تقارير
تقاريرصورة تعبيرية جندي بجوار حفار نفط- shutterstock

الصراعات تمنح النفط أسبوعاً "أخضر"

في ظل مخاوف اتساع دائرة التوترات في الشرق الأوسط مع تفاقم التهديدات في البحر الأحمر الأمر الذي طغى على توقعات وكالة الطاقة الدولية التي حذرت من تباطؤ الطلب، فقد شهدت أسعار النفط ارتفاعا خلال تعاملات الأسبوع الماضي مع إغلاق أمس الجمعة.
أسعار النفط

ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت بواقع 61 سنتا أو بنسبة 0.74% عند التسوية ليصل إلى مستوى 83.47 دولار للبرميل أمس الجمعة.

كما صعدت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بواقع 1.16دولار أو بنسبة 1.49% ليصل إلى مستوى 79.19 دولار للبرميل.

على المستوى الأسبوعي، فقد زادت أسعار برنت بأكثر من 1% بنهاية الأسبوع، بينما قفزت أسعار العقود الأجلة للخام الأميركية بنسبة 3%.

وتلقت الأسعار دعما جراء تزايد خطر نشوب صراع أوسع في الشرق الأوسط.

التوصل إلى اتفاق هدنة ما زال ممكنا لكن هناك قضايا "صعبة جدا" يتعين حسمها
أنتوني بلينكن
اتساع الحرب

ويستمر دعم أسعار النفط نتيجة التوتر الإقليمي الناجم عن الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يوم الخميس: "إن التوصل إلى اتفاق هدنة ما زال ممكنا لكن هناك قضايا "صعبة جدا" يتعين حسمها".

كما أعلنت جماعة حزب الله اللبنانية أمس الخميس أنها أطلقت عشرات الصواريخ على بلدة بشمال إسرائيل في "رد أولي" على مقتل عشرة مدنيين في جنوب لبنان، وهو أكبر عدد من المدنيين يسقط في يوم واحد خلال أربعة أشهر من الأعمال القتالية عبر الحدود.

بينما استمرت التهديدات في البحر الأحمر بعد أن أصاب صاروخ أُطلق من اليمن ناقلة نفط متجهة إلى الهند.

اقرأ أيضًا- الصين تواجه خطر سعر الصرف بتبادل العملات
ما يقود الأسواق؟

تحولت أسعار النفط بدعم من حالة عدم اليقين المتعلقة بالإمدادات المرتبطة بالشرق الأوسط، الأمر الذي ساعد على تعويض الضغط الناجم عن ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية.

وأظهرت بيانات اقتصادية مزيدًا من تعافي النشاط الصناعي في أمريكا خلال فبراير، حيث ارتفع مؤشر النشاط الصناعي في "نيويورك" بمقدار 41 نقطة إلى سالب 2.4 نقطة، في حين تحول مؤشر "فيلادلفيا" المماثل إلى نطاق النمو بعد 5 أشهر من الانكماش.

وفي غضون ذلك توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يساعد ارتفاع الإنتاج من الدول خارج "أوبك+" على زيادة إمدادات النفط بمقدار 1.7 مليون برميل يوميًا هذا العام إلى متوسط 103.8 مليون برميل يوميًا، مقارنة بتوقعات سابقة عند 103.5 مليون برميل يوميًا.

مؤشرات الطلب على المنتجات النفطية عالية التكرار باتت قوية
جي بي مورغان
الطلب على النفط

يرى محللو جي بي مورغان كوموديتيز ريسيرش أن مؤشرات الطلب على المنتجات النفطية عالية التكرار باتت قوية.

وزاد الطلب على النفط بمقدار 1.6 مليون برميل يوميًا خلال الأسبوعين الأولين من فبراير بشهر يناير وفقًا لمحللي جي بي مورغان كوموديتيز ريسيرش.

