ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 1%، اليوم الأربعاء، في وقت يعكف فيه المستثمرون على تقييم صمود وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، وتلقى الخام أيضاً دعماً من بيانات أظهرت أن الطلب الأميركي قوي نسبياً.
وبحلول الساعة 09:02 بتوقيت غرينتش، زادت العقود الآجلة لخام برنت 99 سنتاً أو 1.5% إلى 68.13 دولار للبرميل. وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 94 سنتاً أو 1.5% إلى 65.31 دولار للبرميل، وفق وكالة رويترز.
وسجل خام برنت عند التسوية أمس الثلاثاء أدنى مستوياته منذ 10 يونيو، وبلغ خام غرب تكساس الوسيط أقل مستوى منذ الخامس من الشهر ذاته، وهما مستويان تم تسجيلهما قبل أن تشن إسرائيل هجومها المفاجئ على منشآت عسكرية ونووية رئيسة في إيران في 13 يونيو.
وكانت الأسعار ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في 5 أشهر بعد أن هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية إيرانية مطلع الأسبوع.
وقال جيوفاني ستونوفو المحلل المتخصص في السلع الأولية ببنك (يو.بي.إس) «تراجعت المخاوف بشأن انقطاع إمدادات النفط».
وأضاف «يُظهر الانخفاض أن الطلب لا يزال يرتفع في الولايات المتحدة وأن التوترات التجارية لم تكن بالسوء الذي كان يخشاه البعض».
وذكرت مصادر في السوق نقلاً عن بيانات معهد البترول الأميركي الصادرة أمس الثلاثاء أن بيانات القطاع أظهرت انخفاض مخزونات النفط الخام الأميركية 4.23 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 20 يونيو.
ويرى متداولون ومحللون أيضاً بعض الدعم من توقعات السوق باحتمال خفض أسعار الفائدة قريباً في الولايات المتحدة. وعادة ما يؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى تحفيز النمو الاقتصادي والطلب على النفط.
وقال كلفن وونغ كبير محللي السوق في أواندا «ألمحت أول شهادة لرئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي باول أمام الكونغرس (أمس) إلى فرصة ضئيلة لتقديم موعد أول خفض لأسعار الفائدة في 2025 إلى يوليو... وهو ما ينبغي أن يوفر شكلاً من الدعم لأسعار النفط من جانب الطلب».
وأضاف أن العوامل الفنية قادت ارتفاع الأسعار خلال الجلسة.
وأظهرت مجموعة من بيانات الاقتصاد الكلي الأميركية التي صدرت خلال الليل بما في ذلك بيانات ثقة المستهلكين نمواً اقتصادياً ربما أضعف من المتوقع في أكبر مستهلك للنفط في العالم، ما يعزز التوقعات بخفض أسعار الفائدة هذا العام.
وتشير العقود الآجلة إلى تيسير نقدي بما يقرب من 60 نقطة أساس بحلول ديسمبر/ كانون الأول.
وعلى الصعيد الجيوسياسي، ذكر تقييم أولي للمخابرات الأميركية أن الضربات الجوية الأميركية لم تقض على قدرات إيران النووية وأدت فقط إلى تراجعها بضعة أشهر إلى الوراء.
ويبدو وقف إطلاق النار الهش الذي توسط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بين إيران وإسرائيل صامداً.
وفي وقت سابق من أمس الثلاثاء، أشارت كل من إيران وإسرائيل إلى أن الحرب الجوية بينهما انتهت، على الأقل في الوقت الراهن، بعد أن وبخهما ترامب علناً لانتهاكهما وقف إطلاق النار.
وسعت كل من إيران وإسرائيل إلى إعلان النصر ورفعتا القيود المفروضة على الأنشطة المدنية بعد حرب دامت 12 يوماً، وتدخلت فيها الولايات المتحدة بقصف منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية.
وقال محللو (آي.إن.جي) في مذكرة للعملاء: «في حين أن المخاوف بشأن إمدادات الشرق الأوسط انحسرت في الوقت الحالي، فهي لم تختف تماماً، ولا يزال هناك طلب أقوى على الإمدادات الفورية».
وترجح تينا تنغ محللة السوق المستقلة أن تتماسك أسعار النفط عند مستويات تتراوح بين 65-70 دولاراً للبرميل فيما يترقب المتعاملون مزيداً من بيانات الاقتصاد الكلي الأميركية هذا الأسبوع وقرار مجلس الاحتياطي الاتحادي بشأن سعر الفائدة.
وينتظر المستثمرون أيضاً بيانات الحكومة الأميركية حول المخزونات المحلية للخام والوقود المقرر صدورها اليوم الأربعاء.