تراجع الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى له منذ خمسة أشهر مقابل اليورو، اليوم الاثنين، رغم ارتفاعه أمام الدولار الأميركي الضعيف.
جاءت هذه التحركات نتيجة البيانات الاقتصادية الأخيرة وتصريحات أحد مسؤولي بنك إنجلترا، التي دفعت المستثمرين إلى تعزيز توقعاتهم بشأن خفض أسعار الفائدة في المستقبل من قِبل البنك المركزي البريطاني.
وأظهرت بيانات الأسبوع الماضي انخفاض مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة بنسبة 0.3% خلال ديسمبر، في حين كان المحللون يتوقعون ارتفاعاً.
كما شهدت مؤشرات أساسية لنمو أسعار المستهلك تراجعاً حاداً، وأعلن عضو لجنة تحديد أسعار الفائدة، آلان تايلور، أنه يتوقع أن يقوم بنك إنجلترا بخفض أسعار الفائدة أربع مرات في عام 2025.
حالياً، تسعّر الأسواق تخفيضات في أسعار الفائدة لعام 2025 بواقع 62 نقطة أساس، مقارنة بنحو 40 نقطة أساس قبل صدور بيانات التضخم الأخيرة.
القلق بشأن التوقعات المالية للمملكة المتحدة ضغط على الجنيه الإسترليني وأسعار السندات قبل أسبوعين. ومع ذلك، بعد البيانات الأخيرة، ركز المستثمرون مجدداً على التباين في السياسة النقدية بين بنك إنجلترا والبنوك المركزية الكبرى الأخرى.
وتراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.3% مقابل الدولار ليصل إلى 1.2197 دولار، مقترباً من أدنى مستوى له خلال 14 شهراً الذي سجله يوم الاثنين.
وعلى الجانب الآخر، انخفض الدولار الأميركي يوم الاثنين قبل تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة في وقت لاحق من الجلسة، حيث يركز المستثمرون على الإعلانات السياسية التي قد تؤثر فوراً في العملة الأميركية.
ويركز المستثمرون على أرقام الرواتب لشهر نوفمبر، التي من المقرر صدورها يوم الثلاثاء، وعلى أي دليل يشير إلى تسارع أكثر استدامة. في الوقت ذاته، يتوقعون تراجعاً إضافياً في بيانات مؤشر مديري المشتريات لشهر يناير، يوم الجمعة، بالإضافة إلى مؤشرات ثقة المستهلكين الصادرة عن «جي إف كيه».
وارتفع اليورو بنسبة 0.36% ليصل إلى 84.71 بنس لكل يورو، بعد أن سجل 84.73 بنس، وهو أعلى مستوى له منذ الـ26 من أغسطس.
وقال جورج فيسي، استراتيجي العملات في «كونفيرا»: «البيانات الأخيرة المتعلقة بالتضخم خففت المخاوف بشأن الركود التضخمي، مع تسريع التوقعات بشأن خفض بنك إنجلترا لأسعار الفائدة». وأضاف أن التحديات المالية الأخيرة أسهمت في إضعاف الجنيه.