ومن المرجح ارتفاع الطلب على النفط مع زيادة السفر في الصين خلال عطلة العام القمري الجديد، وعطلات نهاية العام في العديد من الدول الكبرى.

وقال محللو جي بي مورغان إن الطلب على الوقود صامد، مدعوم بالعودة إلى مستويات ما قبل فيروس كورونا للسفر الجوي.

اقرأ أيضًا- السعودية تقرض تركيا لدعم التعليم
تناقض المعروض

و أعلنت قازاخستان أنها ستخفض إنتاج النفط بعد فائض الإنتاج في يناير خلال الأشهر الأربعة المقبلة، بما يتماشى مع التزاماتها في أوبك+.

بينما أكد العراق أيضا أنه سيراجع إنتاجه النفطي وسيعالج أي فائض في الإنتاج يتجاوز تخفيضاته الطوعية لأوبك+ في الأشهر الأربعة المقبلة، إن وجد.

وتعليقًا على قرارات العراق وقازاخستان قال محللو إيه.إن.زد : "يأتي هذا قبل اجتماع أوبك في مارس إذ تخطط المجموعة لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ستمدد خفض الإمدادات في الربع الثاني".

وأضاف محللو إيه.إن.زد: "أي مؤشرات على أن التمديد يبدو غير مرجح ستؤثر على المعنويات في أسواق النفط".

أي مؤشرات على أن التمديد يبدو غير مرجح ستؤثر على المعنويات في أسواق النفط
إيه.إن.زد
تراجع الدولار

وانخفض مؤشر الدولار 0.3 % عندما أظهرت بيانات انخفاض مبيعات التجزئة الأميركية أكثر من المتوقع في يناير، وعادة ما يعزز ضعف الدولار أسعار النفط لأنه يجعل السلعة أرخص بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.

وقال مكتب الإحصاء التابع لوزارة التجارة الأميركية : "إن مبيعات التجزئة تراجعت 0.8 % الشهر الماضي".

وعدل مكتب الإحصاء التابع لوزارة التجارة بيانات شهر ديسمبر بالخفض لتظهر ارتفاع المبيعات 0.4 % بدلا من 0.6 %كما ورد سابقا.

وعززت البيانات التفاؤل بشأن خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لأسعار الفائدة، وهو أمر إيجابي للطلب على النفط.

اقرأ أيضًا- مصريات وإماراتيات.. الأقوى في الشرق الأوسط
توقعات الطاقة الدولية

لكن المكاسب الإضافية في أسعار النفط كانت محدودة بعد أن قالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط: "إن الطلب العالمي يفقد زخمه، وخفضت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب في 2024 إلى 1.22 مليون برميل يوميا من 1.24 مليون برميل".

وعلى جانب العرض، توقعت وكالة الطاقة نمو المعروض بمقدار 1.7 مليون برميل يوميا هذا العام، مقارنة بالتوقعات السابقة البالغة 1.5 مليون برميل يوميا.

الطلب العالمي يفقد زخمه.. نتوقع نمو الطلب في 2024 إلى 1.22 مليون برميل يوميا من 1.24 مليون برميل
الطاقة الدولية
توترات الشرق الأوسط

وفي غضون ذلك قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الخميس: "إن التوصل إلى اتفاق هدنة ما زال ممكنا لكن هناك قضايا "صعبة جدا" يتعين حسمها".

وانتهت المفاوضات دون تحقيق انفراجة في المحادثات التي شارك فيها مسؤولون من الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل وقطر بشأن اتفاق حول التوصل إلى هدنة في حرب غزة الدائرة منذ أربعة أشهر.

وقال بلينكن: "إن رد حركة حماس السابق على اتفاق محتمل تضمن بعض "الأمور غير القابلة للتنفيذ بوضوح" لكنه أشار إلى إمكانية العمل على التوصل لاتفاق".

اقرأ أيضًا- إيني: مصر تسدد مستحقات شركات الطاقة

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com