أميركا تحتاج إلى عمال بناء
أميركا تحتاج إلى عمال بناءرويترز

الأميركيون يتخلون عن الجامعات لأجل المهن اليدوية

يزداد عدد الطلاب الذين يتخلّون عن التعليم العالي في الولايات المتحدة، ليتوجهوا نحو المهن اليدوية، وخصوصاً بعد ارتفاع رواتب العمال المختصين في الآونة الأخيرة أكثر من غيرهم، وفق الصحافة الأميركية.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن "أميركا تحتاج إلى سباكين، والجيل الجديد يلبي النداء". ومن جهتها، أفادت الإذاعة العامة الأميركية "إن بي آر" أن "العمال المختصين يعودون إلى العمل".

فأعداد الطلاب الذين يلتحقون بالجامعات الأميركية، تنخفض منذ عشر سنوات (انخفض عددهم نحو 3 ملايين طالب منذ عام 2011)، إذ تشهد المدارس التي توفر التدريب على الحرف اليدوية، إقبالاً  كبيراً وخصوصاً منذ الوباء.

وعلى مدى العامين الماضيين، ارتفعت نسبة الالتحاق بهذا النوع من المدارس 16%، كما ارتفع عدد الطلاب الذين يتدربون في مهن البناء بنسبة 23%، وازداد الإقبال على الجمع بين الخبرة في العمل والمناهج الدراسية، وغالباً ما يدفع أصحاب العمل تكاليف دراسات عمالهم.

ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" استطلاعاً جرى العام الماضي لدى طلاب من المدارس الثانوية والجامعات، وأجرته شركة البرمجيات "جوبر" ، جاء فيه أن 75% من الذين شملهم الاستطلاع، مهتمون بالمدارس التي تقدم تدريباً مدفوع الأجر أثناء العمل".

ومن الأسباب التي تدفع الطلاب نحو هذا التوجه، هي تكلفة التعليم العالي في الولايات المتحدة التي تستمر في الارتفاع.

وقال العديد من شباب الجيل الصاعد، إنه ليس لديهم خيار سوى التخلي عن الدراسة الجامعية، وبالنسبة للكثيرين، فالعيش مع والديهم حتى يبدأوا بسداد قروضهم الطلابية ليس خياراً جيداً لهم.

يذكر أن الولايات المتحدة لا تعاني من نقص في السباكين فحسب، بل وأيضاً في عمال اللحام والميكانيكيين ومهندسي التدفئة والكهربائيين، وفي جميع هذه المهن، أدى النقص المستمر في العمال المختصين والحرفيين إلى زيادة الأجور بنحو كبير.

الأمن الوظيفي

ومنذ أربع سنوات، استمرت ​​رواتب الموظفين الجدد في قطاع البناء في الارتفاع، وفي عام 2023، اقتربت من 50 ألف دولار في السنة، وفي ولاية بنسلفانيا، كان من الممكن للعامل الماهر، الذي يتخرج من التدريب، أن يكسب نحو 35 ألف دولار سنوياً، ويقول مايكل ماكجرو، المدير التنفيذي لجمعية مقاولي السباكة والتدفئة والتبريد: "اليوم سيكون راتبه أقرب إلى 60 ألف دولار".

وفي نظر الشباب الأميركيين، تتمتع هذه المهن أيضاً بميزة أنها تعد الآن بأمان وظيفي أفضل من العمل المكتبي. وقدّر غالبية الأشخاص الذين شملهم استطلاع جوبر في عام 2023، أنه "نظرا لظهور الذكاء الاصطناعي"، فإن "الوظيفة اليدوية أكثر أماناً من الوظيفة في مكتب".

وشهدت بعض الاختصاصات، مثل اللحام والسباكة والأدوات الآلية، تطوّرا جديداً بفضل التقنيات الجديدة، التي جعلتها أكثر جاذبية. كما ظهرت مهن جديدة. ويقول نيتزان بيلمان، مؤسس شركة كلايمب هاير، وهي شركة تساعد الأشخاص ذوي الدخل المنخفض على إعادة التدريب: "هناك طلب كبير للغاية على القائمين على تركيب توربينات الرياح، لدرجة أنهم غالباً ما يكسبون أكثر من 100 ألف دولار سنوياً".

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com