تقارير
تقاريرمهاجرون في أحد مراكز الإيواء

المهاجرون.. مشكلة تتفاقم في واشنطن مع نقص التمويل

في الوقت الذي يواجه فيه المئات من طالبي اللجوء تهديد النوم في العراء، وصلت أزمة طالبي اللجوء في مقاطعة كينج بولاية واشنطن الأميركية لمرحلة جديدة وأكثر خطورة.

وقالت صحيفة سياتل تايمز إنه خلال الـ16 شهرا الماضية، منذ بداية الأزمة، تقدم كنيسة يونايتد ميثوديست في متنزه ريفيرتون بمدينة توكويلا مكانا لإيواء الأسر التي تسعى للحصول على اللجوء في مقاطعة كينج، في الوقت الذي لا يقوم غيرها بذلك.

ومنذ أسبوعين، بدأت القسة جان بوليرجاك رئيسة الكنيسة في رفض استقبال الأسر، حتى الأسر التي لديها أطفال، لأن داخل الكنيسة والمناطق المحيطة بها أصبحت مكدسة لأٌقصى حد بطالبي اللجوء.

وقالت بوليرجاك: "لقد تجاوز عدد طالبي اللجوء سعة الكنيسة". وأضافت: "لدينا أشخاص ينامون في كل ركن من الكنيسة".

وبالإضافة لذلك، يواجه المئات من طالبي اللجوء الذين يعيشون في أماكن خاصة مؤجرة، وفي فندق كينت كواليتي تهديد النوم في العراء، والكثير منهم بصحبتهم أطفال، وذلك في ظل نفاد التبرعات التي تغطي تكاليف إقامتهم.

وقد حضر مؤخرا نحو 100 شخص يواجهون خطر الإجلاء اجتماع لجنة الصحة والخدمات الإنسانية في مقاطعة كينج للمطالبة بقيام شخص ما باتخاذ إجراء للمساعدة في توفير أماكن إقامة مؤقتة لهم. وقالت أدرينا ميدينا، من قادة المجموعة، إن الذين ليس لديهم مكان للإقامة يجمعون أغراضا للنوم في متنزه مدينة سياتل في حال لم يتم توفير أماكن أخرى يقيمون فيها.

وأضافت وهي تقف على مسافة قريبة للغاية من محكمة مقاطعة كينج: "لا يوجد خيار آخر".

وأشارت صحيفة سياتل تايمز إلى أن الارتفاع الأخير في عدد طالبي اللجوء - حيث تم تسجيل أكثر من ألف شخص لدى كنيسة توكويلا منذ أبريل العام الماضي- أدى إلى حاجة كبيرة لأماكن للإسكان المؤقت.

ويشار إلى أن طالبي اللجوء لا يمكنهم قانونيا العمل وكسب الأموال لدفع مقابل إقامتهم أثناء انتظارهم  أشهراً من أجل الحصول على موافقة الحكومة الاتحادية للحصول على تصاريح العمل.

وحتى الآن، لم يقدم مسؤولو الحكومة المحلية حلولا فورية لحل هذه الأزمة. وفي الوقت الحالي، من المرجح أن يصبح المزيد من الأسر مشتتة في أنحاء المقاطعة بدون أماكن آمنة للنوم فيها في الليل.

التمويل لا يكفي

وأشار معظم المسؤولين إلى أن صندوقا حكوميا بأكثر من 32 مليون دولار، يتضمن الميزانية التشغيلية الحكومية المعدلة التي وقعها حاكم واشنطن جاي انسلي الأسبوع الماضي، قد يكون حلا محتملا. ولكن الأغلبية الكبرى من هذا التمويل لن تكون متاحة لمدة ثلاثة أشهر.

وقالت رودها شيخ مديرة التمويل والعمليات لمكتب سياتل لشؤون المهاجرين واللاجئين: "تدرك مدينة سياتل مدى إلحاح وحدة احتياجات الإسكان للمهاجرين والأسر التي تعيش في كينت".

وأضافت: "نحن نحث على التعاون مع ولاية واشنطن، التي لديها السلطة والموارد لمواجهة هذه الحاجة الإنسانية المستمرة".

وفي نفس الوقت، قال مكتب مساعدة اللاجئين والمهاجرين إن الأموال الحكومية غير متاحة لتغطية تكاليف الإسكان الممتدة حاليا.

وقالت سارة بيتيرسون، مديرة مكتب مساعدة للاجئين والمهاجرين بولاية واشنطن: "للأسف، التمويل الحكومي من أجل دعم هذا العمل لن يكون متاحا حتى الأول من يوليو المقبل. وهذا لأن مجلس الولاية خصص معظمه من أجل ميزانية العام المقبل التي تبدأ في الأول من يوليو المقبل".

من ناحية أخرى، يتدفق المزيد من الأسر على أبواب رئيسة الكنيسة بوليرجاك طلبا للمساعدة.

وقالت بوليرجاك من قاعة صغيرة تضم كتبا، وتعد بمثابة مكتبة الكنيسة وأماكن نوم لنحو سبعة أشخاص: "اليوم، أخبرت بالفعل عشرة أشخاص أنه يتعين عليهم المغادرة".

وأضافت بوليرجاك: "لقد نظروا إلي ولسان حالهم يقول: إلى أين سوف نذهب؟ وأنا أقول لا أعلم، ولكن لا يمكنكم البقاء هنا".

وتقدر بوليرجاك أن أكثر من 300 شخص يعيشون في مبنى الكنيسة الآن. وهو ليس أعلى عدد تستضيفه الكنيسة، فقد عاش نحو 500 شخص في الكنيسة في ديسمبر الماضي، ولكن الكثيرين يعيشون في الخارج في خيم فردية. وهذا الوضع تغير الآن.

وبدأ الأمر عندما ضرب الطقس الشتوي القارس المنطقة في يناير الماضي، مما اضطر المئات الذي ينامون في خيم خارج الكنيسة للسعي للجوء مؤقتا في فنادق. ولم يعد الكثيرون إلى الكنيسة وانتشروا في أنحاء فنادق مقاطعة ساوث كينج وأماكن خاصة قاموا باستئجارها .

وبحلول نهاية فبراير الماضي، أعلنت مدينة توكويلا أنها سوف تقيم خيمة كبيرة وقوية لتوفير مكان إيواء أفضل للأسر التي تعيش في خارج الكنيسة.

وأوضحت بوليرجاك أن هذا الإجراء يعد إضافة تحظى بالترحيب. ولكنها أوضحت أن جزءا من اتفاق الكنيسة مع المدينة هو أنه بمجرد إقامة الخيمة، لن تستقبل الكنيسة المزيد من الأفراد الذين ينصبون خياما على أراضيها.

وقال براد هارووك المتحدث باسم مدينة توكويلا: "في الوقت الحالي، تستمر المدينة في التركيز على العمل مع الكنيسة لضمان أوضاع صحية وآمنة وأكثر استدامة داخل الكنيسة. وأحد الشروط الرئيسية لتحقيق ذلك هو الحد من أعداد الأشخاص الموجودين في الكنيسة".

وتقدر مدينة توكويلا، التي يقطن بها 20 ألف نسمة، أنه بحلول نهاية 2024، سوف تكون أنفقت ما لا يقل عن 1.4 مليون دولار لمواجهة هذه الأزمة.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com