يبدو أن أسعار النقط وأسواق الطاقة ستعيش مزيدا من الضغط والتقلبات خلال الأيام المقبلة وسط حالة من التناحر بين عوامل ومحركات السوق حيث تراجع الطلب ونقص المعروض.
وفي غضون ذلك نزلت أسعار النفط الخام إلى ادنى مستويات في نحو أسبوع مع توقعات سلبية بشأن تراجع الطلب والتي تزامت مع احتمال فرض عقوبات جديدة على إيران في حال تورطها في الصراع الدائر بمنطقة الشرق الأوسط.
ما يقود الأسواق؟
وفي الوقت الذي تتخوف فيه الأسواق من تعثر إمدادات منطقة الشرق الأوسط وسط الصراع الدائر بين حركة حماس الفلسطين واسرائيل، تأتي الأنباء بشأن احتمال فرض عقوبات إضافية على إيران في حال كانت متورطة في هذا الصراع.
ورغم ان ما سبق يعد إيجابيًا للأسعار حيث يؤدي إلى ضيق المعروض، إلا أن أنباء تخفيف العقوبات الأمبركية على نفط كاركاس(فنزويلًا) تقف في المقابل لتخفف من حدة تلك المخاوف.
اقرا أيضًا- الأسواق تحول دفتها.. الفيدرالي قد يلتزم بـ "الصبر"
الصراع بالمنطقة
رغم انخفاض ما تنتجه إسرائيل من النفط إلا أن توترات المنطقة واستمرار الصراع لا يزال يلقى بحالة من القلق على حركة الأسواق وفقًا لمحللي آي إن جي للسلع.
ويرى محللا آي إن جي، وارن باترسون وإيوا مانثي أنه ما يزال هناك خطر من تصعيد مخاطر الصراع ، خاصة إذا كان هناك أي تورط إيراني.
سوق ضيق
وأشار محللا آي إن جي إلى أنه في حال تم إثبات وجود تورط إيراني فإن فرض العقوبات الأميركية بصورة أقوى على النفط الإيراني من شأنه أن يؤدي إلى تشديد سوق النفط حتى عام 2024.
وأمس الأربعاء أكدت وزيرة الخزانة الأميركية ان واشنطن تراقب عن كثب تطورات الحرب وتدرس ما إذا كانت إيران متورطة أم لا.
وفي الوقت ذاته أكدت واشنطن على أن العقوبات الأميركية المفروضة على إيران لن تتأثر ولم يتم تخفيفها في الفترة الأخيرة.
لا تخفيف
وقالت وزيرة الخزانة الاميركية: "ستظل الولايات المتحدة يقظة بشأن العقوبات الأميركية المفروضة على إيران".
وأكدت وزيرة الخزانة على أن الولايات المتحدة لم تخفف بأي حال من الأحوال عقوباتها على النفط الإيراني.
اقرأ أيضًا- بسبب الكوراث الطبيعية.. الصين تخسر 42 مليار دولار
توازن واشنطن
وفي الوقت الذي تلوح فيه واشنطن بعقوبات إيرانية مضاعفة، أحرزت فنزويلا والولايات المتحدة تقدما في المحادثات التي يمكن أن تفضي إلى تخفيف العقوبات على كاراكاس.
جاء ذلك من خلال السماح لشركة نفط أجنبية إضافية واحدة على الأقل بالحصول على النفط الخام الفنزويلي في ظل بعض الشروط.
مخاوف عالمية
وحذر شار كارل تانينباوم، كبير الاقتصاديين في نورثرن ترست من أي تعثر في إمدادات النفط الخام من منطقة الشرق الاوسط أو توقف لمضيق قناة السويس.
ولفت كبير الاقتصاديين في نورثرن ترست إلى أن تلك التوترات قد تؤدي إلى قفزة جديدة في معدلات التضخم وهو ما يدفع البنوك المركزية لمواجهة تحدي جديد.
ارتفاع الأسعار
وفي غضون ذلك يرى كبير الاقتصاديين في شركة III Capital Management كريم بسطة أن الحرب تشكل خطرًا على ارتفاع أسعار النفط، وتشكل مخاطر على كل من التضخم وتوقعات النمو.
ولفت كبير الاقتصاديين في شركة III Capital Management إلى أن تلك العوامل ستؤدي إلى ارتباك البنوك المركزية وفي مقدمتهم الفيدرالي الأميركي.
اقرأ أيضًا- القصة الكاملة لصفقة القرن.. ولادة أكبر كيان للنفط الصخري بالعالم
النفط الإيراني
وفيما يتعلق بتدفقات النفط الإيراني من المرجح أن ترتفع إلى 3.4 مليون برميل وفقًا لوزير النفط الإيراني جواد أوجي.
وفي الوقت ذات يقترح مسؤولين أميركين تخفيف العقوبات على فنزويلا بما يتيح المزيد من التدفقات النفطية، وذلك لتعويض نقص إمدادات النفط الروسي والإيراني.
ووفقًا لتقارير دولية قال مستشارون وشركات تتتبع شحنات الناقلات، إن إنتاج وصادرات إيران من النفط قفزا في أغسطس رغم العقوبات الأميركية، إذ إنها تبيع لمشترين من بينهم الصين.
وتقدر شركة "إس.في.بي" الاستشارية أن إنتاج النفط الإيراني ارتفع في أغسطس إلى 3.15 مليون برميل يوميا ليصل إلى أعلى مستوى له منذ عام 2018 وأن صادرات النفط الخام والمكثفات وصلت إلى أقل قليلا من مليوني برميل يوميا.
إنتاج إيران
ووفقاً لأرقام منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك، بلغ معدل الإنتاج الإيراني 3.15 مليون برميل يوميا هو الأعلى لإيران منذ عام 2018.
وتتوقع شركة كبلر ، التي تقدم بيانات التدفقات، أن يبلغ متوسط صادرات الخام في نحو 1.2 مليون برميل يوميا، انخفاضا من أعلى مستوى بلغته في مايو 2018 عند 1.54 مليون برميل يوميا.
وفي غضون ذلك توقعت إيران إنها تتوقع ارتفاع الإمدادات في المدى القريب، ونقلت وسائل إعلام رسمية عن وزير النفط الإيراني قوله إن إنتاج النفط الخام سيصل إلى 3.4 مليون برميل يوميا بحلول نهاية سبتمبر الماضي.
وترفع إيران حجم الإنتاج في الوقت الذي يقوم فيه تحالف أوبك+، الذي يضم أوبك وروسيا وآخرين، بخفض الإنتاج لدعم سوق النفط التي تأثرت فيها الأسعار بالتوقعات بأن التراجع الاقتصادي سيؤثر على الطلب.