60 مليار دولار استثمارات متوقعة من واشنطن في مشاريع طاقة إماراتية
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، عن اتفاق الإمارات والولايات المتحدة على فتح مسار يسمح للدولة الخليجية بشراء بعض أشباه الموصلات الأكثر تطوراً في مجال الذكاء الاصطناعي من الشركات الأميركية.
جاء ذلك خلال أعمال «حوار الأعمال الإماراتي الأميركي» صباح اليوم في قصر الوطن بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، بمشاركة ولي عهد أبوظبي الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان.
يشكل الاتفاق، الذي تم وضع اللمسات النهائية عليه أمس، خلال زيارة ترامب إلى أبوظبي، فوزاً كبيراً للإمارات التي تحاول موازنة علاقاتها مع حليفتها الولايات المتحدة وشريكتها التجارية الأكبر الصين.
ويعكس أيضاً ثقة إدارة ترامب بإمكانية إدارة الرقائق على نحو آمن بوسائل منها إدارة الشركات الأمريكية لمراكز البيانات بموجب الاتفاق.
وقال ترامب خلال المحطة الأخيرة من جولته التي استمرت عدة أيام في منطقة الخليج وشملت أيضا السعودية وقطر: «نحقق تقدماً كبيراً فيما يتعلق بمبلغ 1.4 تريليون دولار الذي أعلنت الإمارات أنها تنوي إنفاقه في الولايات المتحدة».
وأضاف: «اتفق البلدان أمس أيضاً على إنشاء مسار لدولة الإمارات لشراء بعض أشباه الموصلات الأكثر تقدما في مجال الذكاء الاصطناعي في العالم من الشركات الأمريكية، إنه عقد كبير جداً».
وتابع: «هذا من شأنه أن يدر المليارات والمليارات من الدولارات من الأعمال، وسيعمل على تسريع خطط الإمارات لتصبح لاعبا رئيسيا حقا في مجال الذكاء الاصطناعي».
التزمت الإمارات في مارس الماضي بإطار استثماري مدته عشر سنوات بقيمة 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة في قطاعات تشمل الطاقة والذكاء الاصطناعي والتصنيع.
كان البيت الأبيض، أعلن مساء أمس، أن الإمارات والولايات المتحدة وقعتا اتفاقاً في مجال الذكاء الاصطناعي يتيح للدولة الخليجية بناء أكبر مجمع للذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة، بعد أن واجهت قيودا في السابق بسبب مخاوف واشنطن من احتمال تمكن الصين من الوصول إلى هذه التكنولوجيا.
ولم يذكر الجانبان أي تفاصيل بشأن شرائح الذكاء الاصطناعي، من إنفيديا أو غيرها من الشركات، التي يمكن أن تتضمنها مراكز البيانات الإماراتية، لكن رويترز نقلت عن مصادر أن الاتفاق سيتيح للبلاد وصولا أوسع إلى شرائح ذكاء اصطناعي متقدمة.
وشوهد الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيديا» جنسن هوانغ في لقطات تلفزيونية وهو يتحدث مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في قصر الوطن أمس.
وقال البيت الأبيض إن الاتفاق بمجال الذكاء الاصطناعي يتضمن التزام الإمارات بالاستثمار في مراكز بيانات أميركية أو بنائها أو تمويلها بحيث لا تقل في حجمها وقوتها عن تلك الموجودة في الإمارات.
واتبعت الولايات المتحدة سياسات للحماية لسنوات للحد من وصول الصين إلى أشباه الموصلات المتقدمة تضمنت التأكد من عدم وصول الرقائق إلى بكين عبر أطراف ثالثة.
ويبدو أن القواعد المنظمة تشهد تخفيفا في عهد ترامب الذي عين ديفيد ساكس قيصرا للذكاء الاصطناعي. وقال ساكس في الرياض يوم الثلاثاء إن ضوابط التصدير التي فرضتها إدارة بايدن "لم تهدف قط إلى (فرض) قيود على الأصدقاء والحلفاء والشركاء الاستراتيجيين"، وفقا لما ذكره تقرير سابق لوكالة رويترز.
وسيمثل منح الإمارات قدرة أكبر على الحصول على الرقائق الأكثر تقدما التي تصنعها شركات مثل «إنفيديا» تحولاً كبيراً في ظل مساعيها لتصبح لاعباً عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي.
قال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات، الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، سلطان الجابر، إن الإمارات والولايات المتحدة تعتزمان استثمار 440 مليار دولار في قطاع الطاقة حتى عام 2035.
كما أشار متحدثون في «حوار الأعمال الإماراتي الأميركي» إلى 60 مليار دولار استثمارات متوقعة من واشنطن في مشاريع طاقة إماراتية.
قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن أمس، عن اتفاقات تزيد قيمتها الإجمالية على 200 مليار دولار بين الولايات المتحدة والإمارات، منها التزام حجمه 14.5 مليار دولار بين بوينغ وجنرال إلكتريك للطيران والاتحاد للطيران.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، في لقاء مع ترامب، أمس في قصر الوطن بأبوظبي، إن هناك شراكة قوية تجمع دولة الإمارات والولايات المتحدة، مضيفاً أن العلاقة بين البلدين أخذت دفعة نوعية وغير مسبوقة منذ تولي ترامب منصبه، لا سيما في مجالات الاقتصاد الجديد والطاقة والتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والصناعة.
وأضاف أن الإمارات، التي تعهدت في مارس باستثمار 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة على مدى عشر سنوات، حريصة على توسيع نطاق الصداقة لما فيه مصلحة البلدين.