550 مليار دولار قيمة الاتفاق الأميركي مع اليابان
الصفقات تأتي بخلاف مشتريات الطاقة والسلع
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، عن صفقة وصفها بالأعظم والأضخم في تاريخ الولايات المتحدة، حينما أتم الاتفاق التجاري مع اليابان، وأخيراً وقبل أن تنقضي ساعات أمس الأحد، تم الإعلان عن صفقة الاتحاد الأوروبي التي أطلق ترامب عليها أيضاً الوصف ذاته.
إجمالا نجح الرئيس الأميركي في أقل من 5 أيام في أن يجذب للولايات المتحدة استثمارات قد تتجاوز 1.15 تريليون دولار، من كيانين فقط، أوروبا واليابان، بخلاف اتفاق تجاري كبير وضخم قد يتجاوز تلك الاتفاقات، مع الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
في غضون ذلك تواجه الصين موعداً نهائياً في 12 أغسطس لإبرام اتفاق دائم بشأن الرسوم الجمركية مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد أن توصل البلدان في يونيو إلى اتفاق مبدئي أوقف تصعيداً على مدى أسابيع لحرب الرسوم الجمركية بينهما.
أبرمت الولايات المتحدة اتفاق إطار تجاريا مع الاتحاد الأوروبي أمس الأحد، تفرض بموجبه رسوماً جمركية 15% على معظم سلع الاتحاد الأوروبي، ليتجنبا حرباً بين حليفين يمثلان ما يقرب من ثلث التجارة العالمية.
شمل الاتفاق استثمار الاتحاد الأوروبي 600 مليار دولار في الولايات المتحدة وشراءه طاقة وعتاداً عسكرياً أميركياً بمبالغ كبيرة، كما تجلب الصفقة المزيد من الوضوح للشركات الأوروبية.
وقال ترامب للصحفيين بعد اجتماعٍ استمر ساعة مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين «أعتقد أن هذه أكبر صفقة تبرم على الإطلاق».
الأسبوع الماضي أعلن الرئيس الأميركي، أن الولايات المتحدة وافقت على إبرام صفقة تجارية ضخمة مع اليابان، التي تُعد أكبر شركائها التجاريين، وشراء مزيد من النفط والغاز الأميركي.
بعد الصفقة، دوّن ترامب في منشور على منصة التواصل الاجتماعي «تروث سوشيال» إن الصفقة ستؤدي إلى استثمار اليابان 550 مليار دولار في الولايات المتحدة، ودفع تعريفة جمركية متبادلة 15%.
وأضاف ترامب خلال مراسم أقيمت في البيت الأبيض مساء الثلاثاء الماضي: «وقّعت لتوي على أكبر صفقة تجارية في التاريخ، وربما تكون أكبر صفقة على الإطلاق، مع اليابان»، وأضاف أن اليابان ستفتح اقتصادها أمام السلع الأمريكية، بما في ذلك السيارات والشاحنات والأرز وبعض المنتجات الزراعية الأخرى.
قالت فون دير لاين إن الرسوم الجمركية البالغة 15% تطبق على جميع القطاعات، وأضافت «لدينا اتفاق تجاري بين أكبر اقتصادين في العالم، وهو اتفاق بالغ الأهمية، إنه اتفاق ضخم، سيحقق الاستقرار».
ومع ذلك، ينظر الكثيرون في أوروبا إلى الرسوم الجمركية الأساسية البالغة 15% على أنها نتيجة ضعيفة مقارنة بالطموح الأوروبي الأولي بالتوصل لاتفاق لإلغاء الرسوم، رغم أنها أفضل من 30% التي هدد بها ترامب.
يمثل العجز التجاري الأميركي في السلع مع الاتحاد الأوروبي مصدر قلقه الرئيس؛ إذ تشير بيانات مكتب الإحصاء الأميركي إلى أنه سجل 235 مليار دولار في 2024، فيما يشير الاتحاد الأوروبي إلى فائض في الخدمات لصالح الولايات المتحدة، والذي يقول إنه يحقق التوازن جزئياً.
في 12 يوليو، هدد ترامب بفرض رسوم جمركية 30% على الواردات من الاتحاد الأوروبي اعتباراً من أول أغسطس، بعد مفاوضات استمرت أسابيع مع شركاء الولايات المتحدة التجاريين الرئيسين والتي فشلت في التوصل إلى اتفاق تجاري شامل.
كان الاتحاد الأوروبي أعد رسوماً جمركية مضادة على 93 مليار يورو (109 مليارات دولار) من السلع الأميركية في حال عدم التوصل إلى اتفاق، وفي حال مضى ترامب قدماً في فرض رسوم 30%.
في غضون ذلك ضغطت بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لاستخدام أقوى سلاح تجاري لديه، وهو أداة مكافحة الإكراه، لاستهداف الخدمات الأميركية في حال عدم التوصل إلى اتفاق.
تبقى الرسوم الجمركية على صادرات أوروبا من الصلب والألمنيوم عند 50% لكن فون دير لاين قالت «هذه الرسوم ستخفض لاحقاً وتستبدل بنظام الحصص».
كما تعهد الاتحاد الأوروبي بشراء الغاز الطبيعي المسال الأميركي مقابل 250 مليار دولار سنوياً لثلاث سنوات، بقيمة إجمالية 750 ملياراً ليحل محل الغاز الروسي، كما سيشتري الاتحاد الأوروبي وقوداً نووياً من الولايات المتحدة.
وتعهد الاتحاد الأوروبي بموجب الاتفاق بشراء عتاد عسكري أميركي، فضلاً عن استثمار الشركات الأوروبية 600 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال فترة ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثانية.