logo
اقتصاد

الصيف الحار والاكتظاظ يهددان اقتصادات السياحة في أوروبا

الصيف الحار والاكتظاظ يهددان اقتصادات السياحة في أوروبا
زوار يتجولون أمام برج إيفل في باريس، فرنسا، يوم 3 يوليو 2022.المصدر: رويترز
تاريخ النشر:20 أغسطس 2025, 01:23 م

يواجه جنوب أوروبا معضلة مزدوجة: مواسم سياحية أطول وأعداد سياح متزايدة، يقابلها تطرف مناخي يسبب ضغطاً غير مسبوق على البيئة والبنية التحتية والمياه، وفي قلب هذه الأزمة، تقف جزيرة إيبيزا كنموذج صارخ.

فندق مونتيسول التاريخي – أقدم فنادق الجزيرة – خضع لتجديد شامل بعد استحواذ مجموعة إكسبيريمينتال غروب الفرنسية عليه عام 2021، لمواجهة ندرة المياه وارتفاع درجات الحرارة، أزيلت أحواض الاستحمام، حُدّدت حرارة التكييف عند 19 درجة مئوية، ورُكبت أنظمة توفير للطاقة.

لكن الزوار، كما يقول روميه دو غوريانوف لبلومبرغ يريدون الراحة و16 درجة... حتى لو احترق الكوكب.

في 2024، استقبلت إيبيزا 3.7 مليون سائح، بزيادة 23% خلال 8 سنوات، وارتفعت معها أسعار الإيجارات، وزاد الضغط على الموارد، واضطر أصحاب الفنادق لتوفير مساكن للموظفين، السياحة تمثل 13% من الناتج المحلي لإسبانيا واليونان، و16.5% للبرتغال، وتشغّل ملايين العمال.

أخبار ذات صلة

السياحة الصينية إلى الخليج تتجاوز مستويات ما قبل الجائحة

السياحة الصينية إلى الخليج تتجاوز مستويات ما قبل الجائحة

 

المفارقة: السياحة تزدهر بفضل... تغيّر المناخ

رغم التحذيرات، يبدو أن الطقس الحار يُطيل الموسم السياحي، يون تورزم تؤكد أن زيارات حوض المتوسط تفوقت على أرقام ما قبل الجائحة بـ8%، مواسم شولدر سيزن (مايو–يونيو، سبتمبر–أكتوبر) تشهد طفرة، بينما تسجّل المدن السياحية كبرشلونة وفالنسيا وكاتانيا أرقامًا غير مسبوقة خارج موسم الذروة.

لكن هذه الطفرة تعني ضغطاً مضاعفاً على الكهرباء، والمياه، والنقل. البنية التحتية تهتز، يقول البروفسور كزافييه فونت: «إن عاملت موسم الخريف مثل الصيف، دون تطوير البنية، فالانهيار قادم».

السواحل تختنق… والشواطئ تتآكل

في كالا دِن سيرا، التي كانت ملاذاً بعيداً، غزت أسرّة الشمس والمظلات المكان بعد افتتاح بار شاطئي، تقول الناشطة البيئية لورا سان ميغيل: «حتى الأماكن البرية لم تعد خالية».

تآكل الشواطئ بات واضحاً، ومنسوب البحر ارتفع بـ18.5 سم، عواصف عنيفة في 2024 دمّرت يخوتاً واقتلعت أشجاراً، شاطئ إس بول نو أُغلق بسبب خطر الانهيارات.

نبات بوسيدونيا البحري، الحامي الطبيعي للسواحل، يتقلص بفعل مراسي اليخوت، والنفايات، وحرارة البحر، وبدلاً من أن يُحمى كذهب أزرق، يتم تجاهله.

نقص المياه يهدد إيبيزا

محطات التحلية الثلاث تعمل بلا توقف صيفاً، ما يعيق الصيانة، في يوليو 2025، بلغت الخزانات أقل من ثلث قدرتها.
من دون أمطار كافية، الجزيرة مهددة بالجفاف، الإنفاق على المياه في جزر البليار تجاوز 166 مليون يورو في عام واحد فقط.

السياحة على مفترق طرق

جنوب أوروبا يحقق أرباحاً قياسية من السياحة، لكنه يدفع ثمناً بيئياً واقتصادياً باهظاً،
بين حرائق الصيف، ندرة المياه، وتآكل السواحل، وانهيار البيئة البحرية، بات من الضروري إعادة التفكير في نموذج سياحي أكثر استدامة… قبل أن تتكفّل الطبيعة بوضع حد له.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC