بعد مفاجأة «إنفيديا» و«حكم إبطال التعريفات».. أين تذهب «وول ستريت»؟

من المتوقع أن تتجه السوق الأميركية إلى قضاء ليلة سعيدة، وجلسة تداول يسودها التفاؤل، بعدما تلقت مؤشرات «وول ستريت» دفعتين من العيار الثقيل، بداية من نتائج تفوق التوقعات لعملاق الرقائق «إنفيديا»، إضافة إلى قرار تاريخي من شأنه تعطيل تفعيل الرسوم الجمركية.

كانت الأسواق الأميركية أغلقت جميعها، أمس الأربعاء، على تراجع، قبل صدور نتائج عملاق الرقائق «إنفيديا»؛ إذ تأثرت الأسواق بمحضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، بعدما كشف عن تزايد احتمالات الركود مع سيطرة حالة من عدم اليقين على آفاق النمو الاقتصادي بفعل تداعيات سياسة التعريفات.

مفاجأة «إنفيديا»

أعلنت شركة «إنفيديا» عن إيرادات قريبة من توقعات المحللين، مسجلة في الربع الأول 44.1 مليار دولار؛ ما دفع أسهم الشركة إلى الارتفاع 4% في التداولات الممتدة ما بعد إغلاق السوق.

وقالت صانعة الرقائق في تقريرها المالي، إن إيرادات أعمالها في قطاع مراكز البيانات قفزت 73% على أساس سنوي إلى 39.1 مليار دولار خلال الربع المنتهي في السابع والعشرين من أبريل الماضي.

بلغت مبيعات وحدة الألعاب التي كانت سابقاً النشاط الرئيس للشركة 3.8 مليارات دولار. وتوقع المحللون 2.85 مليار دولار في المتوسط، وبلغت مبيعات وحدة السيارات 567 مليون دولار.

الطلب العالمي

قال الرئيس التنفيذي للشركة جينسن هوانغ خلال إعلان نتائج أعمال الشركة، «الطلب العالمي على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي من الشركة قويٌّ للغاية».

أضاف جينسن: «تضاعف توليد رموز الاستدلال بالذكاء الاصطناعي 10 أضعاف في عام واحد فقط، ومع تزايد استخدام وكلاء الذكاء الاصطناعي، سيتسارع الطلب على حوسبة الذكاء الاصطناعي».

بلغ الربح 96 سنتاً للسهم، بعد خصم بعض البنود، وهو أعلى من تقديرات «وول ستريت» التي كانت عند 93 سنتاً.

كان المحللون يتوقعون أن تحقق «إنفيديا» مبيعات بقيمة 43.3 مليار دولار في المتوسط ​​خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في أبريل، كما قدروا إيرادات بقيمة 45.1 مليار دولار للأشهر الثلاثة المنتهية في يوليو.

توقعات متفائلة

أوضحت «إنفيديا» أنها تتوقع تحقيق إيرادات إجمالية قدرها 45 مليار دولار في الربع الثاني من عامها المالي، مقارنة بتقديرات المُحللين عند 45.9 مليار دولار.

أشارت الشركة إلى أنها تحملت تكاليف بقيمة 4.5 مليار دولار بسبب فائض المخزون من الرقائق نتيجة إخطار الحكومة الأميركية لها بضرورة الحصول على ترخيص لتصدير رقائق إتش 20 إلى الصين.

كانت «إنفيديا» وعدد من شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى بين أكبر المتراجعين خلال موجة الهبوط الشهر الماضي، والتي دفعت مؤشر «إس آند بي 500» إلى حافة الدخول في سوق هابطة. 

العقود الآجلة

أظهرت تداولات العقود الآجلة اتجاه المؤشرات الرئيسة اليوم الخميس إلى افتتاح قوي، بعد الحكم القضائي من محكمة التجارة الأميركية بتعطيل الرسوم الجمركية جنبا لى جنب وأحكام أخرى بخصوص تعطيل الرسوم الاستثنائية على الصين وكندا والمكسيك سواء المرتبطة بتهريب المخدرات أو الهجرة غير المشروعة.

◄ ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «داو جونز» 1.3% إلى 42730 نقطة، رابحاً 560 نقطة.
◄ ازدادت العقود الآجلة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» الأوسع نطاقاً 1.6%، أو ما يعادل 95 نقطة.
◄ صعدت العقود الآجلة لمؤشر «ناسداك 100» المجمع لأسهم التكنولوجيا بالوتيرة الأكبر في حدود 2%، او ما يعادل 420 نقطة إلى  21785 نقطة.

الدولار والسندات

◄ ارتفع مؤشر الدولار الرئيس مقابل سلة من العملات لينجح في تجاوز مستويات 100 نقطة، بزيادة 0.3% عن إغلاق أمس.
◄ ازداد العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى مستويات 4.5%، بينما تراجع العائد على سندات 30 عاماً إلى 5.019%.

إبطال الرسوم

حظرت محكمة التجارة الأميركية، الرسوم الجمركية واسعة النطاق التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، ووصفتها بأنها غير قانونية، في ضربة قاصمة لإحدى ركائز الأجندة الاقتصادية للرئيس الأميركي.

وأصدرت هيئة من ثلاثة قضاة في محكمة التجارة الدولية الأميركية في مانهاتن، حكمها في وقت مبكر من صباح الخميس، والذي يعد انتصارا للولايات التي يقودها الديمقراطيون ومجموعة من الشركات الصغيرة.

قالت هذه الشركات والولايات في دعواها إن ترامب استغل قانون الطوارئ بشكل خاطئ لتبرير الرسوم، ومع ذلك، لا يزال بإمكان إدارة الرئيس الجمهوري استئناف القرار أمام المحكمة الفيدرالية.

تعكير الصفو

رغم حالة التفاؤل التي تسود الأسواق، إلا أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرت أمس الشركات الأميركية التي تقدم برمجيات تستخدم في تصميم أشباه الموصلات بالتوقف عن بيع خدماتها للمجموعات الصينية.

وفقا للأنباء فإن وزارة التجارة أمرت شركات تصنيع برامج أتمتة التصميم الإلكتروني، والتي تشمل «كادينس» و«سينوبسيس» و«سيمنز إي دي إيه»، بالتوقف عن توريد التكنولوجيا الخاصة بها.

في غضون ذلك انخفضت أسهم شركة «سينوبسيس» 10%، وتراجعت «كادنس ديزاين سيستمز» 11%؛ إذ تعتمد الشركات على الأسواق الصينية كونها أكبر مستهلك للرقائق في العالم.