تدرس شركة «سوناطراك» الحكومية الجزائرية إمكانية إنشاء شركة مختلطة مع الشركة الموريتانية للمحروقات لتوزيع وتسويق المواد البترولية في موريتانيا، بالإضافة إلى مشاريع تعاون على امتداد سلسلة القيمة في قطاع المحروقات، حسبما أفاد به، اليوم الأحد، بنواكشوط الرئيس المدير العام للمجمع، رشيد حشيشي.
جاء ذلك خلال لقاء عمل جمع حشيشي بالمدير العام للشركة الموريتانية للمحروقات، إسماعيل عبد الفتاح، بحضور سفير الجزائر لدى موريتانيا، أمين صيد، وذلك بمناسبة الزيارة التي يقوم بها إلى العاصمة الموريتانية، مرفوقًا بوفد رفيع المستوى من الإطارات المسيرة لـ«سوناطراك»، وفقًا لبيان للمجمع العمومي، وفق وكالة الأنباء الجزائرية.
أوضح حشيشي، حسب التصريحات الواردة في البيان، أن المجمع «بصدد دراسة إمكانية إنشاء شركة مختلطة لتوزيع وتسويق المواد البترولية في موريتانيا»، مبرزاً استعداد «سوناطراك» لتلبية احتياجات الشركة الموريتانية للمحروقات، لا سيما من خلال توفير الدعم التقني في مختلف حلقات سلسلة القيمة.
كما أكد خلال هذه الزيارة، التي تندرج في سياق تفعيل محاور مذكرة التفاهم التي تم توقيعها مع الشركة الموريتانية للمحروقات في شهر يناير الماضي، أن المجمع «منفتح» على كل فرص التعاون التي تقوم على مبدأ «رابح – رابح».
في سياق متصل، أكد حشيشي أن هذا الاجتماع، الذي تناول سُبل تطوير التعاون الثنائي واستكشاف فرص الاستثمار وتبادل الخبرات في مجالات الاستكشاف، الإنتاج، النقل، الخدمات البترولية، والتكوين، يندرج ضمن متابعة تنفيذ المحاور الاستراتيجية المنصوص عليها في مذكرة التفاهم، لا سيما في جانبها المتعلق بالتكوين، يضيف البيان.
وشرع عدد من إطارات ومهندسي الشركة الموريتانية للمحروقات فعلياً في متابعة تكوينهم على مستوى المعهد الجزائري للبترول، يضيف حشيشي الذي أعرب عن استعداد مجمع «سوناطراك» لاحتضان المزيد من المهندسين الموريتانيين في وحداته الإنتاجية من أجل تعزيز كفاءاتهم واكتساب الخبرة الميدانية.
من جهته، ثمّن المدير العام للشركة الموريتانية للمحروقات مستوى التعاون القائم بين الطرفين، معرباً عن ارتياحه لنتائج التكوين الذي باشرته «سوناطراك» لفائدة المهندسين الموريتانيين.
كشف المسؤول الأول في الشركة الموريتانية للمحروقات عن مشاريع قيد الدراسة مع «سوناطراك»، تشمل إنشاء شركة مشتركة للاستكشاف الغازي في الحوض الساحلي، وأخرى لتوزيع وتسويق المواد البترولية، بالإضافة إلى مشاريع تعاون على امتداد سلسلة القيمة في قطاع المحروقات.
اعتبر عبد الفتاح أن «هذه الزيارة ستسهم في إعطاء دفعة جديدة للعلاقات الطاقوية بين البلدين الشقيقين»، يضيف البيان.
تم في ختام الاجتماع التوقيع على اتفاقية عدم الإفصاح، تخص الحقول البترولية، وتنظم عملية تبادل البيانات الفنية والمعطيات المتعلقة بمرحلة الاستكشاف، وفق البيان الذي أكد أن هذه الخطوة تعد «محطة مفصلية» نحو إقامة شراكة فعالة تقوم على الثقة والمصالح المتبادلة.
تضمّن برنامج اليوم الأول من الزيارة جولة ميدانية إلى القواعد والمنشآت اللوجستية البترولية بمنطقة ميناء نواكشوط، حيث قام السيد حشيشي والوفد المرافق له بمعاينة الهياكل القائمة، والاطلاع عن كثب على الإمكانيات اللوجستية والتقنية المتوفرة لدى الطرف الموريتاني.
تندرج هذه الزيارة «ضمن الاستراتيجية التي يعتمدها مجمع سوناطراك لتعزيز حضوره الإقليمي والدولي، من خلال توسيع شبكة شراكاته، بما يكرّس دوره المحوري كفاعل رئيس في تحقيق التنمية الطاقوية المستدامة على مستوى القارة الإفريقية»، وفقاً للبيان.