تسعى المملكة العربية السعودية إلى تعظيم إيرادات القطاعات غير النفطية، لخلق اقتصاد أكثر تنوعًا لا يعتمد على النفط في المقام الأول لتوليد الإيردات، وهو التوجه الذي تؤكده رؤية المملكة 2030.
وفي هذا الإطار أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان اليوم الأربعاء، أن نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي مستمر بشكل صحي، متوقعاً استمرار ذلك على المدى المتوسط.
التركيز على غير النفطي
وفي غضون ذلك وخلال جلسة حوارية ضمن النسخة السابعة من مبادرة مستقبل الاستثمار، قال الجدعان: "السعودية تركز على نمو الناتج المحلي غير النفطي وهو محور رؤية 2030".
وأضاف وزير المالية السعودي: "أن الربع الماضي شهد الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي نمواً بنسبة 6.1%".
وفي غضون ذلك توقع وزير المالية السعودي، أن يبلغ النمو بنهاية العام نحو 6%، وأن يكون النمو حول هذا المستوى في العام المقبل.
اقرأ أيضًا- اقتصاد إسرائيل.. انكماش متوقع 5% مع نظرة قاتمة
العلاقة مع الغرب
ولفت وزير المالية السعودي إلى أن بلاده تبني الجسور مع الدول الغربية وستستمر السعودية في هذا الاتجاه.
وأشار الجدعان إلى أن المملكة تسعى إلى توطيد العلاقة وإزالة الحواجز بين الصين والغرب.
وقال الوزير السعودي: "نتمتع بعلاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة، وبعلاقة جيدة جداً مع الصين، فهي أكبر شريك تجاري لنا، ولذا نحتاج إلى الحفاظ على هذه العلاقات، ولن نتوانى عن بناء الجسور بينهما".
يجب أن نكون أقوياء
ولفت الجدعان إلى أن السعودية تعمل مع العديد من الدول والمنظمات الدولية، مثل مجموعة العشرين، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، وبنك التنمية الإسلامي، لتشجيع التعاون الدولي.
وقال وزير المالية السعودي: "يجب أن نكون أقوياء لنكون قادرين على مساعدة الآخرين، لذا حرصنا على أن يكون اقتصادنا ووضعنا المالي متينا بما يمكّننا من القيام بذلك".
اقرا أيضًا- صندوق النقد: الحرب تهدد اقتصاد مصر ولبنان والأردن
دفع الثمن
وأشار وزير المالية السعودي إلى أن 24% من الدول منخفضة الدخل، يجب عليها الآن دفع أكثر من 10% فوائد على ديونها السيادية.
ولفت الجدعان إلى أن قيود التجارة الدولية الآخذة في الزيادة كل يوم، تعمل على زيادة معاناة الدول منخفضة الدخل.
وفي الوقت ذاته حث وزير المالية السعودي محمد الجدعان، على زيادة تقديم مساعدات تخصصية لإعانة الدول بشأن الديون.
ليست الأولى
وفي وقت سابق أكد وزير المالية السعودي ضرورة تبني مساعدات تخصصية لإعانة الدول في مسألة الديون.
وطالب الجدعان خلال اجتماع صندوق النقد والبنك الدوليين في المغرب، بضرورة تخفيف أعباء الديون عن الدول محدودة الدخل وتجنيبها أزمات اقتصادية.
وأشار الجدعان إلى أن دعم الدول الفقيرة ليس عملاً خيرياً، ولكنه يجنب العالم تبعات وأزمات اقتصادية أكبر.
مؤتمر الاستثمار
وانطلق أمس مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار المنعقد في الرياض، ويبلغ عدد المشاركين في النسخة السادسة 6000 مشارك.
فيما يبلغ عدد المتحدثين 500 متحدث في جلسات المؤتمر، التي يبلغ عددها 180 جلسة ستعقد بشكل متزامن.
إضافة إلى 30 ورشة عمل و4 قمم مصغرة، موزعة على أيام المؤتمر الثلاثة، لمناقشة مواضيع مهمة، من بينها موازنة النجاح مع الاستدامة والصعود الجيو اقتصادي، والمساواة في عالم غير متساوٍ، وما يواجه قادة العالم في محاولاتهم لإعادة العالم لما كان عليه قبل جائحة كورونا، وما يواجهه من تحديات مستعصية وغير متوقعة.
وسيتم الحديث عن التحديات التي يطرحها النظام العالمي الجديد، فضلاً عن الفرص التي تنشأ عنه، مثل إنشاء نظام اقتصادي يحسن نوعية الحياة للمواطنين حول العالم، فيما ستعقد القمة الأولى في المؤتمر في اليوم الأول تحت شعار "صراع الأجيال".
ويتضمن جدول أعمال اليوم الثاني من المؤتمر، قمة "اقتصاد الطاقة الجديد"، بمشاركة متحدثين كبار، لطرح رؤيتهم حول الوضع الحالي لقطاع التمويل والاقتصاد العالمي، ودور بعض الدول كاليابان في تمويل الطاقة المستدامة.
بينما يتضمن اليوم الثالث والأخير من المؤتمر، قمما مصغرة حول صعود العملات الرقمية "الكريبتو"، ومستقبل إفريقيا بمشاركة عدد من المتحدثين من الصين وهونغ كونغ، لبحث أهمية الشراكة بين الصين ومنطقة الشرق الأوسط، وجلسة أخرى حول مستقبل الحوكمة البيئية والاجتماعية.