من جديد حذر صندوق النقد الدولي من أن اتساع دائرة الصراع في منطقة الشرق الأوسط تزامنًا وطول أمد هذا الصراع بين إسرائيل وحركة حماس من شأنه أن يدمر اقتصاد المنطقة.
وفي الوقت ذاته، أكدت مدير صندوق النقد الدولي على هامش مبادرة مستقبل الاستثمار في السعودية أن صراع الشرق الأوسط سيؤثر سلبًا على اقتصاد مصر والأدرن ولبنان.
تداعيات حادة
وبخلاف النشاط السياحي في المنطقة، تأتي التخوفات من تعطل الممرات الملاحية في حال اتسعت دائرة الصراع، وأبرز تلك الممرات تأتي قناة السويس ومضيق هرمز.
وفي الوقت ذاته، قد تتراجع صادرات الغاز الإسرائيلي إلى مصر التي تعد محطة مهمة لإسالة الغاز وتصديره إلى دول أوروبا.
جنبًا إلى جنب، قد يطال الصراع صادرات النفط التي تعد منطقة الشرق أحد أهم مورديه، حيث تستحوذ على ثلث صادرات النفط العالمية.
اقرا أيضًا- 100 مليون.. السعودية قد تستقبل عدداً غير مسبوق من السائحين
دول المنطقة
وقالت مدير صندوق النقد الدولي، كريستينا غورغييفا: "الحرب في غزة ستكون لها تبِعات اقتصادية على مصر ولبنان والأردن".
وأضافت مدير صندوق النقد خلال جلسة في منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار»، المنعقد في الرياض: "هناك تغيرات في توجهات صندوق النقد فيما بعد الجائحة، وستركز سياساتنا على الوقاية والحماية للاقتصاد الدولي".
يدمر الاقتصاد
ولفتت المديرة العامة لصندوق النقد كريستينا جورجيفا، إلى أن التصعيد الراهن في غزة يهدد بتدمير النشاط الاقتصادي بالمنطقة.
وأشارت مديرة الصندوق أن طول أمد الصراع سيؤثر على عائدات السياحة وتدفق الاستثمارات الأجنبية بخلاف تعطل الخدمات اللوجستية وتراجع صادرات الطاقة.
وقالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستينا غورغيفا: "الصراع القائم بين إسرائيل حركة حماس عزز الغموض الاقتصادي العالمي".
صفيح ساخن
وأكدت كريستينا غورغييفا أن العالم أصبح على صفيح ساخن بعد مروره بعدد من الأزمات خلال السنوات القليلة الماضية بما يشمل جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية وهو ما يتطلب زيادة قوتنا المالية.
وقالت مدير الصندوق: "في عالم يشهد المزيد من التوترات الجيوسياسية والاستقطاب الاقتصادي، فنحن قادرون على اتخاذ قرارات لجعل الصندوق أكثر قوة".
أضافت كريستينا غورغييفا: "أن الحرب بين إسرائيل وحماس تخاطر بتقليص النشاط الاقتصادي في الشرق الأوسط من خلال تدمير البنية التحتية وتخويف السياح والمستثمرين".
اقرأ أيضًا- اقتصاد إسرائيل.. النظرة قاتمة والتخفيض بدأ
خطوات استباقية
وأوضحت كريستينا غورغييفا أنه بات لزامًا أن تكون هناك خطوات استباقية لأي خطط نمو.
ولفتت مدير الصندوق إلى ضرورة أن يكون هناك توظيفا جيدا للسياسات المالية الجديدة.
وأكدت غورغييفا أن صندوق النقد بدأ بناء منظومة مالية قوية لمواجهة الأزمات، خاصة مع توالي الأزمات العالمية بدءًا بكورنا مرورًا بالأزمة بين روسيا وأوكرانيا وأخيرًا الصراع الدائر في الشرق الأوسط.
أسعار الفائدة
وقالت مدير الصندوق: "إن أسعار الفائدة ستستمر لوقت طويل مرتفعة، وأكدت أن التعامل مع التضخم سيكون مكلفًا ومؤلمًا في العام المقبل".
ولفت مدير صندوق النقد الدولي إلى أن البنوك المركزية ستصبح مجبرة على إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة مع مخاوف تعثر إمدادات الطاقة والتي ستنعكس سلبًا على أسعار الوقود وتغذية معدلات التضخم.
مزيد من الغموض
ولفتت غورغيفا إلى أن الحرب القائمة حاليا بين إسرائيل والفلسطينيين في غزة، شكلت عاملا آخر للغموض الاقتصادي العالمي، إلى جانب الحرب الروسية الأوكرانية، والتباطؤ الاقتصادي العالمي، وأسعار الفائدة والتضخم المرتفعين.
واعتبرت غورغيفا أن الحديث عن أي أرقام أو إحصاءات لتبعات الصراع سواء على الاقتصاد الإسرائيلي أو اقتصاد غزة، أو حتى الاقتصاد العالمي، لا يزال مبكرا.
وأوضحت مدير الصندوق أن الصراع لا يزال، مؤكدة أن كل يوم إضافي يحمل تأثيرات سلبية على الاقتصاد العالمي.
مؤتمر الاستثمار
وانطلق أمس، مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار المنعقد في الرياض، ويبلغ عدد المشاركين في النسخة السادسة 6000 مشارك.
فيما يبلغ عدد المتحدثين 500 متحدث في جلسات المؤتمر، التي يبلغ عددها 180 جلسة ستعقد بشكل متزامن.
إضافة إلى 30 ورشة عمل و4 قمم مصغرة موزعة على أيام المؤتمر الثلاثة، لمناقشة مواضيع مهمة، من بينها موازنة النجاح مع الاستدامة والصعود الجيو اقتصادي والمساواة في عالم غير متساوٍ وما يواجه قادة العالم في محاولتهم لإعادة العالم لما كان عليه قبل جائحة كورونا، وما يواجهه من تحديات مستعصية وغير متوقعة.
و سيتم الحديث عن التحديات التي يطرحها النظام العالمي الجديد، فضلاً عن الفرص التي تنشأ عنه، مثل إنشاء نظام اقتصادي يحسن نوعية الحياة للمواطنين حول العالم، فيما ستعقد القمة الأولى في المؤتمر في اليوم الأول تحت شعار "صراع الأجيال".
ويتضمن جدول أعمال اليوم الثاني من المؤتمر، قمة "اقتصاد الطاقة الجديد" بمشاركة متحدثين كبار لطرح رؤيتهم حول الوضع الحالي لقطاع التمويل والاقتصاد العالمي، ودور بعض الدول كاليابان في تمويل الطاقة المستدامة.
بينما يتضمن اليوم الثالث والأخير من المؤتمر، سيشهد قمم مصغرة حول صعود العملات الرقمية "الكريبتو" ومستقبل أفريقيا بمشاركة عدد من المتحدثين من الصين وهونغ كونغ لبحث أهمية الشراكة بين الصين ومنطقة الشرق الأوسط، وجلسة أخرى حول مستقبل الحوكمة البيئية والاجتماعية.