دول كبرى تمدد عمر المفاعلات النووية لأسباب بيئية واستراتيجية

مفاعلات نووية
مفاعلات نووية
قررت فرنسا واليابان والولايات المتحدة والصين تمديد عمر مفاعلاتها النووية الحالية، وذلك بسبب نفقات باهظة لاستبدالها بمفاعلات جديدة، يستغرق إنجازها وقتاً طويلاً.

يأتي ذلك في وقت تتعالى فيه المزيد من الأصوات لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري لأسباب بيئية واستراتيجية.

وتهدف استراتيجية تمديد عمر المفاعلات الحالية، لتخفيف صدمة الحرب في أوكرانيا أو مساعدة بعض البلدان على بدء الانتقال إلى الطاقة النظيفة، وتعويض النقص في احتياجات الكهرباء.

وفي مواجهة التكاليف والتأخير والشكوك المرتبطة بمواقع البناء الجديدة، يبدو أن إطالة عمر محطات الطاقة خيار لا مفر منه، خاصة أنه وفقاً للتقرير الأخير للرابطة النووية العالمية، ​​فإن إنتاج الكهرباء لا يتأثر بالضرورة في محطة طاقة قديمة.

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في فبراير 2022، عن مشروع لتمديد العمل للمفاعلات النووية الفرنسية خمسين عاماً وأكثر، وهناك عدة دول متحمسة  للطاقة النووية منذ فترة طويلة، أعلنت قبل الرئيس الفرنسي عن بدء تمديد عمر مفاعلاتها النووية.

فالولايات المتحدة التي تمتلك أكبر مجموعة  من المفاعلات النووية في العالم، وتشغّل نحو 100 منها، أعلنت منذ ديسمبر من العام 2016، إعطاء رخصة لتمديد عمل مفاعلين في محطة "تركي بوينت" في فلوريدا، لتوليد الكهرباء، وذلك لمدة 80 عاماً. ووفقاُ لتقرير صدر عن الرابطة النووية العالمية، ثمة ستة مفاعلات أميركية حالياً  تستفيد من تصريح لإنتاج الكهرباء لمدة تصل إلى 80 عاماً، وأن هناك تسعة ملفات أخرى تتعلق بالطاقة النووية لا تزال تحت الدرس.

خفض الكربون

وفي اليابان، اعتمدت الحكومة في مطلع عام 2023 قانونا يسمح بتمديد حياة مفاعلاتها النووية لمدة 60  عاماً وأكثر، وذلك في محاولة لإعادة إطلاق صناعة الطاقة النووية لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون .

كما قررت الحكومة اليابانية أيضاً تعديل طرق حساب عمر محطات الطاقة الخاصة بها، إذ لم تعد مراحل الإغلاق التي تتطلبها فحوصات السلامة، تحسب من عمر محطاتها.

وتعتمد اليابان بكثافة على واردات الوقود الأحفوري، في وقت تسبَّب فيه ارتفاع الأسعار العالمية بسبب الحرب في أوكرانيا في زيادة فاتورة الاستيراد، وزيادة سوء وضع نفقات الطاقة في ميزانية الدولة الآسيوية.

وتخطط حكومة اليابان لتأمين الطاقة في البلاد على المديين المتوسط والطويل عبر عدّة إجراءات، منها رفع نصيب الطاقة النووية في مزيج الطاقة مجددا، وإعادة تشغيل 17 مفاعلًا في صيف 2023.

وتعمل الحكومة على تشغيل 9 من تلك المفاعلات النووية على الأقلّ هذا الشتاء، لتخفيف العبء عن موازنة الدولة، بسبب تضخم فاتورة استيراد الطاقة المتواصلة.

ويرى رئيس وزراء اليابان أن خطة زيادة حصة الطاقة النووية في مزيج الطاقة مجدداً يمكن أن تساعد البلاد في مواجهة تحدٍّ جوهري يتمثل في نقص إمدادات الكهرباء، وتعزيز مجهودات تحقيق الحياد الكربوني في 2050، وفق وكالة نوفا.

ومن جهتها قررت بلجيكا بعد بداية الحرب في أوكرانيا، أن تمدد لاثنين من مفاعلاتها التي بلغت أقصى عمر نظري لها والبالغ  40 عاماً.

وباتت هذه المسألة أيضا تشغل بال الصين حيث إن مفاعلاتها النووية لا تزال حديثة جداً. وفي مطلع العام 2020، منحت بكين عشرين عاماً إضافياً للعمر الافتراضي لأقدم مفاعل صيني قيد التشغيل، وهو مفاعل "كينشان وان" . وكان مصرحاً له للعمل مبدئيا لمدة 30 عاماً فقط.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com