في ليلة «الفيدرالي».. هل يستبق الدولار كلمة جيروم باول؟

قبل ساعات من صدور قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، بشأن أسعار الفائدة، سجلت العملة الأميركية تراجعات واسعة أمام العملات الرئيسة، تزامناً وتزايد احتمالات أن يلمح رئيس البنك جيروم باول إلى خفضٍ وشيكٍ لأسعار الفائدة.

في غضون ذلك خيم التراجع على مؤشر الدولار الرئيس أمام معظم العملات الرئيسة اليوم الأربعاء، بعد أن أججت الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران وأنباء عن انخراط واشنطن في الصراع المحتدم بين الطرفين قلق المستثمرين.

الدولار اليوم 

◄ انخفض مؤشر الدولار الأوسع نطاقاً، الذي يتتبع أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسة بينها اليورو والاسترليني والين بنسبة 0.3% بعد ارتفاعه 0.6% في الجلسة السابقة.
◄ تلقى الدولار دعماً على مدار الجلسات السابقة كونه من أصول الملاذ الآمن، إذ ارتفع 1% مقابل الين والفرنك السويسري واليورو منذ يوم الخميس الماضي وحتى نهاية تعاملات أمس.
◄ كان الدولار خسر أكثر من 8% حتى الآن خلال العام الجاري بسبب تراجع الثقة في الاقتصاد الأميركي الناجم عن سياسات الرئيس دونالد ترامب التجارية.

العملات الرئيسة

◄ ارتفع الفرنك السويسري أمام الدولار عند 0.8201 للدولار بزيادة 0.1%.
◄ ازداد اليورو مقابل العملة الأميركية بنسبة 0.25% وصولاً إلى 1.1512 دولار.
◄ ارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار نحو 0.3 % ليصل إلى 1.346 دولار.
◄ نزل الين وحيداً أمام الدولار بنسبة 0.25% إلى مستويات دون 145 يناً للدولار.

تغير الخطة

كتب رودريغو كاتريل محلل شؤون العملات لدى بنك أستراليا الوطني في مذكرة: «لا يزال الدولار ملاذاً آمناً بفضل رسوخه وسيولته، لذا من الوارد أن تتسبب عوامل مؤقتة في إضعاف الدولار ، إلا أنه سيحتفظ بقوته باعتباره ملاذاً آمناً».

قال محلل شؤون العملات لدى بنك أستراليا الوطني: «في ظل سيناريو العزوف الكبير عن المخاطرة، سيظل الدولار يحظى بدعم، لكن ربما ليس بالقدر ذاته الذي حققه في الماضي».

في حين يرى توني سيكامور محلل الأسواق لدى بنك «آي جي» وفقاً لمذكرة أن الصراع في الشرق الأوسط وخطر تباطؤ النمو العالمي قد يدفعان «الفيدرالي» إلى خفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في يوليو، وهو ما يسبق الموعد الذي تتوقعه السوق حالياً وهو سبتمبر.

قال سيكامور: «يمكن أن يصبح الوضع في الشرق الأوسط حافزاً للاحتياطي (الفيدرالي) ليبدو أكثر ميلاً للتيسير، كما فعل في أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023».

حذر «الفيدرالي»

سيطرت حالة من الحذر على توجهات مسؤولي الاحتياطي «الفيدرالي»، إذ قال رئيس «الفيدرالي» الأميركي جيروم باول، إن أسعار الفائدة من المرجح أن تظل في مستويات عالية، نظراً للتغيرات التي تطرأ على الاقتصاد.

في حين أكد رافاييل بوسـتيك، رئيس بنك الاحتياطي «الفيدرالي» الأميركي في أتلانتا، أنه يتوقع أن يشهد الاقتصاد الأميركي تباطؤاً خلال العام الجاري، لكنه لا يتوقع أن يدخل في حالة ركود، مشيراً إلى أنه لا يزال يتوقع خفضاً واحداً فقط في أسعار الفائدة خلال عام 2025.

بينما أشار  نيل كاشكاري، عضو بنك الاحتياطي «الفيدرالي» الأمريكي عن ولاية مينيابوليس، إلى دعمه خيار الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير في الوقت الراهن، مشيراً إلى الحاجة لمزيد من الوضوح بشأن آثار الرسوم الجمركية المرتفعة على التضخم والنشاط الاقتصادي.

قرار الفائدة

وفقا لبيانات أداة تتبع أسعار الفائدة تتوقع الأسواق بنسبة 99.9% أن يُبقي البنك على الفائدة في نطاق 4.25% - 4.5%، ويعكس هذا السيناريو استمرار السياسة النقدية المتشددة رغم تباطؤ التضخم.

في الوقت ذاته كتب خبراء بنك «غولدمان ساكس» أنهم يتوقعون أن يحافظ البنك على موقفه الحذر، مشيرين إلى أن بداية دورة خفض الفائدة تتطلب دلائل أوضح على تراجع سوق العمل، وهو ما لم يتوفر بعد بشكل كافٍ.