logo
طاقة

النفط يدفع الثمن.. حرب تحت السيطرة وسوق بلا وجهة

النفط يدفع الثمن.. حرب تحت السيطرة وسوق بلا وجهة
تاريخ النشر:11 نوفمبر 2023, 05:51 ص
يبدو أن الصراع بين تداعيات الحرب التي يبدو أنها باتت تحت السيطرة، ومخاوف تعثر الإمدادات من جانب وتأرجح توقعات الطلب على النفط الخام من جانب آخر والتي جعلت السوق بلا وجهة، لا يزال يتلاعب بأسعار النفط منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس، وسط مخاوف من تعثر تدفقات ثلث صادرات النفط الخام، والتي تخرج من الشرق الأوسط.

وفي الوقت ذاته تأتي محاولة أوبك + لضبط أسواق الطاقة لحمايته من التقلبات السعرية العنيفة، في ظل حالة من عدم اليقين بشأن تعافي الاقتصاد العالمي وتوجهات البنوك المركزية في حرب التضخم التي رفعت أسعار الفائدة إلى مستويات قياسية، لترتسم صورة أكثر غموضًا للأسعار التي تتراجع للأسبوع الثالث على التوالي رغم التوقعات بالصعود لمستويات غير مسبوقة.

بغداد ملتزمة باتفاق أوبك+ بشأن تحديد مستويات الإنتاج
وزراة النفط العراقية
إنتاج أوبك+

وفي إشارة إلى عدم تأثر المعروض كشفت البيانا الأحدث عن ارتفاع إنتاج أوبك+ النفطي نحو 180 ألف برميل يوميًا، خلال أكتوبر الماضي.

وجاءت الزيادة بدعم من زيادة إنتاج العراق الذي سجّل أعلى مستوى في 9 أشهر، وإيران التي وصلت لأعلى مستوى لها منذ 5 سنوات.

وقالت وزارة النفط العراقية عقب صدرو التقرير: "إن بغداد ملتزمة باتفاق أوبك+ بشأن تحديد مستويات الإنتاج".

اقرا أيضًا- العصى والجزرة.. أميركا تهدد الصين
اجتماع أوبك

ويجتمع تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، في 26 نوفمبر الجاري.

وتؤدي زيادة الإنتاج من جانب دول أوبك إلى تقليص عجز حصص أوبك+ إلى 827 ألف برميل يوميًا وهو ما يزيد المعروض من النفط لينعكس سلبًا على الأسعار.

طلبت المصافي في الصين، أكبر مشتر للنفط الخام، إمدادات أقل من السعودية
الجمارك الصينية
تباطؤ صيني

وعمقت من الرؤية السلبية لمستقبل الأسعار البيانات الاقتصادية الصينية الضعيفة هذا الأسبوع من المخاوف بشأن تعثر الطلب.

وفي غضون ذلك طلبت المصافي في الصين، أكبر مشتر للنفط الخام، إمدادات أقل من السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، لشهر ديسمبر.

تمديد الخفض

وقالت هيليما كروفت، المحللة لدى آر.بي.سي كابيتال ماركتس: "إن احتمالات تمديد السعودية خفض إنتاجها إلى الربع الأول من عام 2024 تتزايد بالتأكيد".

وعزت المحللة لدى آر.بي.سي كابيتال ماركتس تلك التوقعات نظرا لتجدد مخاوف الأسواق بشأن الطلب الصيني والتوقعات الأوسع للاقتصاد الكلي".

وقال محللون لدى كومرتس بنك "المخاوف بشأن الطلب حلت محل الخوف من اضطرابات الإنتاج بسبب الصراع في الشرق الأوسط".

اقرأ أيضًا- الفاو: أسعار الغذاء المستورد تتباطأ
تناقض الأعضاء

ووفقًا للبيانات استقر إنتاج السعودية عند 9 ملايين برميل مع استمرار التخفيضات بمقدار 1.5 مليون برميل يوميًا منذ يوليو.

ولا تزال روسيا ملتزمة بقرار خفض الصادارات بمقدار 300 ألف برميل يوميًا حيث بلغ حجم إنتاج روسيا حوالي 9.47 مليون برميل بزيادة طفيفة للغاية.

وفي المقابل كشفت بيانات أوبك+ ارتفاع إنتاج العراق بمقدار 90 ألف برميل يوميًا على أساس شهري إلى 4.40 مليون برميل يوميًا.

جاء ذلك مع إعلان الشركات في إقليم كردستان شبه المستقل عن إنتاج أعلى على الرغم من التوقف المستمر لصادرات خطوط الأنابيب إلى ميناء جيهان التركي.

خطر انقطاع الإمدادات من الشرق الأوسط مستمر في الانخفاض مع عدم اتساع الصراع الذي دخل أسبوعه الخامس
إيه إن زد ANZ
نفي بغداد

وأصدرت وزارة النفط العراقية بياناً أشارت فيه إلى بعض التقارير الصحفية التي تم تداولها مؤخراً بخصوص زيادة في الصادرات النفطية للعراق.

