logo
اقتصاد

«مليونيرات ممداني».. لماذا يدعم أثرياء نيويورك مرشحاً اشتراكياً؟

«مليونيرات ممداني».. لماذا يدعم أثرياء نيويورك مرشحاً اشتراكياً؟
مرشح الحزب الديمقراطي لرئاسة بلدية نيويورك زهران ممداني، يتحدث خلال مؤتمر صحفي احتفالاً بفوزه في الانتخابات التمهيدية، يوم 2 يوليو 2025.المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:8 يوليو 2025, 11:31 ص

في تطور لافت أثار قلق الأوساط السياسية والمالية في نيويورك، أعلن عدد متزايد من الأثرياء دعمهم لزهران ممداني، المرشح الاشتراكي الديمقراطي الذي فاز مؤخراً في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في سباق رئاسة بلدية نيويورك.

ووفق تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، أثار فوز ممداني انقساماً حاداً داخل مجتمع الأعمال في المدينة. فبينما عبّر بعض التنفيذيين والمستثمرين عن مخاوفهم من توجهاته الاقتصادية وإصلاحاته المقترحة، يرى آخرون – يُطلق عليهم لقب «مليونيرات ممداني» – أن برنامجه السياسي يمثل تصحيحاً ضرورياً لمسار مدينة تعاني من تفاقم التفاوت الاقتصادي، وارتفاع تكاليف المعيشة، وتراجع شبكات الحماية الاجتماعية.

مليونيرات يؤيدون إعادة توزيع الثروة

تشير البيانات إلى أن نحو ثلث أغنى سكان المدينة صوتوا لصالح ممداني. وفي مقابلات مع عدد من مؤيديه من أصحاب الدخول المرتفعة، أكدوا استعدادهم لدفع ضرائب أعلى لتمويل برامج مثل النقل المجاني بالحافلات، وتوسيع خدمات رعاية الأطفال بدءاً من عمر 6 أسابيع، وتأسيس متاجر غذائية تُدار من قبل المدينة. في المقابل، لم تلقَ خطته لمنع رفع الإيجارات على الشقق ذات الإيجار المنظم الحماسة ذاتها.

أخبار ذات صلة

هل يقود نيويورك شيوعي؟ ماذا تعرف عن زهران ممداني الذي يُفزع ترامب

هل يقود نيويورك شيوعي؟ ماذا تعرف عن زهران ممداني الذي يُفزع ترامب

وقال جيمس هيوستن، وهو مستثمر في رأس المال المغامر يبلغ من العمر 27 عاماً: «من الطبيعي أن أدفع نصيبي العادل من الضرائب لصالح من هم في حاجة. لا أعتقد أن ممداني يرفع الضرائب لمجرد الرفع، بل لتمويل سياسات جيدة ومعلنة بوضوح».

أما مارك غورتون، الرئيس التنفيذي لشركة «تاور ريسيرتش» (Tower Research)، فوصف تهديدات بعض رجال الأعمال من وول ستريت بمغادرة المدينة بسبب الضرائب بأنها «كلام فارغ»، قائلاً: «هل فعلاً ستغادر المدينة بسبب 2% إضافية؟».

موجة تأييد جديدة

رغم أن خطاب ممداني يذكّر بتقاليد اليسار الكلاسيكي في السياسة النيويوركية، فإن موجة التأييد الجديدة من النخبة تبدو أقل استعراضية وأكثر واقعية، ومبنية على السياسات لا الشعارات.

ومن بين أبرز الداعمين له: برادلي توسك، المستثمر في رأس المال المغامر والمستشار السابق لمايكل بلومبرغ، الذي دعا سكان نيويورك إلى «القيام بما يمكنهم لدعمه»، وكيث ماكنالي، مالك مطعم «بالتازار» (Balthazar) الشهير، الذي وصف ممداني بأنه «رائع».

وبالنسبة لبعض الداعمين، تلعب الهوية الشخصية لممداني دوراً مؤثراً؛ فهو مواطن أميركي مُجنس وُلد في أوغندا، وتعرض لتهديدات بالترحيل خلال إدارة الرئيس الأميركي ترامب، ما ترك أثراً لدى رجال أعمال مهاجرين. فيما اختار آخرون دعمه بدافع رفضهم لخصمه الأبرز، الحاكم السابق أندرو كومو، المتهم بسوء السلوك الجنسي، وهي اتهامات ينفيها كومو.

دعم سري من «وول ستريت»

تكشف بيانات تمويل الحملة أن ممداني تلقى تبرعات من موظفين في كبرى المؤسسات المالية، بما في ذلك متداول في شركة «جين ستريت كابيتال» (Jane Street Capital)، ومدير في «دويتشه بنك» (Deutsche Bank)، وعدد من الموظفين في «غولدمان ساكس» (Goldman Sachs). ويُلاحظ أن معظم هؤلاء الداعمين من الشباب وحديثي العهد بالمدينة؛ ما يعكس نجاح حملة ممداني في تعبئة الفئات الصاعدة من الناخبين.

ورغم مخاوفهم من العواقب المهنية، بدأ بعضهم بالتنظيم العلني، إذ أبدى جيمس هيوستون، الذي ذُكر سابقاً، رغبته في حشد مزيد من الأصوات داخل القطاع المالي لصالح ممداني. لكن الأغلبية ما تزال تفضّل عدم الكشف عن أسمائها.

أخبار ذات صلة

زهران ممداني يهز «وول ستريت».. هل تتراجع نيويورك كمركز مالي عالمي؟

زهران ممداني يهز «وول ستريت».. هل تتراجع نيويورك كمركز مالي عالمي؟

وقالت إحدى القياديات في بنك استثماري رفيع المستوى، وهي من أصل هندي، إنها تخشى تعرضها أو عائلتها للاستهداف السياسي إذا عُرف دعمها علناً. وفي حين يواجه ممداني اتهامات بمعاداة السامية، نفى هذه التهم بشدة، غير أن موقفه المؤيد لفلسطين جعله أقل قبولاً في بعض الدوائر المالية المؤيدة لإسرائيل.

دعم من قطاع الأعمال الصغيرة

تجاوز دعم ممداني حدود البنوك وشركات رأس المال المغامر، ليجد صدى واسعاً بين العديد من أصحاب الأعمال الصغيرة، ولا سيما من المهاجرين، الذين رأوا في برنامجه فرصة لتخفيف الأعباء التنظيمية وتقليص رسوم التصاريح.

وقد تضمنت حملاته الإعلانية مشاهد له في متاجر البقالة وعربات الطعام؛ ما ساعده في توسيع قاعدته الانتخابية.

ولفت أحمد حق، الرئيس التنفيذي لشركة «ديداكتيك لابز» (Didactic Labs)، إلى أنه «بالنسبة للمهاجرين، تمثل هذه الأعمال الصغيرة الطريق الوحيد تقريباً للصعود الاجتماعي في هذا البلد».

من جانبها، أشارت كاثي وايلد، إحدى أبرز الشخصيات في مجتمع الأعمال النيويوركي، إلى أن الإيجارات المرتفعة والقيود التنظيمية دفعت بالكثير من أصحاب الأعمال المهاجرين إلى مغادرة المدينة، مضيفة: «هؤلاء أكثر تقبلاً لرسالة ممداني».

ملف الإسكان

ورغم القلق الذي تبديه شركات التطوير العقاري إزاء مقترحاته، أقر ممداني بأن حل أزمة الإسكان في نيويورك لا يمكن أن يتم بالاعتماد على الإنفاق العام وحده.

وقالت وايلد: «لقد اعترف بالفعل أن حل أزمة السكن يتطلب زيادة في المعروض من القطاع الخاص، وليس فقط عبر مشاريع الإسكان الاجتماعي».

انقسام داخل النخبة  

لكن ليس جميع أثرياء نيويورك مستعدون لدعم ممداني. فقد هاجم المليارديران بيل آكمان ودان لوب برنامجه الاقتصادي التصحيحي، وتصريحاته السابقة حول تقليص تمويل الشرطة، وهي تصريحات تراجع عنها لاحقاً.

وأعلن آكمان الآن دعمه للعمدة الحالي إريك آدامز، باعتباره الأوفر حظاً لهزيمة ممداني.

ومع ذلك، يواصل أنصار ممداني من الأثرياء تمسكهم بمواقفهم. وتتفاوت دوافعهم بين قناعة بالحاجة إلى أفكار جريئة، أو الاعتقاد بأن صلاحيات حكومة الولاية ستحد من تطلعاته، أو شعور بالإحباط من الأوضاع الحالية.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC