث تضرر المنتجون المحليون بشدة من انخفاض حاد في الطلبات الخارجية بعد أن فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً تجارية كبيرة على بكين.
في الوقت ذاته أظهر مسح خاص منفصل (كايكسين) أن قطاع التصنيع الصيني لا يزال في حالة توسع، وإن كان بوتيرة أبطأ بكثير.
بلغ مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الرسمي 49.0 نقطة في أبريل، مقارنةً بتوقعات بلغت 49.7 نقطة، كما انخفض المؤشر بشكل حاد عن 50.5 نقطة المسجلة في الشهر السابق.
تشير القراءة الأقل من 50 إلى انكماش، حيث عاد مؤشر مديري المشتريات الصناعي في الصين الآن إلى منطقة الانكماش بعد شهرين من المكاسب.
جاء انخفاض نشاط التصنيع مع انخراط الصين في حرب تجارية مريرة مع الولايات المتحدة حتى أبريل، إذ فرض ترامب رسوماً جمركية بنسبة 145% على البضائع الصينية، وردّت الصين بفرض رسوم جمركية بنسبة 125% على البضائع الأميركية.
من المتوقع أن تعمل التعريفات الجمركية الأميركية على إعاقة الطلب الأميركي على السلع الصينية إلى حد كبير، وهو الاتجاه الذي ينذر بالسوء بالنسبة للمصنعين الصينيين، نظراً لأن الصادرات الأميركية تمثل مصدراً رئيساً للإيرادات.
وفقاً للبيانات التي صدرت اليوم أدى تصاعد حرب التعريفات إلى إضعاف النشاط في شهر أبريل مع خفض أوامر الأعمال الجديدة على نطاق واسع.
في غضون ذلك جاء نشاط القطاع غير الصناعي في الصين مخيباً للآمال في أبريل، حيث ارتفع مؤشر مديري المشتريات غير الصناعي بمقدار 50.4 نقطة، متجاوزاً التوقعات بتسجيله 50.6 نقطة، في حين انخفضت القراءة من 50.8 نقطة في الشهر السابق.
أدى هذا إلى انخفاض مؤشر مديري المشتريات المركب في الصين إلى 50.2 في أبريل من 51.4 في مارس، حيث ظلت القراءة الآن بالكاد في منطقة التوسع.
على نحو منفصل، أظهر مسح خاص (مؤشر مديري المشتريات التصنيعي «كايكسين» (Caixin) لقطاع التصنيع في الصين) نمواً أقوى من المتوقع في أبريل، مع استمرار التوسع وإن كان بوتيرة أبطأ بشكل حاد من الشهر السابق.
بلغ مؤشر مديري المشتريات التصنيعي لمؤسسة «كايكسين» 50.4 نقطة في أبريل، متجاوزاً التوقعات بانخفاضه إلى 49.8 نقطة، إلا أن القراءة لا تزال أقل من 51.2 نقطة المسجلة في الشهر السابق.
عكست قراءة «كايكسين» انخفاضاً حاداً في الطلبات الخارجية عقب فرض ترامب رسوماً جمركية، وقد أدى ذلك إلى انخفاض قدرات الصناعات الصينية؛ ما أدى بدوره إلى تسريح العمال في هذا القطاع.
تختلف بيانات «كايكسين» عن البيانات الحكومية، إذ يغطي مؤشر مديري المشتريات الحكومي الصناعات الكبرى التي تديرها الدولة، بينما يركز مؤشر «كايكسين» على الشركات الخاصة الأصغر حجماً، وعادةً ما يستخدم المستثمرون كلا الاستطلاعين لتكوين صورة أشمل عن الاقتصاد الصيني.
أثرت زيادات الرسوم الجمركية الأمريكية سلباً في الطلب الخارجي، حيث انخفضت طلبات التصدير الجديدة بأسرع وتيرة منذ يوليو 2023.
وستظهر تداعيات المواجهة الجمركية المستمرة بين الصين والولايات المتحدة تدريجياً في الربعين الثاني والثالث، لذا، ينبغي على صانعي السياسات الاستعداد جيداً، واتخاذ الإجراءات اللازمة في أقرب وقت ممكن، وفقاً لوانغ تشي، كبير الاقتصاديين في مجموعة «كايكسين إنسايت».
تُسلّط قراءة مؤشر مديري المشتريات الضوء على تأثير الرسوم الجمركية الأميركية الباهظة في شركات التصنيع الصينية العملاقة، نظراً لانقطاعها عن الأسواق الأميركية.
إلا أن الصين لم تُبدِ حتى الآن نيةً تُذكر في محادثات التجارة مع الولايات المتحدة، بعد أن نفت مؤخراً مزاعم ترامب بوجود مفاوضات.