logo
اقتصاد

صحفيّون بريطانيون يحاولون إنقاذ الجرائد الأميركية "المتأزمة"

صحفيّون بريطانيون يحاولون إنقاذ الجرائد الأميركية "المتأزمة"
الكثير من الصحف الورقية الأميركية تأزمت مع انتشار الرقمنة.المصدر: رويترز
تاريخ النشر:13 يونيو 2024, 03:06 م

تولى صحفيون من لندن رئاسة عدد من مكاتب التحرير المرموقة في الولايات المتحدة، من "واشنطن بوست" إلى "سي إن إن". ويعمل هؤلاء المحترفون القادمون من خارج الولايات المتحدة، على تغيير الثقافة والنماذج الاقتصادية لوسائل الإعلام هذه، حسبما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز".

وقال البريطاني ويل لويس في الثالث من يونيو الجاري في غرفة مليئة بالصحفيين الأميركيين "الناس لا يقرؤون ما تكتبونه"، وأعلن عن تعديل هيئة التحرير في صحيفة واشنطن بوست، وذلك قبل أشهر قليلة من الانتخابات الأميركية الحاسمة.

وأضاف البريطاني لويس، الذي اُسْتُدْعِي لإنقاذ صحيفة واشنطن بوست، هذه الركيزة التي تقوم عليها الصحافة الأميريكية، والتي أسقطت الرؤساء في الماضي "لم يعد بإمكاني أن أتصرف وكأن الأمور تسير على ما يرام". وتمرّ الصحيفة منذ بضع سنوات، بصعوبات مالية جدية.
وأحدث خطاب لويس، وكذلك قراره باستبدال رئيسة التحرير سالي بوزبي باثنين من زملائه السابقين، صدمة داخل هيئة تحرير صحيفة واشنطن بوست. وقال ممثلو نقابة الصحيفة إنهم "صدموا" بسبب رحيل بوزبي المفاجئ وتعليقات لويس، التي "تشير إلى أن الصعوبات المالية التي تواجهها الصحيفة هي نتيجة عملنا كصحفيين".

الانقسام الثقافي

وتعكس هذه التوترات داخل الصحيفة الانقسام الثقافي مع وسائل الإعلام الأميركية، هذه الوسائل التي تكافح من أجل وقف انخفاض عدد جمهورها وإيراداتها.
 وتم تعيين ويل لويس العام الماضي، وهو آخر بريطاني يتولى زمام عنوان صحيفة أميركية كبيرة، وكان رئيس تحرير صحيفة ديلي تلغراف ورئيس صحيفة وول ستريت جورنال، المملوكة لقطب الصحافة روبرت مردوخ.

وبقراره عبور المحيط الأطلسي للانتقال إلى الولايات المتحدة، سار ويل لويس على خطى مواطنيه مثل رئيس شبكة "سي إن إن" مارك طومسون، ومديرة تحرير صحيفة "وول ستريت جورنال" إيما تاكر. ولا شكّ في أن هذا الاتجاه أدى إلى ارتباك بعض المراقبين في عالم الإعلام الأميركي.

أخلاق خاصة

وفي تعليق لها، قالت مارغريت سوليفان، الصحفيّة السابقة في صحيفة واشنطن بوست وهي تدير الآن مركزاً لأخلاقيات الصحافة في جامعة كولومبيا:" إن الديمقراطية والصحافة في الولايات المتحدة تتميّزان بأخلاقيات معينة، وهي أخلاقيات مبنية على ضمان حرية التعبير والدين، وكذلك حرية الصحافة" وأشارت إلى أن "الأميركيين هم على علاقة خاصة جداً مع الصحافة".وفي بداية شهر يونيو، كشف ويل لويس عن الجزء الأخير من خطته لإصلاح صحيفة واشنطن بوست، التي استحوذ عليها الملياردير جيف بيزوس مقابل 250 مليون دولار قبل أكثر من عشر سنوات.وبالنسبة للويس، هناك حاجة ملحة إلى بث حياة جديدة في هذه الصحيفة، التي لا تزال تتحدث بفخر عن دورها الحاسم في فضيحة "ووترغيت" قبل خمسين عاما.
وخلال الاجتماع الذي دام أربعين دقيقة مع فرقه، حذر لويس من أنه سيكون من قبيل الانتحار الوقوف مكتوف الأيدي، بعد أن خسرت الشركة 77 مليون دولار في العام الماضي. وفي محاولة لتغيير الأمور، استبدل سالي بوزبي، أول امرأة تتولى رئاسة الصحيفة، بمات موراي، رئيس التحرير السابق لصحيفة وول ستريت جورنال.

وقال مصدر يعرفه جيداً "هو مقتنع بأن الشخص الوحيد الذي يأتي من مكان آخر، يمكنه أن يرى ما يجب القيام به".ويخطط لويس لتقديم منتجات وخدمات جديدة للاحتفاظ بالمشتركين الحاليين في الصحيفة، ولكن أيضاً للعمل بجدية أكبر لجذب قراء أصغر سناً. ويشير المصدر إلى أن "هذا يتطلب صحافة مختلفة عن التحقيقات الحائزة على جائزة بوليتزر".

 

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC