logo
اقتصاد

رغم التوترات الإقليمية.. قطاع السلع الفاخرة يعوّل على الشرق الأوسط

رغم التوترات الإقليمية.. قطاع السلع الفاخرة يعوّل على الشرق الأوسط
شعار مجموعة «هيرميس» الفرنسية للسلع الفاخرة.المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:26 يونيو 2025, 12:36 م

في الوقت الذي أعيد فيه فتح المجال الجوي في الشرق الأوسط، وصمود الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين إسرائيل وإيران، يواصل قطاع السلع الفاخرة الاعتماد على المستهلكين الأثرياء في المنطقة لتعويض التراجع في الأسواق الرئيسة مثل الولايات المتحدة والصين، على الأقل في الوقت الراهن.

تستفيد منطقة الشرق الأوسط من تدفق سياحي قوي وثروة محلية كبيرة، ما مكنها من تحدي التباطؤ العالمي الأخير في مبيعات المنتجات الفاخرة، وهو تباطؤ يتوقع أن يتفاقم هذا العام، بل إن بعض العلامات التجارية تسجل في المنطقة نمواً بنسبة من خانتين.

أخبار ذات صلة

في زمن عدم اليقين.. العقارات الفاخرة تظل ملاذ الأثرياء

في زمن عدم اليقين.. العقارات الفاخرة تظل ملاذ الأثرياء

بحسب مجموعة «شلهوب»، المختصة بالاستشارات، ارتفعت مبيعات السلع الفاخرة في دول الخليج بنسبة 6% في عام 2023 لتصل إلى 12.8 مليار دولار ضمن سوق عالمي يقارب 400 مليار دولار، ويشكل هذا الأداء استثناءً في ظل انخفاض القطاع عالمياً بنسبة 2%، مدفوعاً بإقبال قوي على الأزياء الراقية والمجوهرات ومنتجات التجميل.

غير أن هذه الديناميكية تعتمد إلى حد كبير على الطفرة السياحية في المنطقة، حيث تُقدّر شركة «باين» أن ما بين 50% و60% من مبيعات السلع الفاخرة في الشرق الأوسط تعود إلى السياح، وكانت بعض شركات الطيران قد ألغت أو غيرت مسارات رحلاتها بعد الضربات الإسرائيلية على إيران في 13 يونيو، وهي قيود بدأت حالياً تُرفع تدريجياً.

وقالت فيديريكا لوفاتو، الشريكة الرئيسة في شركة «باين»: «في هذه المرحلة، لم نعدل توقعاتنا للنمو طويل الأجل لأننا ما زلنا نرى إمكانات كبيرة في المنطقة».

لكنها أضافت: «مع ذلك، زادت التقلبات على المدى القصير خلال الأسابيع الأخيرة وقد تستمر بناءً على تطورات الأوضاع».

تُعد المنطقة مركزاً رئيساً لإنفاق المسافرين، حيث تستقطب أثرياء روسيا وآسيا، وازدادت أهميتها بعد حرب روسيا وأوكرانيا وما تبعها من عقوبات وإعادة توجيه مسارات الرحلات بين أوروبا وآسيا عبر الشرق الأوسط.

كما تمثل المنطقة بوابة للشركات الكبرى للوصول إلى المستهلكين الأثرياء في الهند، حيث تعيق الرسوم الجمركية المرتفعة التوسع في شبكات متاجر مجموعات مثل «إل في إم إتش».

من جانبه، يرى ماكس هاينيمان، المدير العام المشارك لمجموعة «غبر هاينيمان» المتخصصة في تجارة التجزئة للسفر والتي افتتحت مؤخراً فروعاً لها في السعودية وتدير متاجر أزياء فاخرة في مطارات جدة، أن سوق السفر في المنطقة أظهر قدرة على الصمود على المدى الطويل رغم الاضطرابات، وأضاف: «قد تحدث تراجعات ظرفية، لكن النمو سيستمر».

أخبار ذات صلة

الساعات الفاخرة ملاذ استثماري.. رولكس وباتيك فيليب تتفوقان على الأسهم

الساعات الفاخرة ملاذ استثماري.. رولكس وباتيك فيليب تتفوقان على الأسهم

وسجلت علامة «برادا» الإيطالية قفزة بنسبة 26% في مبيعاتها بالمنطقة خلال الربع الأول من العام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، كما ارتفعت مبيعات «هيرميس» بنسبة 14%.

وتواصل العلامات الكبرى في مجال الأزياء والمجوهرات افتتاح متاجر جديدة وتنظيم فعاليات لافتة، فقد قدمت علامة «زغنا» الإيطالية للأزياء الرجالية مجموعتها لربيع هذا العام في أوبرا دبي، مركز الفخامة الإقليمي، وسط ديكور مستوحى من فيلا إيطالية.

كما احتفل المصمم إيلي صعب بالذكرى الخامسة والأربعين لتأسيس علامته في الرياض خلال نوفمبر الماضي بعرض خاص أحيت خلاله النجمة سيلين ديون حفلاً موسيقياً.

في العام الماضي، افتتحت «ديور» و«سان لوران» و«فالنتينو» متاجر جديدة في البحرين، بينما نظمت «لويس فويتون» مأدبة عند شروق الشمس في صحراء دبي، وأقامت «شانيل» حفلاً في أبوظبي بمناسبة إطلاق مجموعة مجوهرات راقية.

لكن استمرار تدفق الزوار إلى وجهات الشرق الأوسط سيظل عنصراً محورياً لجذب العملاء إلى المتاجر، وأكدت وكالة السفر الفاخر «غلوبال ترافل مومنتس» أن حجوزاتها طويلة الأجل إلى الشرق الأوسط لم تتأثر بالتوترات الأخيرة، لكنها أشارت في الوقت ذاته إلى «قدر من الحذر» قبل إتمام الرحلات إلى المنطقة ككل في ظل الأحداث الأخيرة.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC