يُثير المرشح الأميركي زهران ممداني جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والاقتصادية الأميركية عقب إعلانه الترشح لمنصب عمدة نيويورك، ليس فقط بسبب برنامجه الانتخابي الجريء، بل أيضاً لخلفيته السياسية وحياته الشخصية التي جذبت اهتمام الإعلام، خاصة أن زوجته سورية الأصل وتُدعى راما دوجي، ما دفع البعض لإطلاق لقب «السيدة الأولى المحتملة لمدينة نيويورك» عليها مبكراً.
إلا أن اللافت أكثر كان رد فعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي عبّر عن رفضه القاطع لترشح ممداني، واصفاً إياه بـ«الشيوعي المتطرّف»، وفق ما نقله الصحفي الأميركي كين كليبينشتاين على منصة «X».
يطرح ممداني رؤية اقتصادية تركّز على إعادة توزيع الثروة في نيويورك، وتتضمن:
- رفع ضريبة الشركات من 7.25% إلى 11.5%.
- فرض ضريبة إضافية بنسبة 2% على من يتجاوز دخلهم مليون دولار سنوياً.
- رفع الحد الأدنى للأجور تدريجياً من 16.5 دولار إلى 30 دولاراً في الساعة بحلول 2030.
وتهدف هذه الخطة، وفق ممداني، إلى تمويل خدمات عامة مجانية تشمل الحضانات والنقل العام والإسكان الميسّر، إضافة إلى إنشاء متاجر غذائية مدعومة للفئات الأقل دخلاً.
رغم الدعم الشعبي الذي يحظى به ممداني في بعض الأوساط التقدمية، تواجه رؤيته انتقادات حادة من المستثمرين وكبار رجال الأعمال، الذين أعربوا عن خشيتهم من أن تؤدي هذه السياسات إلى هجرة رؤوس الأموال خارج نيويورك نحو ولايات أقل ضرائب.
في المقابل، يرى محللون قانونيون أن صلاحيات عمدة نيويورك قد لا تسمح بتنفيذ مثل هذه التغييرات الجذرية، مؤكدين أن تعديل قوانين الضرائب يتطلب موافقة حاكمة الولاية.
أما أبرز التعليقات فجاء من مدير صندوق التحوط الأميركي دانييل لوب، الذي وصف ممداني بأنه «فيدل كاسترو الصغير»، في إشارة إلى الزعيم الكوبي المعروف بنظامه الاشتراكي، محذراً من «شيوعية قادمة» إلى نيويورك في حال فوز هذا المرشح.
بين مؤيد يرى فيه قائداً تغييرياً جريئاً، ومعارض يتوجس من انهيار بيئة الاستثمار في واحدة من أكبر مدن الاقتصاد العالمي، يبقى السؤال مفتوحاً: هل سينجح زهران ممداني في تجاوز ترامب وأباطرة المال؟ أم أن رؤيته ستنهار أمام جدار السياسة الأميركية؟