تراجعت المؤشرات الرئيسية في بورصة «وول ستريت» خلال تعاملات الجمعة، بعدما اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصين بانتهاك اتفاق تجاري مبدئي توصل إليه الجانبان في وقت سابق من الشهر.
وانخفض مؤشر «ناسداك» بنسبة 1.2% إلى 18,953.5 نقطة بعد منتصف النهار، بينما تراجع «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.7% إلى 5,873.2 نقطة، وهبط «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.3% إلى 42,080.7 نقطة. وتصدّر قطاع التكنولوجيا الخسائر، في حين قادت السلع الاستهلاكية الأساسية المكاسب.
وكانت واشنطن وبكين قد اتفقتا مطلع مايو على تعليق معظم الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يوماً، لكن ترامب قال الجمعة إن الصين «انتهكت بالكامل» الاتفاق، دون أن يقدّم تفاصيل، مضيفاً في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: «الصين، وهو أمر قد لا يفاجئ البعض، انتهكت تماماً الاتفاق المبرم معنا». من جهته، صرّح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسينت يوم الخميس بأن المحادثات التجارية بين البلدين «شبه متوقفة»، وقد تتطلب تدخلاً مباشراً من ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ لإحراز تقدم.
هبطت عوائد سندات الخزانة الأميركية خلال الجلسة، حيث تراجع العائد على السندات لأجل عامين بمقدار 3.5 نقطة أساس إلى 3.9%، والعائد على السندات لأجل عشر سنوات بمقدار 2.2 نقطة أساس إلى 4.4%.
على الصعيد الاقتصادي، أظهرت البيانات الحكومية تباطؤ نمو إنفاق المستهلكين في أبريل بما يتماشى مع توقعات «وول ستريت»، كما تباطأ معدل التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي على أساس سنوي.
وقال أندرو فوران، الخبير الاقتصادي لدى «تي دي إيكونوميكس»، في مذكرة منفصلة: «توقفت وتيرة إنفاق المستهلكين في أبريل، حيث أثرت الرسوم الجمركية المتبادلة على ثقة المستهلكين وبدأت تُنهي سلوك الشراء الاستباقي الذي شهدناه في مارس». وأضاف: «نتوقع نمواً معتدلاً في إنفاق المستهلكين بنسبة 1.8% في الربع الثاني، مع استمرار تكيف الاقتصاد مع بيئة التكاليف المرتفعة».
وأظهر مسح لجامعة ميشيغن أن ثقة المستهلكين الأميركيين استقرت في مايو بعد أربعة أشهر من التراجع، بدعم من الاتفاق التجاري المبدئي بين الولايات المتحدة والصين.
في سياق متصل، تراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.1% إلى 60.29 دولار للبرميل، وسط ترقب الأسواق لقرار منظمة «أوبك» وحلفائها بشأن سياسة الإنتاج، والذي قالت شركة «دي.إيه. ديفيدسون» إنه «يثقل كاهل السوق»، مشيرة إلى أن أسعار الخام تتجه لتسجيل ثاني خسارة أسبوعية على التوالي نتيجة توقعات بزيادة المعروض. أما الذهب، فقد انخفض بنسبة 1% إلى 3,284.6 دولار للأونصة، بينما هبطت الفضة بنسبة 1.3% إلى 32.99 دولار للأونصة.
على صعيد الشركات، تراجعت أسهم شركة «غاب» (Gap) بنسبة 18%، بعدما ذكرت «يو بي إس» أن أرباح الشركة حتى عام 2027 قد تتعرض لضغوط أكبر من المتوقع بسبب الرسوم الجمركية. وكانت الشركة قد أعادت تأكيد توقعاتها لنمو الإيرادات في السنة المالية 2025، لكنها أوضحت أن هذه التوقعات لا تأخذ في الاعتبار التأثير المحتمل للرسوم الجمركية بسبب طبيعتها المتغيرة.
في المقابل، قفزت أسهم «أولتا بيوتي» (Ulta Beauty) بنسبة 11% بعد إعلان نتائج فصلية تجاوزت التوقعات، لتكون الأفضل أداءً في مؤشر «ستاندرد آند بورز 500». كما ارتفعت أسهم «كوستكو» (Costco Wholesale) بنسبة 3.6% عقب إعلان الشركة عن نتائج مالية ومبيعات تفوقت على التقديرات، رغم أن المبيعات المماثلة جاءت أقل من التوقعات.