logo
اقتصاد

دولارات المصريين بالخارج.. "إنستاباي" أحدث خطوات الجذب

دولارات المصريين بالخارج.. "إنستاباي" أحدث خطوات الجذب
تاريخ النشر:18 نوفمبر 2023, 04:16 م
في خطوة تُعد الأولى من نوعها على مستوى الجهاز المصرفي المصري حال إنجازها، تسعى مصر بداية من العام المقبل لإتاحة إمكانية قيام المصريين في الخارج بتحويل أموالهم إلى حساباتهم بالبنوك المصرية، من خلال استخدام تطبيق "إنستاباي" المتاح على الهواتف المحمولة، وذلك دون الحاجة للجوء إلى خدمات البنوك أو شركات الصرافة.

هذه الخطوة حظيت بإشادة مصرفيين تحدثوا إلى "إرم الاقتصادية"، لعدم فرض رسوم أو عمولة على قيم التحويلات؛ ما يُعد حافزًا كبيرًا للمصريين العاملين بالخارج، وهو ما قد ينعكس على زيادة حجم التحويلات عبر الجهاز المصرفي المصري مستقبلًا، بعدما تراجعت في الفترة الأخيرة تأثرا بعودة السوق السوداء للدولار، واتساع الفجوة بينها وبين السعر الرسمي.

لكن في المقابل، فإن هذه الخطوة قد تؤثر على أعمال شركات الصرافة، وكذلك شركات المعاملات المالية مثل "ويسترن يونيون" وغيرها، عندما يصبح التطبيق بديلاً للحوالات العادية التي تتم عبر مراسلين في الخارج أو عبر فروع البنوك، ما يفرض حتمية تحويله مستقبلاً إلى "بنك رقمي"، لما يتمتع به من سهولة وسرعة، إلى جانب عدم فرض رسوم أو عمولات على التحويلات المالية، حتى الآن، بحسب المصرفيين.

صمت المركزي

ورغم ما تردد عن تقارير إعلامية الأسبوع الماضي، عن مشاورات للبنك المركزي المصري مع البنوك المركزية في السعودية والإمارات والأردن لإتاحة التحويلات المالية إلى حسابات العملاء في مصر باستخدام الهاتف المحمول عبر تطبيق "إنستاباي" ابتداء من العام المقبل، إلا أن المركزي المصري لم يفصح رسميا حتى الآن عن آلية عمل "إنستاباي" حال خروجه إلى السوق العربية، كما لم يُكذّب البنك الأنباء المتواترة في هذا الشأن، كما هو الحال مع مثل هذه التقارير الحساسة التي قد تثير بلبلة في القطاع المصرفي، لكنه هذه المرة آثر الصمت.

بداية قال الخبير المصرفي، محمد عبد العال، إن اتجاه البنك المركزي لتوسيع نطاق التحويلات المالية عبر تطبيقات شبكة المدفوعات اللحظية "إنستاباي" ليضم بلدانا عربية، يعد مؤشرًا إيجابيًا لتنامي حجم التداول عبر شرايين الجهاز المصرفي المصري مستقبلًا.

وأضاف عبد العال، في تصريحات لـ"إرم الاقتصادية"، أن السهولة والسرعة التي يتمتع بها التطبيق، إلى جانب عدم فرض عمولات في الوقت الحالي على إجمالي التحويلات المالية، يعد حافزًا كبيرًا للمصريين العاملين بالخارج، ما يوسع من دائرة القطاع المصرفي والشمول المالي.

وأضاف أن العمل بتلك الآلية يتيح للمصريين العاملين بالخارج التحويلات بالنقد الأجنبي على تعدد عملاته، ما يسهل التنازل بعد ذلك عن النقد الأجنبي، عبر خاصية توفر إمكانية تحويل العملات للجنيه المصري، لافتًا إلى أن العمل بالتطبيق سيحدد ضمن آلياته حدود التحويل اليومية والشهرية.

وأوضح عبد العال أنه في حال انخفاض سقف التحويل المحدد، فإن ذلك قد يدفع المصرين بالخارج للاتجاه إلى قنوات التحويل البديلة، خصوصًا أن كثيرا من المصريين في الخارج ليس لديهم حسابات على "إنستاباي" أو محافظ الهاتف المحمول، متوقعًا في الوقت نفسه أن يتحول التطبيق مستقبلا إلى بنك رقمي.

تعظيم الأرباح

من جهتها، رحبت نائب رئيس بنك مصر سابقًا د. سهر الدماطي، باتجاه البنك المركزي المصري نحو نقل خدمات "إنستاباي" خارج النطاق المحلي؛ ما يعظم من أرباحه على المدى القصير والطويل ويساهم في زيادة تحويلات العاملين بالخارج، كما يساعد المصريين بالخارج على التحويل الفوري لأموالهم، ما يزيد من السداد اللحظي بكفاءة عالية.

غير أن الدماطي توقعت في تصريحات لـ "إرم الاقتصادية"، تأثر أعمال شركات الصرافة إلى جانب شركات المعاملات المالية كـ "ويسترن يونيون" في حال إنجاز هذه الخطوة، مشيرة إلى أن التطبيق سيتيح عملات الدول المتفق معها مثل الدينار الأردني والريال السعودي إلى جانب الدرهم الإماراتي".

أصول مصرفية

وعاد محمد عبد العال ليقول إنه "في حال تطبيق الآلية الجديدة على بنوك القطاع المصرفي المصري التي لديها فروع خارجية، وعند زيادة أرصدة النقد الأجنبي المتنازل عنها من عملاء التطبيق لصالح القطاع المصرفي سواء للمركزي المصري أو البنوك العاملة، فإن هذه الأرصدة تعد جزءًا من أصول الجهاز المصرفي الصافية من النقد الأجنبي".

ولفت إلى أن العملية المستمرة من المركزي بوضع إيداعات من النقد الأجنبي لدى البنوك مع إمكانية عكس العملية مرة أخرى فيما بعد، تعني عدم خروج النقد الأجنبي عن نطاق تعامل الجهاز المصرفي الكلي.

ويرى الخبير المصرفي أن التطبيق سيكون بديلا للحوالات العادية التي تتم عن طريق مراسلين في الخارج أو عبر فروع البنوك، إلى جانب شركات الصرافة التي لديها فروع بالخارج أو شركات الصرافة في الخارج والمتعاقدة مع البنوك المحلية.

بنك رقمي

يذكر أن تطبيق إنستاباي، أو شبكة المدفوعات اللحظية، أطلقه البنك المركزي المصري في مارس 2022 لتسهيل عمليات تحويل الأموال والمدفوعات الإلكترونية. وحقق التطبيق تعاملات قيمتها نحو 112.7 مليار جنيه، من خلال 20 مليونًا و300 ألف معاملة، نفذها مليونان و160 ألف مستخدم، وذلك في الفترة من مارس 2022 إلى مارس 2023.

وفي 15 مارس الماضي، رفع البنك المركزي المصري الحدود القصوى لجميع المعاملات على تطبيقات (إنستاباي)، لتصبح 70 ألف جنيه لقيمة المعاملة الواحدة على الشبكة، فيما زاد الحد الأقصى لإجمالي المعاملات اليومية إلى 120 ألف جنيه، فيما يصل الحد الأقصى للمعاملات الشهرية إلى 400 ألف جنيه.

وقال البنك المركزي إن هذه الخطوة جاءت في ضوء متابعة طلبات العملاء، وكذا استطلاعات الرأي الخاصة بالخدمة، خاصة مع التوسع الكبير والإقبال المتزايد على منظومة (إنستاباي) منذ إطلاقها.

وطبقًا للمركزي المصري، فإن التطبيق شهد تنفيذ 16 مليون معاملة تحويل لحظي بقيمة قاربت الـ 80 مليار جنيه من خلال أكثر من 1.8 مليون عميل، منذ إطلاقها وحتى مارس الماضي.

في المقابل، شهدت تحويلات المصريين بالخارج انخفاضا قدره 30.8%، بحسب تقرير أداء ميزان المدفوعات الصادر عن البنك المركزي المصري عن مجمل معاملات السنة المالية 2022/2023، ليسجل 22.1 مليار دولار، مقابل 31.9 مليار دولار في العام المالي السابق له.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC