قال بنك «آي إن جي» إن التحركات الأخيرة لليورو هذا الأسبوع تعود بشكل شبه كامل إلى التطورات في الولايات المتحدة، في وقت لا يزال التأثير الأوروبي مقتصراً على نبرة الخطاب النقدي للبنك المركزي الأوروبي، الذي أصبح أقل ميلاً للتيسير النقدي.
أشار «آي إن جي» إلى أن التصريحات الأخيرة من البنك المركزي الأوروبي، رغم ندرتها، عززت اللهجة المتشددة التي تبنتها الرئيسة كريستين لاغارد الأسبوع الماضي. كما أكّد محافظ البنك المركزي الكرواتي، بوريس فوتشيتش، هذا التوجه يوم الثلاثاء، قائلاً إن «البنك المركزي الأوروبي في وضع جيد للغاية» وينبغي أن ينتظر حتى صدور التوقعات الجديدة في سبتمبر قبل اتخاذ أي قرار بشأن السياسة النقدية».
وتتوقع الأسواق حالياً أن يقوم المركزي الأوروبي برفع الفائدة بمقدار 15 نقطة أساس في سبتمبر، و17 نقطة في أكتوبر، و30 نقطة في ديسمبر، وفقاً لتقديرات «آي إن جي».
على الرغم من هذا التحول الأوروبي، أشار «آي إن جي» إلى أن تأثيره على سعر صرف اليورو مقابل الدولار ليس كبيراً. فقد ارتفع زوج اليورو/الدولار الأميركي الأسبوع الماضي بعد تحوّل نبرة المركزي الأوروبي إلى التشدد، لكن فروقات العائدات القصيرة الأجل لا تؤثر كثيراً على عملات مجموعة العشر خارج سياق قرارات البنوك المركزية.
وترى «آي إن جي» أن حركة اليورو مقابل الدولار ستعتمد بشكل أساسي هذا الأسبوع على أداء الدولار، مع وجود دعم محتمل حول مستوى 1.1400، وفرصة لاختبار مستوى 1.1500 قبل نهاية الأسبوع.
وفي سياق متصل، قال «آي إن جي» إن نتائج مراجعة الإنفاق العام التي سيُعلن عنها في المملكة المتحدة يوم الأربعاء، من غير المرجّح أن تؤثر كثيراً على الأسواق المالية، نظراً لأن الأسواق على دراية مسبقة بوتيرة نمو الاستثمارات والموازنات الوزارية للسنوات المقبلة، في حين ستكون المراجعة بمثابة إعادة توزيع فقط.
لكن البنك أشار إلى أن هذه المراجعة قد تُظهر أن الموارد المخصصة للنفقات الجارية تبقى غير كافية، ما يستدعي تأمين مصادر تمويل إضافية خلال موازنة الخريف. وأضاف أن الهامش المالي المتاح لوزارة المالية ضمن قواعدها الخاصة بالعجز المالي قد تلاشى بالكامل، ما يفرض احتمالاً كبيراً لزيادة الضرائب في وقت لاحق من هذا العام لسد العجز.
وقد فقد الجنيه الإسترليني بعض زخمه بعد صدور بيانات متباينة حول سوق العمل البريطاني يوم الثلاثاء، فيما قد تؤدي التطورات المالية إلى زيادة تقلبات سوق السندات الحكومية البريطانية (gilts). ووفقاً لـ«آي إن جي»، من المرجح أن يتجه زوج اليورو/الجنيه نحو ارتفاع طفيف، وربما يختبر مستوى 0.850 في الأيام المقبلة.