الجمعة 23 مايو 2025 م
انخفض الدولار يوم الجمعة، ليزيد من خسائره هذا العام إلى أكثر من 7%، بعد أن هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل لـ50% على الاتحاد الأوروبي، ما أثار مخاوف المستثمرين بشأن سياسة التجارة العالمية.
وانخفض مؤشر «بلومبرغ» للدولار الفوري بنسبة 0.6%، ليقترب من أدنى مستوى له منذ ديسمبر 2023. وأوصى ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على سلع الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى عدم إحراز تقدم في المناقشات. وقد حدّ ذلك من تقدم اليورو مقابل الدولار الأميركي، الذي يعاني أصلًا من ضغوط ناجمة عن حالة عدم اليقين المالي والسياسي.
وقال أروب تشاتيرجي، الخبير الاستراتيجي في «ويلز فارجو» في نيويورك: «إن الزيادة الكبيرة في الرسوم الجمركية على الواردات الأميركية من الاتحاد الأوروبي تسلط الضوء مرة أخرى على احتمالات مخاطر الركود في الولايات المتحدة إلى جانب ارتفاع حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي».
وأحدث انخفاض الدولار المتجدد هزاتٍ في سوق العملات الذي يبلغ حجمه 7.5 تريليون دولار يوميًا. وبينما أبرمت إدارة ترامب مؤخرًا اتفاقياتٍ مع بعض الدول، أضعفت حالة عدم اليقين السائدة جاذبية الدولار كملاذ آمن. وارتفعت توقعات التضخم، بينما استفادت الملاذات الآمنة مثل الفرنك السويسري والين واليورو.
وارتفع اليورو بنسبة 0.5% عن الدولار الأميركي صباح الجمعة في نيويورك، وكان قد ارتفع بنسبة 0.8% قبل تهديد ترامب. وقفز الين بنسبة 1.1% ليصل إلى 142.45 ين للدولار الأميركي يوم الجمعة.
وتشير المخاوف بشأن الميزانية الأميركية إلى أن السوق لا يزال يُعيد النظر في تداولات الدولار، كما تقول جين فولي، الخبيرة الاستراتيجية في «رابوبانك» بلندن، ونقلته وكالة «بلومبرغ».
وتضيف: «سواءً تعلق الأمر بالميزانية أو التضخم أو مخاوف النمو، فإن المستثمرين أكثر حذرًا تجاه الأصول الأميركية، وهذا لا يزال يُلقي بثقله على الدولار».
وأعلنت شركة «جي بي مورغان» لإدارة الأصول أن الدولار الأميركي يدخل في موجة تراجع مستمرة منذ سنوات، مع تقليص المستثمرين الدوليين لمراكزهم الاستثمارية المفرطة في الأصول الأميركية. ويشهد السوق تراجعًا متزايدًا في مراكزه الاستثمارية مقابل الدولار الأميركي مع تفجر حرب الرسوم الجمركية هذا العام.
وبحسب بيانات لجنة تداول السلع الآجلة للأسبوع المنتهي في 13 مايو، يحتفظ المتداولون المضاربون - بما في ذلك صناديق التحوط ومديرو الأصول وغيرهم - بنحو 16.5 مليار دولار من المراكز المرتبطة بضعف الدولار، وهو ما يقترب من أعلى مستوى منذ سبتمبر.
وبحسب خبراء استراتيجيين، مثل ديفيد فورستر من «كريدي أجريكول»: «سيستمر تنويع الاستثمارات بعيدًا عن الدولار، وإن بوتيرة أبطأ نظرًا لتضرر العملة». وأضاف: «يتساءل المستثمرون عن قدرة ترامب على إقرار حزمة تحفيز مالي من خلال الكونغرس في أعقاب آخر تخفيض للتصنيف الائتماني السيادي. ويهدد إقرار مشروع القانون بتفاقم مخاوف المستثمرين بشأن الاستدامة المالية»، وفق «بلومبرغ» .
وكتب فريق من «بنك أوف أميركا»، يضم ميخاليس روساكيس وكلاوديو بيرون، أن «المخاوف المالية أدت إلى تجدد ضعف الدولار». وأضافوا: «لا تزال علاوة المخاطر السلبية متأصلة في الدولار، حيث تطورت حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية من حالة دورية إلى حالة هيكلية».
وهدد ترامب أيضًا بفرض ضريبة بنسبة 25% على شركة «أبل» إذا لم تنقل الشركة تصنيع هواتف آيفون إلى الولايات المتحدة، مما أدى إلى انخفاض سعر السهم وأضاف إلى الشعور المتزايد بعدم القدرة على التنبؤ بالسياسة.
