ارتفعت الأرباح العالمية بنسبة 5% إلى مستوى قياسي قدره 1.66 تريليون دولار في عام 2023، إذ عوض النمو في مدفوعات البنوك انخفاض التوزيعات من القائمين بالتعدين، بينما استعادت مايكروسوفت لقب أكبر دافع.
وفي استطلاعه ربع السنوي لأكبر 1200 شركة عامة في العالم من حيث القيمة السوقية، قال مدير صندوق يانوس هندرسون -ومقره المملكة المتحدة- يوم الأربعاء إن 86% إما زادوا أرباحهم أو أبقوا أرباحهم ثابتة خلال هذه الفترة.
وكان الربع الرابع من عام 2023 قوياً، مع نمو بنسبة 7.2%، ويتوقع جانسون هندرسون توزيعات أرباح بقيمة 1.72 تريليون دولار لعام 2024، بزيادة 3.9%، ما يعادل نمواً بنسبة 5%.
ويقول يانوس هندرسون إن معدل النمو الأساسِ يعدل التغيير الرئيسَ ليأخذ في الاعتبار تأثير أسعار الصرف، والأرباح الخاصة المتقلبة لمرة واحدة، والعوامل الفنية المتعلقة بتقويمات الأرباح والتغيرات في مؤشرها.
وثبت أن التشاؤم بشأن الاقتصاد العالمي لا أساس له من الصحة في عام 2023، ومع أن التوقعات غير مؤكدة، إلا أن الأرباح مدعومة بنحو جيد.
وقال بن لوفتهاوس رئيس دخل الأسهم العالمية: لقد ظل التدفق النقدي للشركات في معظم القطاعات قوياً ويوفر الكثير من القوة لتوزيعات الأرباح وإعادة شراء الأسهم.
وأضاف لوفتهاوس أنه على الرغم من أن التأثير المتأخر لارتفاع أسعار الفائدة سيستمر في التأثير على المدفوعات من خلال تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وزيادة تكاليف التمويل للشركات، إلا أنه ظل متفائلاً بشأن توزيعات الأرباح في عام 2024.
وأوضح أن معدل نمو أرباح الأسهم الأميركية في الربع الرابع يبشر بالخير للعام بأكمله، وقد شرعت الشركات اليابانية في عملية إعادة المزيد من رأس المال إلى المساهمين، ويبدو من المرجح أن تنتعش آسيا، كما أن أرباح الأسهم في أوروبا جيدة على حد تعبير لوفتهاوس.
وقد قدمت 22 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا والمكسيك وإندونيسيا، مدفوعات قياسية. وتساهم أوروبا، باستثناء المملكة المتحدة، بنسبة 40% من الزيادة العالمية، حيث ارتفعت مدفوعات المنطقة بنسبة 10.4% على أساس أساسي لتصل إلى مستوى قياسي قدره 300.7 مليار دولار.
وكانت اليابان أيضًا مساهمًا رئيسا في نمو الأرباح العالمية، إذ قامت 91% من الشركات إما برفع توزيعات الأرباح أو إبقائها ثابتة.
وقال يانوس هندرسون إن الولايات المتحدة قدمت المساهمة الأكثر أهمية في نمو الأرباح العالمية، على الرغم من أن الزيادة الأساسية بنسبة 5.1% كانت تتماشى مع المتوسط العالمي.
وفيما يتعلق بقطاعات الأعمال، كانت البنوك هي التي قامت بالكثير من العبء الثقيل، إذ قدمت أرباحًا بقيمة 220 مليار دولار في عام 2023، بزيادة قدرها 15% عن العام السابق، والتي ساهمت بنسبة 26% من إجمالي المدفوعات العالمية. وفي الواقع، يعد بنك التعمير الصيني و بنك جي بي مورغان من بين العشرة الأوائل من دافعي أرباح الأسهم العالمية لعام 2023.
وجاء التأثير السلبي الأكبر من قطاع التعدين، الذي انخفضت مدفوعاته غير المحددة بمقدار 23 مليار دولار على أساس سنوي، بانخفاض 11.5%، بما في ذلك عدم وجود أرباح خاصة غير محددة، وفقًا للتقرير.
ودخلت خمس شركات أميركية قائمة العشرة الأوائل، مع حصول شركتي التكنولوجيا العملاقتين مايكروسوفت وأبل على المركزين الأول والثاني على التوالي، على الرغم من أن عائدات أرباح الشركتين ضئيلة عند 0.74% و0.56% على التوالي، فإن القيمة السوقية للشركتين البالغة 3 تريليون دولار و2.6 تريليون دولار تجعل هذه المدفوعات النقدية هائلة.