وأوضحت أن هذه الزيادات تحدث فى مستويات الصادرات أحياناً، بسبب انخفاض الاستهلاك المحلي، من فصل إلى آخر، والظروف الطبيعية هي أحد العوامل المؤثرة في زيادة أو انخفاض معدلات الاستهلاك الداخلي.

وشددت وزارة النفط على التزام الدول الأعضاء فى منظمة أوبك والدول المتحالفة من خارج أوبك ومنها العراق في المحافظة على استقرار أسواق النفط العالمية، وصولاً إلى تحقيق مصالح المنتجين والمستهلكين والمستثمرين بعيداً عن المكاسب الوقتية التي يسعى إليها بعض المضاربين.

وأشارت الوزارة إلى أن "أوبك بلس" لن تتردد في اتخاذ القرارات التي تضمن الاستقرار والتوازن في الأسواق العالمية، التي تشير التوقعات إلى زيادة في كميات الطلب خلال هذا العام والعام المقبل.

اقرأ أيضًا- ثالوث التصنيفات.. خطوة واحدة ويضرب واشنطن
نفط إيران

وفي غضون ذلك وحتى تتأكد واشنطن من تورط إيران أو يحدث ما تخشاه الأسواق بشأن اتساع دائرة الصراع، فقد شهد إنتاج إيران زيادة إلى 3.05 مليون برميل يوميًا.

ويحوم إنتاج النفط الإيراني الآن بالقرب من أعلى مستوى منذ 5 سنوات، حيث خففت واشنطن من قبضتها على نفط إيران عقب تنفيذ قرار وضع سقف لسعر النفط الروسي.

تطلعات اوبك+ لضبط الأسواق واستمرار مخاطر الصراع في الشرق الأوسط يدعم أسعار النفط
سيتي بنك
تحت السيطرة

ووفقًا لمحللي السلع لدى شركة إيه إن زد ANZ فإن خطر انقطاع الإمدادات من الشرق الأوسط مستمر في الانخفاض مع عدم اتساع الصراع الذي دخل أسبوعه الخامس.

ويعتقد محللو إيه إن زد ANZ أن الصراع في الشرق الأوسط لا يزال تحت السيطرة بشكل جيد داخل غزة، على الرغم من المخاوف من تصاعده مع إبداء الدول العربية المجاورة استياءها.

اقرأ أيضًا- أكبر مدير أصول بالعالم يشعل سوق الكريبتو
عودة التوازن

ويتوقع محللو سيي بنك تخفيف الضغط الهبوطي وارتفاع أسعار النفط بعد التراجع إلى أدنى مستوى في أكثر من ثلاثة أشهر خلال الأسبوع الماضي.

ورجح محللو السلع لدى سيتي بنك أن تتماسك الأسعار عند المستويات الحالية لتبدأ من الارتفاع من جديد.

وحافظ محللو سيتي بنك على توقعات أسعار النفط على المدى القريب مع توقعات بارتفاع طلب المصافي عقب انتهاء عمليات الصيانة الدورية.

بيانات زيادة الطلب أو انحساره أصبحت ذات تأثير محدود على شهية المخاطر التي يكتنفها حالة من عدم اليقين
سيتي بنك
تدخل أوبك+

ولفت محللو سيتي إلى أن تطلعات اوبك+ لحماية الأسعار وضبط الأسواق جنبًا إلى جنب واستمرار مخاطر الصراع في الشرق الأوسط لا تزال تدعم ارتفاع أسعار النفط.

ويرى محللو سيتي بنك أن بيانات أو أنباء زيادة الطلب أو انحساره أصبحت ذات تأثير محدود على شهية المخاطر التي يكتنفها حالة من عدم اليقين.

ويرى محللو سيتي أن الأسواق لا تزال متقلبة مع انحسار وتدفق المخاوف في الشرق الأوسط، جنبًا إلى جنب مع الأساسيات الأضعف في السوق حيث يتراجع الطلب مع ارتفاع التضخم وانكماش الاقتصاد في الصين وأوروبا.

الأسبوع الثالث

وشهدت أسعار النفط ارتفاعا بنهاية تداولات، اليوم الجمعة، لكنها سجلت تراجعا للأسبوع الثالث على التوالي بنهاية تداولات الأسبوع بأكثر من 4%.

جاء ذلك وسط تراجع ‏المخاوف تجاه حالة التوتر المتواجدة في الشرق الأوسط، وزيادة القلق إزاء الطلب العالمي.

وعلى المستوى الأسبوعي، فقد انخفض خام برنت القياسي ونايمكس الأميركي الخفيف بأكثر من 4% نزولا إلى مستويات 81.7 دولار و77.35 دولارًا للبرميل.

وفي غضون ذلك تخلى النفط عن كافة مكاسبه التي سجلها في الأسبوع الأول من اندلاع الحرب، لتهبط الأسعار بأكثر من 5 دولارات بعدما ارتفعت في الأسبوع الأول بواقع 9 دولارات.

اقرأ أيضًا- حرب الغاز.. روسيا ترد على اتهام "بلطيق كونكتور"
logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC