تقارير
تقاريرانسحاب أنغولا

أوبك+ تتحوط جيداً.. انضمام البرازيل يمحو أثر انسحاب أنغولا

نيجيريا تتنصل من أنغولا وتؤكد انتماءها لـ أوبك+
عندما أعلنت أوبك + في اجتماعها الأخير عن الاستعداد لاستقبال أكبر منتج للنفط في أميركا الجنوبية (البرازيل)، تم التعامل مع الحدث على اعتبار أن المجموعة تتوسع، بيد أنه ومع انسحاب أنغولا بعد أقل من شهر على اجتماع المنظمة، يبدو أن أوبك+ قد تحوطت جيدًا واستبقت الأحداث، كما تعودت دائما في قراراتها التي تهدف إلى ضمان استقرار الأسواق.
وهكذا تكون أنغولا التي تنتج ما يقرب من 1.2 مليون برميل قد خرجت من المجموعة، بيد أن البديل جاء أكثر ثقلًا وتأثيرًا وإنتاجا حيث ستنضم البرازيل التي تنتج ما يزيد على 3.5 مليون برميل.
وأثار الانسحاب المفاجئ لأنغولا من تجمع الدول المصدرة للنفط أوبك حالة من القلق بشأن حدوث مزيد من الانسحابات في الفترة المقبلة، في إشارة إلى احتمال انقسام المجموعة بعد تأجيل اجتماعها الأخير في نوفمبر.

وفي غضون ذلك، اتجهت الأنظار إلى نيجيريا التي كانت في نفس الخندق مع أنغولا فيما يتعلق بحجم خفض الإنتاج المقرر على دول المنظمة.

بيد أن السلطات النيجيرية أرسلت برسالة واضحة إلى منظمة أوبك+ مفادها أن أكبر اقتصاد أفريقي لا يزال ملتزمًا بقرارات المجموعة.

شعار أوبك
شعار أوبكرويترز
ملتزمون

وقال تيميبر سيلفا، وزير الدولة للنفط النيجيري: "إن نيجيريا تؤكد مجددًا التزامها تجاه منظمة البلدان المُصدرة للبترول "أوبك".

وجاء ذلك بعد يوم من إعلان أنغولا أنها ستنسحب من المنظمة التي تقودها السعودية.

وفي نهاية نوفمبر الماضي، أبدت أنغولا ونيجيريا عدم رضاهما عن حصصهما، خلال الاجتماع الوزاري الأخير لتحالف أوبك+ الذي تم تأجيله لعدة أيام.

اقرأ أيضًا- بايدن يوقع أكبر ميزانية دفاع في تاريخ أميركا
إنتاج نيجيريا

انتعش إنتاج نيجيريا من النفط ليصل إلى 1.3 مليون برميل يومياً في ظل استقرار أداء المنشأت النفطية والتي تأثرت خلال العام الماضي بعمليات نهب وسرقة وتدمير لخطوط التصدير.

حيث استعانت البلاد بشركة أمن خاصة لتأمين خط أنابيب النفط في دلتا النيجر الذي تعرض لعمليات تخريب في مارس الماضي.

ووفقاً لبيانات الإنتاج المعلنة، اليوم، عادت نيجيريا لصدارة الإنتاج في أفريقيا التي انتزعتها منها أنغولا بعد عمليات التخريب لأنابيت النفط، حيث بلغ إنتاج أنغولا من الخام 1.1 مليون برميل في أغسطس الماضي.

تمتلك نيجيريا طاقة إنتاجية 1.8 مليون برميل يومياً فيما يمثل خط الأساس المعتمد لها في تحالف "أوبك+" نحو 1.38 مليون برميل يومياً.

نيجيريا تؤكد مجددًا التزامها تجاه منظمة البلدان المُصدرة للبترول.
تيميبر سيلفا
خلاف سابق

وقالت رئيسة أبحاث السلع في "RBC Capital Markets"، هيليما كروفت:" إن أنغولا لم تقر أبدا باتفاق يونيو حيث تم خفض خط الأساس الخاص بها".

وأضافت رئيسة أبحاث السلع في "RBC Capital Markets: "بدأت بوادر هذا الخروج في يونيو، حيث كانت أنغولا واحدة من الأعضاء الأكثر مزاجية".

ولفتت هيليما كروفت إلى أن استثماراتها النفطية ليست قوية بما يسمح لها بضمان الوصول إلى الحد المطلوب".

فيما قال رئيس برنامج أفريقيا في مركز "تشاتام هاوس" للأبحاث، أليكس فاينز: "إن أنغولا اتبعت سياسة خارجية انتقائية بشكل متزايد في عهد الرئيس الحالي، الذي وصل إلى حكم البلاد عام 2017، مضيفًا أن "الخروج من أوبك جزء من ذلك".

اقرأ أيضًا- النفط يسجل أكبر مكاسب أسبوعية في شهرين
لن تؤثر

وقالت رئيسة أبحاث السلع في "RBC Capital Markets: "إن انسحاب أنغولا ليس مؤثرا بشكل كبير، حيث أن 1.4 مليون برميل في أفضل الظروف يوميا، لا يمثل نسبة كبيرة من حجم الإنتاج".

وأشارت كروفت إلى أنه بالنظر إلى حجم إنتاج البلاد، فإن هذا الخروج لن يؤثر بشكل ملموس على عمليات المنظمة.

استثماراتها النفطية ليست قوية بما يسمح لها بضمان الوصول إلى الحد المطلوب.
هيليما كروفت
لن تتمزق

وقال رئيس مجموعة "رابيدان إنرجي" الاستشارية، بوب ماكنالي: "انسحاب ليس دليلا على تمزق وشيك، ولا يعرض عملية خفض الإنتاج للخطر على المدى القصير".

وأضاف بوب ماكنالي: "أن المنظمة يجب أن تحافظ على العمل والتعاون بين أعضائها خلال السنوات المقبلة".

بديل أنغولا

ومن المقرر أن تنضم البرازيل بداية من العام المقبل إلى أوبك، وهي إحدى أبرز الدول المنتجة للنفط في العالم، وأكبر منتج في أميركا الجنوبية منذ عام 2016.

وبلغ إنتاج البرازيل من النفط الخام مستوى قياسيا، وصل إلى 3.7 مليون برميل يوميا في سبتمبر الماضي، بزيادة قدرها 17%عن الشهر ذاته من العام السابق.

اقرأ أيضًا- أين تذهب أسعار النفط؟ الحرب.. الامدادات.. أوبك+
استغلال المضاربين

بينما يرى المحلل لدى "SEB"، بيارن شليدرو أن انسحاب أنغولا ليس علامة على مشكلة أكبر.

بيد أن المحلل لدى "SEB"لفت إلى أن انسحاب أنغولا إشارة سيستخدمها بعض المتشائمين كذريعة لبيع النفط.

فيما قال رئيس الشؤون الجيوسياسية في شركة "إنيرجي أسبيكتس"، ريتشارد برونز: " إنه لا يوجد تأثير على توقعات العرض، لأن أنغولا بالفعل تنتج بكامل طاقتها، ولن يؤثر القرار على الحصص أو خطط الإنتاج".

انسحاب ليس دليلا على تمزق وشيك، ولا يعرض عملية خفض الإنتاج للخطر على المدى القصير.
بوب ماكنالي
ليست الأولى

يذكر أنه انسحبت في السنوات الأخيرة عدة دول من أوبك لأسباب مختلفة، من بينها قطر التي أرجعت انسحابها لـتركيزها على إنتاج الغاز الطبيعي المسال، بالإضافة إلى إندونيسيا والإكوادور.

اجتماع أوبك+

تأجل اجتماع أوبك+ الأخير من 26 نوفمبر 30 من الشهر ذاته، وعزت تقارير دولية ذلك إلى خلاف بشأن حصص إنتاج المنتجين الأفارقة.

ويرى المحلل في شركة "ريستاد إنرجي"، خورخي ليون، أن "خفض إنتاج النفط الخام في التحالف كان يحتاج إلى موافقة الأعضاء الـ23 بالإجماع، في حين يظهر تباين مصالحهم بوضوح".

وقال كارستن فريتش، المحلل في كومرس بنك: "إن أنغولا ونيجيريا تريدان زيادة إنتاجهما من النفط، وسوف تشدّدان بلا شك في رفع أهدافهما الإنتاجية للعام 2024".

ولفت جون إيفانز، من "بي في إم انيرجي" إلى أن البلدين يعتمدان بشكل كبير على إنتاجهما من النفط والغاز لتأمين العملة الصعبة.

اقرأ أيضًا- فعلتها من جديد.. السلفادور تُشعل الكريبتو
خلفية الانسحاب

وكانت نيجيريا وأنغولا من بين عدة دول، حصلت على أهداف أقل في اجتماع تحالف أوبك+ الأخير في يونيو 2023، بعد سنوات من الفشل في تحقيق الأهداف السابقة.

وسجل إنتاج أنغولا في نوفمبر 2023، حسب بيانات أوبك نحو 1.13 مليون برميل يومياً، في حين أن حصتها في تحالف أوبك+ تُقدر بـ1.28 مليون برميل يومياً.

انسحاب أنغولا ليس علامة على مشكلة أكبر.
بيارن شليدرو
اتساع المجموعة

وقالت المحللة في "سويسكوت" إيبك أوزكاردسكايا: "النقاشات الأخيرة كشفت النقاب عن بوادر لتخارج أنغولا من منظمة الدول المصدرة للنفط".

وأشارت المحللة في "سويسكوت" إلى أن "أوبك بلاس" الذي يضم 23 دولة لم يتفق بالإجماع على خفض الإنتاج

ولفتت المحللة إلى أن أوبك + اعتمدت مبدأ التخفيضات الطوعية بقيادة السعودية وروسيا و6 أعضاء آخرين بينهم العراق والكويت.

وشددت أوزكاردسكايا على أن "الوحدة هي المطلوبة من أجل منح مشروعية أقوى" للمجموعة وقراراتها.

اقرأ أيضًا- سنرد بالمثل.. روسيا تهدد الغرب وواشنطن
توقعات العرض

تتوقع "أوبك" أن ينمو إنتاج النفط من خارجها في عام 2023 بمقدار 1.6 مليون برميل يومياً على أساس سنوي ليصل إلى 67.4 مليون برميل يومياً.

وعوضت المراجعات بالزيادة لبيانات الإنتاج في روسيا والولايات المتحدة والبرازيل المراجعات بالخفض لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أوروبا، لتستمر التوقعات عند نفس مستويات الشهر الماضي.

وفي العام المقبل من المتوقع أن ينمو إنتاج النفط من خارج "أوبك" بمقدار 1.4 مليون برميل يومياً ليصل في المتوسط ​​إلى 68.8 مليون برميل يومياً، دون تغيير على نطاق واسع عن الشهر السابق.

لا يوجد تأثير على توقعات العرض، لأن أنغولا تنتج بكامل طاقتها، ولن يؤثر القرار على الحصص أو خطط الإنتاج.
ريتشارد برونز
توقعات الطلب

حافظت المنظمة على توقعاتها لنمو الطلب على النفط لعام 2023 عند 2.4 مليون برميل يومياً، دون تغيير على نطاق واسع عن تقييمها المعلن الشهر الماضي. وترى أن متوسط حجم الطلب الإجمالي العالمي قد يصل إلى ​​102.1 مليون برميل يومياً لهذا العام.

رفعت "أوبك" توقعاتها لنمو الطلب في الربع الثالث بناءً على البيانات الفعلية لشهر يوليو التي أظهرت نمواً عن المتوقع، مما عوض تقديرات بالخفض لبيانات النصف الثاني من عام 2023، خاصة في آسيا.

من المتوقع أن يرتفع الطلب على النفط في عام 2023 بمقدار 120 ألف برميل يومياً ليصل إلى متوسط ​​46.1 مليون برميل يومياً في دول منطقة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بدعم من دول المنظمة في الأميركيتين على خلفية نمو الطلب على وقود الطائرات.

وتتوقع "أوبك" أن يرتفع الطلب العالمي على النفط في 2024 بمقدار 2.2 مليون برميل يومياً على أساس سنوي، ليصل متوسطه إلى 104.3 مليون برميل في اليوم.

اقرأ أيضًا- العالم في خطر.. باب المندب يفتح باب القلق

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com