ترامب يسعى إلى اجتماع مع شي جين بينغ
القرار يأتي مع الجولة الثالثة من المفاوضات
قبل انطلاق الجولة الثالثة من المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بساعات، أفادت تقارير صحفية أن الولايات المتحدة علقت القيود على صادرات التكنولوجيا إلى الصين لتجنب تعطيل المحادثات التجارية مع بكين ودعم جهود الرئيس دونالد ترامب في تأمين اجتماع مع الرئيس شي جين بينغ العام الجاري.
وفقاً للأنباء فإن مكتب الصناعة والأمن التابع لوزارة التجارة، الذي يشرف على ضوابط التصدير، تلقى تعليمات في الأشهر الأخيرة بتجنب اتخاذ خطوات صارمة تجاه الصين.
من المقرر أن يستأنف كبار المسؤولين الاقتصاديين الأميركيين والصينيين محادثاتهم في العاصمة السويدية ستوكهولم اليوم الاثنين لمعالجة النزاعات الاقتصادية طويلة الأمد التي تشكل محور حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
قالت شركة التكنولوجيا العملاقة «إنفيديا» الشهر الجاري إنها ستستأنف مبيعات وحدات معالجة الرسوميات H20 (GPU) إلى الصين، ما يبدد قيود التصدير التي فرضتها إدارة ترامب في أبريل لإبقاء شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة بعيداً عن الأيدي الصينية بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي.
في المقابل، أفادت وسائل إعلام أميركية أن 20 خبيرا أمنيا ومسؤولا سابقا، بمن فيهم نائب مستشار الأمن القومي الأميركي السابق مات بوتينغر، سيكتبون اليوم الاثنين إلى لوتنيك للتعبير عن قلقهم، بشأن قرار الولايات تجاه صادرات التكنولوجيا إلى الصين.
من المرجح أن ينطوي تحذير الخبراء الأميركيين على الإشارة إلى أن هذه الخطوة تمثل خطأ استراتيجيا يعرض التفوق الاقتصادي والعسكري للولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي للخطر.
في غضون ذلك قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في إحاطة للصحفين أمس، إن مسؤولين من الولايات المتحدة والصين سيجتمعون في ستوكهولم الأسبوع المقبل لمناقشة تمديد الموعد النهائي للتفاوض على اتفاق تجاري.
قال بيسنت: «أعتقد أن التجارة مع الصين في وضع ممتاز، الاجتماعات مع الصينيين ستُعقد يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين لمناقشة إعادة التوازن في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين».
وألمح وزير الخزانة الأميركي إلى أنه من الممكن أن يتم تمديد المهلة أثناء التفاوض مع الصين إلى 12 أغسطس المقبل بدلا من الأول من الشهر ذاته.
في المقابل فرضت وزارة التجارة الأميركية رسوم إغراق أولية بنسبة 93.5% على الواردات الصينية من الغرافيت، أحد المكونات الرئيسة للبطاريات، بعد أن خلصت إلى أن هذه المواد كانت مدعومة بشكل غير عادل من جانب الحكومة الصينية.
وأصدرت وزارة التجارة القرار الأولي الذي يؤكد فرض رسوم مكافحة الإغراق في وثيقة في الأسبوع الماضي، وقالت إن القرار النهائي من المقرر الإعلان عنه بحلول الخامس من ديسمبر.
وفقا للقرار الأميركي، ستُضاف الرسوم الجديدة إلى المعدلات الحالية، ما يجعل التعريفة الجمركية الفعلية 160%، وفقاً لمنتجي مواد الأنود النشطة الأميركية، وهي المجموعة التجارية التي قدمت الشكوى، والتي أصدرت بيانا بشأن قرار وزراة التجارة الأميركية.
بحسب بيان المجموعة الأميركية خلصت وزارة التجارة إلى أن هذه المواد كانت مدعومة بشكل غير عادل، وتعتبر مادة الغرافيت، إحدى المكونات الرئيسة للبطاريات.
في إشارة إلى المعركة الدائرة على الزعامة الرقمية للعالم، أشاد ترامب بأكثر من 90 مليار دولار من الاستثمارات في الطاقة والتكنولوجيا في قمة الابتكار رفيعة المستوى في بنسلفانيا.
في كلمته في قمة الطاقة والابتكار في ولاية بنسلفانيا بجامعة كارنيغي ميلون، الأسبوع الماضي قال ترامب إن «الولايات المتحدة تقود العالم في كل من إنتاج الطاقة والذكاء الاصطناعي».
ترامب قال أيضاً خلال نقاش مائدة مستديرة، محاطا بمسؤولين حكوميين ومديرين تنفيذيين لشركات: «لا بد لي من القول إننا متقدمون على الصين بفارق كبير. الصين ودولٌ أخرى تتسابق للحاق بأميركا في مجال الذكاء الاصطناعي، ولن نسمح لهم بذلك».
كما لفت وزير التجارة هوارد لوتنيك خلال الحدث: «ثورة الذكاء الاصطناعي على الأبواب، لن تدعنا إدارة ترامب نخسر، نحن بحاجة إلى تبني كل ذلك لأننا نملك القدرة على القيام بذلك، وإذا لم نفعل ذلك، فسنكون حمقى».
أكد الرئيس الأميركي خلال قمة للطاقة في جامعة كارنيغي ميلون التزام إدارته بمنافسة ودية ولكن حازمة للغاية مع الصين، لن تسمح فيها واشنطن لأي دولة أن تقلص الفارق معها في هذا القطاع.
كذلك قال: «الولايات المتحدة ستقاتلهم بطريقة ودية للغاية، عبر ضخ مليارات من الدولارات في الاستثمار ضمن قطاع الذكاء الاصطناعي».
إلى ذلك تحدث ترامب، عن الحاجة الملحة للتغلب على الصين في القطاعات كافة، بالتزامن مع توسيع الفارق في سباق الذكاء الاصطناعي من أجل تحقيق الأمن الاقتصادي والوطني.
كادت الهدنة التجارية المؤقتة التي توصل إليها الجانبان في سويسرا 12 مايو، والتي دفعتهما إلى إسقاط غالبية التعريفات الجمركية لمدة 90 يوماً تخرج عن مسارها، حينما اتهمت الولايات المتحدة الصين بالتباطؤ في الوفاء بتعهدها بتخفيف القيود على صادرات المعادن النادرة.
في المقابل انتقدت بكين القيود الجديدة على صادرات التكنولوجيا وإلغاء تأشيرات الطلاب من قبل واشنطن.
وشهدت العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم تحسناً ملحوظاً بعد يومين من الاجتماعات في لندن الشهر الماضي، حيث توصل الجانبان إلى إطار عمل لتنفيذ التوافق.
كما وافقت بكين على استئناف شحنات المعادن النادرة، بينما عرضت واشنطن تخفيف بعض قيود التصدير على الإيثان، برامج تصميم الرقائق، ومكونات محركات الطائرات.