تقارير
تقاريرمحافظ بنك اليابان كازو أويدا- رويترز

الين يتراجع مجدداً.. و"أويدا" يتبرأ ويحذر من التدخل في السوق

بينما تتفاقم أزمة العملة اليابانية، تبرأ بنك اليابان المركزي ورئيسه كازو أويدا ووزير المالية شونيتشي سوزوكي من التدخل في سوق الفوركس، وذلك بعد التحركات المثيرة للعملة اليابانية فجر يوم الجمعة الماضي، وذلك عقب هبوط الين إلى ما دون 160 يناً للدولار وهو المستوى الأدنى في 34 عاما، وسط أنباء عن قيام البنك بضخ ما يقرب من 60 مليار دولار لدعم العملة.

وتراجع الين لليوم الثالث، بعد تماسك مؤقت، مما أثار قلق المستثمرين من احتمال التدخل من جانب السلطات المالية في طوكيو بعدما سجل الدولار أداء قوياً اليوم الأربعاء، ليعوض بعض الخسائر الناجمة عن تجدد الرهان على خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (المركزي الأميركي) لأسعار الفائدة هذا العام.

وفي إفادة أمام البرلماني الياباني، تحدث محافظ بنك اليابان كازو أويدا، محذراً من الاستجابة المحتملة للسياسة النقدية لتأثيرات التحركات العنيفة بسوق العملات الأجنبية، مؤكدا أنه يراقب من كثب تقلبات الين الياباني بالوقت الحالي، بينما تركز الأسواق حاليا على الين الذي انخفض لليوم الثالث ما دفع مسؤولين يابانيين إلى إصدار تحذير أقوى حول تأثير ضعف العملة على الاقتصاد.

اقرأ أيضاً- سهم "أسترازينيكا" يرتفع مع أنباء سحب لقاحها ضد فيروس "كورونا"

وتتماشى تصريحات أويدا مع وجهة نظر وزير المالية شونيتشي سوزوكي الذي أبدى قلقه إزاء الآثار السلبية لضعف الين مثل زيادة تكاليف الاستيراد، مؤكداً استعداد اليابان للتدخل في سوق الصرف الأجنبي لدعم الين.

وبحسب مذكرة بحثية لميزهو اليابانية، فقد الين الياباني 60% من قوته الشرائية نزولاً إلى أدنى مستوى منذ عام 1973 مع تراجع العملة اليابانية إلى أدنى مستوياتها منذ عام 1990.

أثر الاضطرابات بسوق الفوركس قد يكون أكثر خطورة مما كان الوضع في الماضي
كازو أويدا
هدف البنك

وقال محافظ بنك اليابان المركزي: "تهدف السياسة النقدية إلى التأثير على تحركات التضخم وليس الين الياباني، وأضاف: "سيقوم بنك اليابان بتحليل تأثير تحركات الين على الاقتصاد".

وأوضح كازو أويدا أن التقلبات بسوق العملات الأجنبية قد يكون له تأثير قوي على الاقتصاد ومستويات الأسعار، وقال أويدا: "أثر الاضطرابات بسوق الفوركس قد يكون أكثر خطورة مما كان الوضع في الماضي".

بيد أنه وفي الوقت ذاته حذر محافظ بنك اليابان من تأثير تحركات سعر الصرف على الاقتصاد والأسعار، الأمر الذي من شأنه دفع المصرف المركزي للرد عن طريق اتخاذ إجراءات نقدية، في إشارة إلى احتمال رفع أسعار الفائدة لاحتواء انخفاض قيمة العملة.

اقرأ أيضاً- هل أخطأ الفيدرالي الأميركي.. الدولار يتجه صوب ذروة 6 أشهر؟
التحكم في السوق

وقال أويدا أمام البرلمان: "لا يسعى بنك اليابان للتحكم بتحركات سوق الفوركس بشكل مباشر عن طريق السياسة النقدية، ولكن قد يستجيب بنك اليابان إذا أثر ضعف الين على اتجاه التضخم".

وأضاف أويدا: "ضعف الين يعزز ارتفاع تكاليف الاستيراد، وهو ما سيؤثر على الاقتصاد خصوصا الطلب، ويتوقع بنك اليابان أن يسير التضخم نحو المستوى 2% بشكل تدريجي".

الين الياباني 60% من قوته الشرائية نزولا إلى أدنى مستوى منذ عام 1973
ميزوهو للأبحاث
السياسة النقدية

وتوقع محافظ بنك اليابان أن يتم تعديل السياسة النقدية للبنك بالشكل المناسب إذا اتجه التضخم نحو 2% وتابع أويدا قائلاً: "إذا رأينا أن خطر التضخم يتجاوز توقعاتنا في هذه الحالة سيتم تعديل السياسة النقدية".

اقرأ أيضاً- أسعار الذهب تتقلب على وقع تطورات المنطقة وتوقعات الفائدة الأميركية

وأضاف المحافظ: "لا أرى أن تحركات الين لها تأثير كبير على التضخم حتى الآن، ولكن هناك خطر من أن يصبح التأثير كبيرًا في المستقبل".

وأكد أويدا أن بنك اليابان لن ينتظر بالضرورة حتى يلبي التضخم توقعات واضعي السياسة النقدية في غضون 1.5 عام إلى عامين كي يرفع أسعار الفائدة، وقال أويدا: "ربما نتخلى قبل هذا التوقيت بكثير".

لا يسعى بنك اليابان للتحكم بتحركات سوق الفوركس بشكل مباشر عن طريق السياسة النقدية
كازو أويدا
محادثات ربيع

وقال محافظ بنك اليابان: "يمكن لبنك اليابان أن يحكم بشكل استباقي إذا كان ضعف الين يؤثر على التضخم، وذلك خلال محادثات الأجور في ربيع العام المقبل".

وأضاف أويدا: "إذا تحرك التضخم بما يتماشى مع توقعات البنك، فسيكون من المعقول تعديل السياسة النقدية ورفع أسعار الفائدة بشكل أكبر".

وأكد أويدا أنه إذا أثرت تقلبات سعر صرف الين الياباني على التضخم الأساسي، فقد يكون ذلك، أحد المؤثرات على قرارات السياسة النقدية للبنك، وتابع قائلا: "ضعف الين الياباني لم يكن له تأثير كبير على التضخم حتى الاَن".

وزارة المالية مستعدة للتدخل في سوق الصرف الأجنبي لدعم الين
شونيتشي سوزوكي
هبوط تاريخي

وكشفت أحدث البيانات عن بنك اليابان أن رصيد النقد الأجنبي انخفض في إشارة جديدة لتدخل البنك بعد ضخ ما يصل إلى نحو تسعة تريليونات ين (58.37 مليار دولار).

وبحلول الساعة 9 صباحاً بتوقيت غرينتش ارتفع الين مقابل الدولار 0.5% وصولا إلى مستويات دون الـ154 ينا للدولار، مبتعداً خطوة جديدة عن أدنى مستوياته عند 160.16 ين للدولار.

اقرأ أيضاً- أسعار الذهب تتقلب على وقع تطورات المنطقة وتوقعات الفائدة الأميركية

وارتفع الدولار بأكثر 10% مقابل الين منذ بداية العام، بينما تبلغ الفجوة بين عوائد السندات الحكومية طويلة الأجل في البلدين 376 نقطة أساس.

وساعدت فجوة عوائد السندات على صعود الدولار لأعلى مستوياته في 34 عاما عند 160.245 ين يوم الاثنين الماضي، قبل أن تتوارد أنباء بتدخل السلطات اليابانية.

وقال محللو أي إن جي: "على الرغم من أن الأمر ليس رسميًا بعد، فإن هناك مؤشرات قوية على أن السلطات اليابانية قد تدخلت في سوق العملات الأجنبية بعد أن لامس زوج العملات الدولار الأميركي مقابل الين الياباني مستوى 160.0".

هناك مؤشرات قوية على أن السلطات اليابانية قد تدخلت في سوق العملات الأجنبية
أي إن جي بنك
أسهم اليابان

وفي غضون ذلك أنهت الأسهم اليابانية تعاملات الأربعاء، على تراجع مع متابعة المستثمرين تطورات نتائج أعمال الشركات، وتحذير محافظ البنك المركزي بشأن آثار انخفاض قيمة الين على الاقتصاد والمسار المستقبلي للسياسة النقدية.

وبنهاية التعاملات انخفض مؤشر نيكاي 225 بنسبة 1.63% أو ما يعادل 632 نقطة نزولا إلى 38202 نقطة، بينما هبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً بنسبة 1.45% إلى 2706 نقطة.

اقرأ أيضاً- الانتخابات الهندية تدفع "أوبن إيه آي" لإطلاق أداة لكشف التلاعبات
اقرأ أيضاً- زيادة الإيرادات ترفع أرباح "تاكسي دبي" 15% إلى 30 مليون دولار

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com