النفط يقفز إلى قمة أسبوعين.. هل تجاوزت الأسعار عنق الزجاجة؟

وسّعت أسعار النفط مكاسبها لليوم الرابع على التوالي، لتقفز إلى أعلى مستوياتها في أسبوعين مع استمرار التعافي من تداعيات قرارات «أوبك+» مطلع هذا الشهر، التي هوت بالنفط إلى أدنى مستوى منذ يناير 2021 مطلع الأسبوع الماضي.

استمدت أسعار النفط قوتها من دفعة قوية بدأت نهاية الأسبوع على وقع مفاوضات مرتقبة بين أكبر اقتصادين بالعالم من شأنها احتواء حرب تجارية أضرت بالنمو العالمي، وخفضت الطلب على النفط من أكبر مستهلكين للنفط بالعالم، وسجلت أول مكاسب أسبوعية منذ منتصف أبريل.

أفراح وآلام النفط

◄ ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم شهر يوليو، قرب 64.3 دولار للبرميل بحلول الساعة 4:30 صباح اليوم بتوقيت غرينتش، بزيادة 0.7% تعادل حوالي 0.4 دولار في البرميل.

◄ زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم شهر يونيو، قرب مستويات 61.5 دولار في البرميل، رابحة 0.35 دولار في البرميل أو ما يعادل 0.65%.

◄ ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.07 دولار، أي 1.7%، 63.91 دولار للبرميل عند تسوية يوم الجمعة، في حين زادت  4.4% خلال تعاملات الأسبوع.

◄ صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي حوالي 1.11 دولار، أي نحو 1.9% إلى مستويات 61.02 دولار عند تسوية الجمعة، بينما قفزت الأسعار 4.1% خلال تعاملات الأسبوع.

◄ سجل الخامان القياسيان مطلع الأسبوع الحالي أدنى مستوياتهما منذ فبراير 2021 بعد قرار تحالف «أوبك+» مطلع الأسبوع بتسريع وتيرة زيادة إنتاج النفط للشهر الثاني على التوالي.

◄ هوى برنت خلال أسبوع اجتماع «أوبك+» 8.3% وانخفض خام غرب تكساس الوسيط 7.5% بعدما أشارت السعودية إلى قدرتها على التكيف مع انخفاض الأسعار لفترة طويلة. 

محفزات الأسعار

اختتمت الولايات المتحدة والصين محادثات التجارة بشكل إيجابي أمس الأحد؛ إذ تحدث الأميركي عن اتفاق لتقليص العجز التجاري الأميركي، في حين أشار الجانب الصيني إلى أن الجانبين توصلا إلى توافق مهم.

جاءت تلك الأنباء لتعزز تفاؤل المستثمرين في أعقاب اتفاقية تجارية أميركية مع المملكة المتحدة بإمكانية تجنب الاضطرابات الاقتصادية الناجمة عن الرسوم الجمركية الأميركية على شركائها التجاريين.

من شأن المحادثات الإيجابية بين أكبر اقتصادين في العالم تعزيز الطلب على النفط الخام مع استئناف التبادل التجاري الذي تعثر في الوقت الراهن بسبب الرسوم الجمركية الضخمة التي يفرضها كل جانب على الآخر.

خطة «أوبك+»

رغم التفاؤل بشأن المحادثات البناءة بين الولايات المتحدة والصين التي دعمت المعنويات، إلا أن الأسواق لا تزال تنتظر تفاصيل الصفقة في الوقت الذي تحد فيه خطة «أوبك+» لزيادة الإنتاج من المكاسب.

أظهرت خطط منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها «أوبك+»، عن توجه لتسريع زيادات الإنتاج في مايو ويونيو، في حين كتب خبراء «ساكسو بنك» إن قرار «أوبك+» يحجم التفاؤل حيال الطلب الذي أثاره احتمال إجراء محادثات بشأن الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين.

ستؤدي زيادة الإنتاج في يونيو من قبل ثماني دول في «أوبك+» إلى رفع إجمالي الزيادات المجمعة أبريل ومايو ويونيو إلى 960 ألف برميل يومياً، ما يعادل تخفيفاً بـ44% للتخفيضات المتفق عليها منذ عام 2022 والبالغة 2.2 مليون برميل يومياً.

مفاوضات إيران

أعلنت واشنطن أن المحادثات بين المفاوضين الإيرانيين والأميركيين لحل الخلافات بشأن البرنامج النووي لطهران انتهت في سلطنة عمان أمس الأحد مع التخطيط لمزيد من المفاوضات.

بالمقابل، أصرت طهران علانية على مواصلة تخصيب اليورانيوم، وقد يخفف أي اتفاق نووي بين الولايات المتحدة وإيران المخاوف بشأن انخفاض المعروض العالمي من النفط، وهو ما قد يضغط أيضاً على أسعار النفط، والعكس تماماً.

وفرضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأسبوع الماضي عقوبات على مصفاة نفط صينية خاصة وشركات تشغيل موانئ في الصين؛ بسبب شراء النفط الإيراني، وطالت العقوبات مصفاة شركة «خبي شينهاي للكيماويات» وثلاث شركات لتشغيل محطة في ميناء «دونغ ينغ» في إقليم شاندونغ الصيني.

تعد هذه ثالث مصفاة صينية مستقلة تستهدفها إدارة ترامب بعد إعادة فرض سياسة أقصى الضغوط التي تهدف إلى قطع عائدات صادرات إيران والضغط على طهران لإبرام اتفاق لكبح برنامجها النووي، والتوقف عن تمويل جماعات مسلحة في الشرق الأوسط.