ارتفع مؤشرا «ستاندرد آند بورز 500» و«ناسداك»، اليوم الثلاثاء، بعدما جاءت بيانات التضخم في الولايات المتحدة أقل من المتوقع، ما عزز من تفاؤل المستثمرين الذي تلقّى دفعة مسبقة، يوم الإثنين، من خلال هدنة تجارية بين الولايات المتحدة والصين.
في المقابل، تراجع مؤشر «داو جونز» نتيجة هبوط سهم شركة «يونايتد هيلث» بنسبة 16%، عقب إعلان الشركة، الرائدة في قطاع التأمين، تعليق توقعاتها السنوية، واستقالة رئيسها التنفيذي.
وسجلت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفاعاً طفيفاً خلال أبريل، حيث زاد معدل التضخم العام بنسبة 0.2% الشهر الماضي، بعدما انخفض بنسبة 0.1% في مارس. وكان اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم يتوقعون ارتفاعًا بنسبة 0.3%.
وعلى أساس سنوي، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 2.3% حتى نهاية أبريل، مقارنة بزيادة قدرها 2.4% في مارس. وقالت كارول شلايف، كبيرة إستراتيجيي الأسواق لدى «بي إم أو برايفت ويلث» في مينيابوليس لرويترز: «استمرار الاتجاه الإيجابي الذي رأيناه، أمس، أمر مشجع. ولا شيء في بيانات التضخم الحالية يشير إلى انعكاس لهذا الاتجاه».
وأضافت شلايف أن تحسّن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين يشبه «الانتقال من جبل جليدي إلى يوم ربيعي بدرجة حرارة 27 مئوية بين ليلة وضحاها»، مشيرة إلى أن تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا يأتي في توقيت مثالي يسمح لتجار التجزئة باستيراد السلع وتكوين مخزوناتهم استعدادًا لموسم العودة إلى المدارس وموسم العطلات.
جاء انتعاش، يوم الإثنين، بعد توصل واشنطن وبكين إلى اتفاق لخفض الرسوم الجمركية المتبادلة، في إشارة إلى تحرك مشترك لتفادي تباطؤ اقتصادي عالمي.
وبموجب الاتفاق، ستخفض الولايات المتحدة مؤقتًا الرسوم الجمركية الإضافية المفروضة على الواردات الصينية من 145% إلى 30% لمدة 3 أشهر، فيما ستخفض الصين رسومها على الواردات الأميركية من 125% إلى 10% خلال الفترة نفسها.
وعقب هذه الهدنة الجمركية، خفضت عدة شركات وساطة توقعاتها لاحتمال حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة.
وتراجع مؤشر «داو جونز الصناعي» 148.42 نقطة أو بنسبة 0.35% بحصول منتصف الجلسة ليصل إلى 42261.68 نقطة، في حين ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 54.05 نقطة أو 0.92% إلى 5898.09 نقطة، وصعد مؤشر «ناسداك المجمع» 316.71 نقطة أو 1.69% إلى 19025.06 نقطة.
وبفضل مكاسب الثلاثاء، عاد «ستاندرد آند بورز 500» إلى المنطقة الإيجابية منذ بداية العام للمرة الأولى منذ 3 مارس.
وسجل قطاع التكنولوجيا، من بين 11 قطاعًا رئيساً في المؤشر، أعلى المكاسب بزيادة بلغت 2.1%، بينما سجل قطاع الرعاية الصحية أكبر خسارة بنسبة 2.3%.
وكان المؤشران «ستاندرد آند بورز 500» و«ناسداك» قد عوّضا الخسائر التي سجلاها منذ الثاني من أبريل، أو ما يُعرف بـ«يوم التحرير»، حين أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رسوم جمركية واسعة النطاق.
كما ساهمت هدنة الـ90 يومًا التي أُعلنت، في التاسع من أبريل، للدول غير الصين، إلى جانب نتائج أعمال قوية واتفاق تجاري محدود بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة الأسبوع الماضي، في دعم أداء المؤشرين، لا سيما «ناسداك» الذي يتجه بقوة نحو شركات التكنولوجيا.
ومع ذلك، يراهن المتعاملون على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سينتظر حتى سبتمبر لخفض أسعار الفائدة، مع توقعات بإجراء خفضين بمقدار 25 نقطة أساس لكل منهما قبل نهاية العام. ومن المتوقع أن يتحدث عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، بمن فيهم رئيسه جيروم باول يوم الخميس.